ليبيا المستقبل
الجزيرة نت - خالد المهير- طرابلس: تصاعدت التجاذبات في الآونة الأخيرة بين كتل إسلامية في المؤتمر الوطني العام في ليبيا (البرلمان) ورئيس الوزراء المقال علي زيدان بعد اتهامه لها بعرقلة عمل حكومته، واعتبر برلمانيون أن هذه التهم جاءت لتغطية ما وصفوه بعجزه عن وضع حلول للملفات الأمنية في البلاد. وقال رئيس كتلة الوفاء للشهداء بالبرلمان عبد الوهاب القايد للجزيرة نت إن زيدان جانبَ الحقيقة في اتهاماته لكتلته التي قال إنها منحت الثقة لرئيس الوزراء المقال وحكومته "ولو كانت لدينا رغبة في عرقلة عمله لما قمنا بذلك". وبحسب القايد فإن كتلته وافقت وجميع أعضاء البرلمان على ميزانية العام الماضي المُقدرة بنحو 67 مليار دينار (الدولار يساوي 1.28 دينار) وعلى ميزانية إضافية تقدر بحوالي 15 مليار دينار. وذكر أنه كان يتمنى أن "يكون زيدان رجل دولة وسياسيا ولا يلقي باللائمة في فشله وإخفاقه على أطراف أخرى"، مبينا أن "أوضح دليل على هذا الفشل كان الاغتيالات والحدود المخترقة وتدني الخدمات الصحية والتعليمية". وبحسب القايد فإن "اتهامات زيدان محاولة للتغطية على الفساد الإداري والمالي في عهده"، داعيا الجميع إلى الاطلاع على تقرير ديوان المحاسبة الذي صدر مؤخرا ووصفه بالكارثة.
خصم سياسي
ومن جهته يرى عضو البرلمان في كتلة حزب العدالة والبناء الإسلامي منصور الحصادي أن "زيدان وجه اتهاماته تلك في وقت أسند فيه لوزراء بالعدالة والبناء ملفات أمنية خطيرة في العاصمة طرابلس وبنغازي ودرنة". ويضرب الحصادي مثالا على ذلك بتكليف وزير الكهرباء علي أمحيريق بتنفيذ قرار إخلاء طرابلس من المظاهر المسلحة، ووزراء الشباب والرياضة والمرافق لإدارة أزمات في بعض المدن التي تشهد انفلاتا أمنيا، معتبرا أن "زيدان يبحث عن خصم سياسي الآن". كما يستغرب الحصادي حديث زيدان عن غياب أجهزة القضاء، "في وقت قال فيه إنه جاء بالساعدي نجل القذافي وعبد الله منصور رئيس الإذاعة إبان حكم القذافي لمحاكمتهما بليبيا أمام قضاء عادل". وردا على سؤال بشأن ردهم رسميا على هذه الاتهامات، قال للجزيرة نت إن "الرد سيكون في حينه"، واصفا زيدان بأنه "مسؤول عاجز"، وأنه "على دراية باللعبة الديمقراطية التي تأتي بوزير وبرلمان وتأتي بآخر".
تصفية حسابات
من جهته قال رئيس مجلس "أمازيغ ليبيا" نوري الشروي إنه لا يعتقد أن اتهامات زيدان للكتل الإسلامية صحيحة، مستغربا "نزول الصراع إلى هذا المستوى من الانحطاط السياسي". وقال الشروي للجزيرة نت إن زيدان كان في السلطة وكان بإمكانه التفاعل مع قضايا الشعب، مؤكدا أنه حصر خلافاته مع البرلمان دون غيره. وتعليقا على الاتهامات المتبادلة بين زيدان والكتل الإسلامية، اعتبر المحلل السياسي أنور الشح للجزيرة نت أنها تصفية حسابات سياسية، مستغربا هو الآخر ما وصفها بـ"تناقضات زيدان"، وموضحا أنه عليه أن يوضح فقط للرأي العام أين صرفت 67 مليار دينار. وحاولت الجزيرة نت الحصول على تعليقات وزراء في حكومة زيدان دون جدوى. لكن القيادي في التكتل الفدرالي الذي يطالب بحكم ذاتي شرقي ليبيا عصام الجهاني يتفق مع تصريحات زيدان المناوئة للإسلاميين. ويقول الجهاني للجزيرة نت إن هذه الكتل مسؤولة مباشرة عن قرارات خطيرة قد تؤدي إلى حرب أهلية بالبلاد، كما اتهم هذه الكتل بتأجيج الصراعات بين الشرق والغرب على حد تعبيره، مؤكدا أن المشكلة ليست في زيدان بل في هذه الكتل "الدموية" التي ستؤدي إلى انفصال ليبيا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق