ليبيا المستقبل
رويترز: شهدت قضية خطف السفير الأردني لدى ليبيا فواز العيطان تطورات كثيرة خلال الساعات الماضية. وقال محامي التنظيمات الإسلامية في الأردن موسى العبد اللات: إنه على استعداد أن يتوجه إلى ليبيا من أجل الوساطة مع الخاطفين للسفير الأردني "شريطة أن أحصل من الحكومة الأردنية على ضمانات بالإفراج عن موكلي محمد الدرسي، المحكوم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة". وأضاف العبد اللات لـ"الشرق الأوسط" أن "موكله الدرسي يعاني أمراضًا جراء عمليات جراحية سابقة في بطنه، وأنه مريض ونُقِل قبل ثلاثة أسابيع إلى مستشفى جميل التوتنجي في مادبا للعلاج، والآن يقبع في سجن الموفر، على بعد 30 كيلومترًا شرق العاصمة عمّان".
وأوضح العبد اللات أنه أرسل إلى رئيس الحكومة الأردنية "رسالة استرحام"، من أجل تأمين الإفراج عن موكله من خلال "عفو خاص" وإعادته إلى أهله في ليبيا، لكن المسؤولين الأردنيين لم يتجاوبوا مع هذه النداءات. يشار إلى أن الدرسي حكم عليه العام 2007 من قبل محكمة أمن الدولة الأردنية، بعد أن قبض عليه في مطار الملكة علياء، وكان يخطط لتفجير المطار في ذلك الحين، وينتمي الدرسي إلى تنظيم القاعدة حسب التهم التي وجهتها له المحكمة الأردنية. وطالب مسلحون خطفوا العيطان بالإفراج عن متشدد إسلامي ليبي معتقل بالأردن مقابل إطلاقه.
وقالت وزارة الخارجية الليبية: إن مسلحين ملثمين خطفوا السفير فواز العيطان من أحد شوارع العاصمة طرابلس، بعد إطلاق النار على سيارته وإصابة سائقها. وقال عضو فريق التحقيق الليبي عصام بيت المال في حادثة الخطف: "إن الخاطفين طلبوا الإفراج عن محمد الدرسي، وهو متشدد إسلامي ليبي حكم عليه بالسجن المؤبد في 2007 بتهمة التخطيط لتفجير المطار الرئيس في الأردن". وأضاف بيت المال أن الخاطفين أعلنوا مطالبهم من خلال اتصال أجروه على الهاتف الخاص بالسفير، الذي ترك في السيارة بعد واقعة الخطف، وقالوا إن السفير لم يصب بأذى. ولم يؤكد وزير الخارجية الليبي محمد عبدالعزيز رسميًّا أن الحكومة تلقت مطالب من الخاطفين.
وأبلغ رئيس الوزراء الأردني عبدالله النسور البرلمان، أن الحكومة "ستتخذ كل الإجراءات المناسبة للحفاظ على حياته وإطلاقه". لكن الإذعان لمطلب الخاطفين قد يشكل سابقة خطيرة للأردن أحد أهم حلفاء الولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم القاعدة. وقال مسؤول مخابرات أردني بارز لـ"رويترز": "يعتقل الأردن حاليًّا بعضًا من كبار رجال الدين والجهاديين العالميين التابعين للقاعدة مثل محمد المقدسي وأبو قتادة، أي صفقة بشأن الدرسي قد تشجع جهاديين آخرين على السير في النهج نفسه لذا فإن الأمر صعب للغاية".
وبحلول مساء الثلاثاء لم تكن الحكومة الليبية متأكدة من هوية الخاطفين، وما إذا كانوا عددًا قليلاً من الأفراد أو مجموعة أكبر. وقال عبدالعزيز: إن السلطات الليبية تحاول معرفة شروط الخاطفين، إلا أنها لم تتلق بعد طلبًا رسميًّا. وعلقت شركة الخطوط الملكية الأردنية رحلاتها إلى طرابلس بعد اختطاف السفير. وأصبحت عمليات الخطف شائعة في ليبيا، وكثيرًا ما يستهدف الخاطفون مسؤولين أجانب، ومنذ بداية العام خطف خمسة دبلوماسيين مصريين ومسؤول تونسي ومسؤول تجاري كوري جنوبي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق