الوطن _وجه دبلوماسيون انتقادات حادة للولايات المتحدة الأمريكية، أمس، بعد بيان وزارة الخارجية الأمريكية مساء أمس الأول، الذى طالبت فيه بوقف «الاعتقالات والمحاكمات السياسية بحق النشطاء والمعارضين»، فضلاً عن إعرابها عن قلقها إزاء «قرار الحكومة المؤقتة بإعلان جماعة الإخوان تنظيماً إرهابياً».
وكانت «الخارجية» الأمريكية قالت، فى بيان على لسان نائبة المتحدثة باسمها مارى هارف، إن «بلادها تنتقد تصرفات السلطات المصرية، التى تثير العديد من الأسئلة حول دور القانون»، بحسب تعبيرها، معتبرة أن ما يحدث فى مصر الآن لن يساعدها على التقدم للأمام، داعية الحكومة المؤقتة إلى الالتزام بواجبها، لإتمام عملية الانتقال السياسى فى مصر، لتحقيق الديمقراطية الدائمة والشاملة، كما دعت المتظاهرين المعارضين إلى الالتزام بالسلمية.
من جانبه، أكد السفير كمال عبدالمتعال عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، لـ«الوطن»، أن التصريحات الأمريكية الأخيرة ليست جديدة وهى بمثابة متابعة لتصريحات سابقة عديدة من قِبل الخارجية الأمريكية والبيت الأبيض والعديد من المسئولين المصريين. ووصف «عبدالمتعال» موقف «واشنطن» بأنه «تدخل أمريكى غير مقبول واعتراف بالتآمر والتحالف مع الإخوان لتحقيق مشروع الشرق الأوسط الكبير بتصعيد ودعم تنظيم الإخوان للسيطرة على الحكم فى الدول العربية، وهو محاولة بائسة من أجل لىّ ذراع مصر بالحديث عن المعونة، ولكن مصر ترفض كل ذلك»، مشدداً على أن مصر لم تخرج عن قواعد القانون الدولى أو قانونها الداخلى فى قرارها باعتبار الجماعة إرهابية؛ لأنها جماعة تمارس الإرهاب منذ نشأتها فى أوائل القرن الماضى وزاد نشاطها بشكل متصاعد بعد ثورتى «25 يناير» و«30 يونيو» بشكل غير مسبوق، مطالباً بضرورة تجاهل مصر لمثل هذه التصريحات، مؤكداً أن «مصر مختلفة الآن عن مصر السابقة وشعبها استيقظ وأصبح له دور فى السياسة، ومصر الآن أوضاعها أفضل ولا تحتاج للمعونة الأمريكية وسوف تستقر جميع مؤسسات الدولة وتبدأ عهداً جديداً مستقلاً عن القوى الكبرى الغربية، وخاصة الولايات المتحدة وتتمسك بسيادتها القومية وتنويع علاقاتها».
وأكد السفير حسين هريدى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، لـ«الوطن»، أن الموقف الأمريكى يمكن تفسيره فى ضوء ازدواجية المعايير المعروفة عن السياسة الخارجية الأمريكية التى صارت مبدأ راسخاً فى حكمها على التطورات المختلفة بالعالم، مشدداً على أن «الولايات المتحدة لم تكن ستشعر بالقلق من اعتبار أى منظمة إرهابية إذا كانت تهدد أمنها القومى أو أمن حليفتها إسرائيل». وتابع: «علينا أن نتوقع المزيد من التدخلات الأمريكية للتأثير على نتائج الاستفتاء والانتخابات الرئاسية المقبلة».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق