ليبيا المستقبل - نيويورك تايمز - وكالات: اعتبرت جريدة
نيويورك تايمز الأمريكية أن اغتيال وكيل وزارة الصناعة الليبية وعضو المجلس
الوطني الانتقالي السابق حسن الدروعي، السبت الماضي، مؤشر إلى اتجاه
"بوصلة" الاغتيالات في ليبيا غربا. ووقعت حادثة اغتيال أول مسؤل حكومي رفيع
منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي، بينما كانت تتم الاغتيالات خاصة التي
تستهدف العسكريين، في الأغلب، في شرقي البلاد، خاصة في مدينتي بنغازي
ودرنة. وفي تقرير نشرته الصحيفة اليوم الاثنين، رأى معداه، سليمان علي زاوي
(من طرابلس) وديفيد كيرباتريك (من القاهرة)، أن الدوافع وراء اغتيال
الدروعي، بطلقات اخترقت جسده في حصن القذافي السابق، سرت، قد يعبر عن رغبة
أتباع القذافي في الإنتقام من الدروعي الذي كان عضوا بالمجلس الانتقالي
الذي أدار مرحلة الثورة داخليا وخارجيا.
أتباع القذافي
ويضيف التقرير أن مدينة سرت، التي وقع فيها إغتيال الدروعي، والتي
كانت آخر المدن سقوطا في ايدي الثوار وظلت مساندة للقذافي حتى آخر رمق،
كانت هي المعقل الأكبر لمؤيديه وشهدت أفظع أحداث العنف ومنها المذبحة ضد
مؤيدي القذافي "الغير مسلحين". ومنذ ذلك الحين انضمت سرت إلى بنغازي ودرنة
لتصبح مواقع لأعمال العنف من قبل متشددين. فالعديد من المقاتلين من المدن
المجاورة انتقلوا إليها في أواخر الثورة ونظموا أنفسهم كجماعات مسلحة، مثل
أنصار الشريعة بسرت، والتي تشاركها جماعات نفس الإسم ببنغازي ودرنة.
ويتزايد التوتر في البلاد مع اقتراب انتخابات هيئة صياغة الدستور،
والمعروفة بلجنة الستين.
وقد نجا علي زيدان، رئيس الحكومة المؤقتة مؤخرا من سحب الثقة الذي
طلبه المؤتمر الوطني العام والذي تصويت ثلثي الاعضاء، ووعد زيدان بإجراء
تعديل وزاري، ولكن بحسب التقرير فإن كثير من المدنيين قد فقدوا الثقة في
المؤتمر الذي انتخبوه منذ عام 2012 والذي فشل في إحكام السيطرة على البلاد،
مع وجود فرصة صغيرة جدا لتحقيق ما وعد به بتسليم السلطة لكيان منتخب بحلول
شهر فبراير.
ويضع المتفائلون أملا على خطط بعض الدول الغربية ومنها الولايات
المتحدة الأمريكية لتدريب المجندين بالجيش الليبي ليتمكنوا من فرض السيطرة
على الميلشيات الداخلية التي انتشرت على طول البلاد وعرضها. ويأمل
الدبلوماسيون الغربيون بطرابلس أن توفر لجنة كتابة الدستور التي من المفترض
أن تتشكل خلال الستين يوما المقبلة زخما وقوة دافعة نحو تكوين الدولة
الليبية الجديدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق