ليبيا المستقبل - وكالات: أذكت أزمة ناقلة النفط التي ترفع علم كوريا الشمالية وترسو حاليا في ميناء السدرة الليبي في خليج سرت الاستراتيجي المخاوف من تنامي تجارة النفط المهرب وتوسيع دائرة تداولات السوق السوداء للنفط، والتي يدريها سماسرة عالميون يستغلون الأحداث والاضطرابات الأمنية في بعض الدول التي تمر بحالة عدم استقرار سياسي وفلتان أمني يسمح لهذه الجماعات من الوصول الى منشآت نفطية تكون تحت سيطرة جماعات مسلحة ترغب في بيع النفط بطريقة غير مشروعة وبأسعار زهيدة للتزود بالمال أو السلاح.
ويعمد السماسرة الذين يعملون في مجال تهريب النفط الى السوق السوداء في عدد من مناطق العالم الى انتهاج حيل متعددة لتمرير الحمولات النفطية وتقنينها لتصل الى المستهلك النهائي وذلك من خلال تغيير بولصات الشراء وتغيير معالم ناقلة النفط عند وصولها الى عرض البحر ورفع أعلام دول عادة ما تكون غير تلك التي كانت ترفعها وقت تحميل الشحنات من الموانئ المستهدفة ويتم اختيار أعلام دول غير خاضعة للقوانين الدولية بهدف التهرب من المسؤولية القانونية في حالة السيطرة على مثل هذه الناقلات ومحاكمة طواقمها.
وحذر خبراء نفطيون من أن هذه الممارسات غير المشروعة تنعكس سلبا على أسواق الطاقة بالعالم حيث تؤدي الى حالة إرباك لمستوى العرض والطلب الذي عادة ما يكون وقتيا ولا يعكس واقع الإنتاج والاستهلاك وبالتالي يفضي الى تذبذب حاد لأسعار النفط ما يضر بنمو الاقتصاد العالمي. كما أن هذه العمليات والتي تصنف ضمن القرصنة الدولية تضر بالمنتجين وتؤثر على عائداتهم من النفط الخام لكون النفط المهرب عادة ما يباع بأسعار تصل الى 50 دولارا للبرميل بينما يباع في أسواق الطاقة بأكثر من 100 دولار للبرميل. وتقدر كميات النفط والغاز المهرب المتداولة في السوق السوداء في العالم بحوالي 53 مليار دولار سنويا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق