قوات إقليم برقة أعلنت جاهزيتها للقتال ضد الحكومة المركزية في طرابلس
ليبيا المستقبل
الجزيرة نت - خالد المهير - طرابلس: قبل أن تقترب الناقلة الكورية "مورنينغ غلوري" من موانئ السلطات الليبية بعد إلقاء القبض عليها أمس بالقرب من جزيرة قبرص، تصاعدت تحركات مختلف الأطراف المتنازعة على النفط منذ عدة أشهر لإيجاد حل للأزمة التي قد تؤدي إلى نشوب حرب أهلية بين شرق وغرب البلاد. وقد سارع رئيس المكتب السياسي لإقليم برقة إبراهيم الجضران -وهو المسؤول عن حصار الموانئ النفطية في الزويتينة والسدرة ورأس لانوف- إلى دعوة جامعة الدول العربية إلى التدخل، "لأن أميركا ساعدت الحكومة على سرقة النفط من شعب شرق ليبيا"، متعهدا في تصريحات إعلامية بالاستمرار في القتال. وعبر أسامة العريبي -وهو أحد المسلحين المسيطرين على الموانئ النفطية- عن سخطه الشديد من التدخل الأميركي في الشأن الداخلي الليبي.
ارتفاع التوتر
وقال العريبي إن إلقاء القبض على الناقلة الكورية التي تحمل نفط ليبيا من دون علم الدولة سوف يرفع درجة التوتر. واتهم العريبي من قال إنها عصابات طرابلس -في إشارة إلى الحكومة المركزية- بالسماح لأطراف خارجية بالتدخل، موضحا أن الحكومة والمؤتمر الوطني العام باتا من إرث الماضي. وقال إن تبعات التدخل الأميركي لن تكون في صالح وحدة ليبيا، لكنه أشار صراحة إلى وفود مرموقة تسعى إلى نزع فتيل الاقتتال الداخلي على المورد الرئيسي للبلاد. وأكد العريبي أنهم على استعداد للتفاوض بشرط ضمانات دولية وإبعاد فوهات البنادق من مناطق التوتر حاليا عند مناطق الهلال النفطي. ويقول إن ما عدا ذلك مجرد عبث سياسي، مشيرا إلى أن قضيتهم أكبر من أزمة ناقلة نفط كورية، بل تتعلق بحقوق مصيرية لسكان إقليم برقة الممتد من الوادي الأحمر الواقع شرقي مدينة سرت الساحلية إلى الحدود المصرية.
موقف قوي
في ذات السياق، قال الزعيم القبلي أبريك اللواطي -الذي شارك في المفاوضات بين برقة وموفد عن البرلمان يوم الأحد الماضي- إنهم في موقف قوي رغم إلقاء القبض على الناقلة الكورية. وأكد للجزيرة نت أن الإقليم لن يتنازل عن حقوق طرابلس وفزان أيضا عند بيع النفط من جديد، وأنه حتى ولو رجع النفط إلى الدولة سوف تأخذ برقة حقها كاملا. وقال إن برقة لن تسحب قواتها من الوادي الأحمر، وإنها تقف عند حدودها التاريخية، مشترطا على الدولة تراجع قوات "درع الوسطى" التابعة لمصراتة بعيدا عن مدينة سرت قبل الجلوس والحديث عن حلول للأزمة. من جهته، جدد عضو المؤتمر الوطني العام أحمد لنقي تكهناته بعدم قدرة إقليم برقة على بيع النفط في الخارج، مؤكدا أن محاولات تصديره رسالة للفت أنظار المؤتمر الوطني العام والحكومة من أجل الدخول مع المعتصمين في حوار. وأضاف لنقي أنه لن تستطيع أي سلطة غير الدولة بيع النفط، مشيرا إلى مساع كبيرة للدخول مع المعتصمين في حوار لإنهاء الأزمة بسلام وتحسين أوضاعهم المادية والمعيشية.
استفتاء عام
وعن مطالب المعتصمين السياسية، فقال لنقي إنه اقترح إجراء استفتاء عام حولها لتحديد شكل الدولة بالإضافة إلى منح صلاحيات إدارية ومالية واسعة للإدارات المحلية. كما أكد لنقي أن الحل يكمن في إنجاح مسار المفاوضات وإلغاء قرار رئيس المؤتمر الوطني العام نوري بوسهمين رقم 42 الذي يقضي بتشكيل قوة عسكرية من عشر مناطق لتحرير الموانئ النفطية. ويقول رئيس تحرير صحيفة "صوت ليبيا الدولي" بشير زعبية إن التصريحات الأميركية والأوروبية التي وقفت إلى جانب الدولة وانتهت بالقبض على الناقلة الكورية سوف تقلب قواعد اللعبة على النفط الليبي. ويضيف زعبية أن تدخل الخارج يصب في جانب دعم الدولة وبالتالي على الطرف الآخر أن يحسب هذا ولا يغامر بعد الآن، مؤكدا أن أوضاع ليبيا الخطيرة تحتم على الجميع التحاور. وتأكيدا لهذا الحراك، تحدث عضو لجنة حكماء ليبيا محمد الشاوش عن نتائج تحركاتهم طيلة الأيام الماضية بين أجدابيا -معقل قبيلة المغاربة التي ينتمي إليها أغلب المسلحين الفدراليين- وسرت ومصراتة وطرابلس لتقريب وجهات النظر. وأشار إلى وجود بوادر إيجابية من جميع الأطراف القبلية والجهوية والرسمية لنزع التوتر على النفط.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق