ليبيا المستقبل
هنا صوتك - كريمة إدريسي: تلقى سياسيون وصحفيون وفنانون ليبيون رسائل تهديد بالقتل، عبر البريد الإلكتروني، قال مرسلوها إنهم ينتمون إلى تنظيم يدعى "جند الله". وحصل موقع "هنا صوتك" على نص رسالة التهديد التي تلقاها السياسيون والصحفيون والفنانون، الذين يعيشون في مدن شرق ليبيا. ويقول نص الرسالة: ("قُضِيَ الأمْرُ الّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ"، صدق اللَّهُ العظيم. بأمر من الحاكم بأمر الله وشرعه في شرق البلاد " ليبيا "، قررنا القصاص منكم خدمة لصالح البلاد والعباد. حق شرعي منزل في شرع القصاص تطبيقاً لقوله تعالى: "بسم الله الرحمن الرحيم، وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" صدق اللَّهُ العظيم. ولتكون عبرة لمن ضل، تحكيماً لشرع الله سبحانه وتعالى، فقد وجب ونفذ مقاضاتك واستوجب القصاص منك ومن آزرك ومن على شاكلتك في الدنيا والآخرة والله المستعان على ما تصفون"). ولم يتمكن "هنا صوتك" من التحقق من عدد من وصلتهم الرسالة نفسها، لكن مصادر متطابقة قالت إنها وصلت إلى نحو 500 شخص، واعتبرت أن التنظيم الذي يظهر اسمه، للمرة الأولى في ليبيا، أعد ما وصفوه بأنه "قائمة اغتيالات". وشككت مصادر في وجود هذا التنظيم فعليا على الأرض.
سخرية وتجاهل
عيسى عبد القيوم، صحفي وكاتب ليبي، وصلته الرسالة مؤخراً، ومعها رابط يتضمن نشيداً عن الموت، يقول إنه تعامل مع الرسالة بسخرية، ولم يولها اهتماما، ولم تغير شيئاً في نمط حياته اليومي: " يستحيل أن تجعلني رسالة كهذه أتوقف أو أتراجع عن عملي"، ويوضح عبد القيوم أنه "توجد في ليبيا أكثر من جهة تقتل، وترغب في القتل باسم الله، أو باسم الوطنية، أو باسم الثورة حتى، فكل واحد لديه دافع يراه مناسباً لقتل معارضيه". الشعور بأنه مستهدف يلازم عبد القيوم قبل وصول الرسالة، إذ أن جهات تتعدد وتتناسل بانتظام، تستهدفه وغيره: "أنت في بنغازي، حيث الموت حاضر بشكل يومي، لا تدرك من عليه الدور لتصيبه رصاصة طائشة أو مستهدفة، أو ينفجر اللغم في وجهه فيودي بحياته، يقول عبد القيوم، ويضيف: "بنغازي تشبه حقل الألغام، والاحتياط لا معنى له، القضاء والقدر يلعبان دوراً أكثر من الاحتياط والحرص"، ويضيف عبد القيوم أنه لن يُبلغ عن التهديد، وحتى لو أراد، فمن سيبلغ: "ما دام الجهاز الأمني مفككاً، والدولة غائبة".
خوف وترقب وشلل
الرسالة نفسها قلبت حياة إعلامي كبير في بنغازي رأساً على عقب. قبل الإعلامي التحدث مع موقعنا، بشرط عدم ذكر اسمه. يقول إنه حين وصلته الرسالة، انتابته مشاعر ممزوجة بالخوف والقلق والترقب، "لأن الواقع في شرق ليبيا وبالذات في بنغازي، يشهد ممارسات يومية للقتل والخطف والتغييب"، ويضيف: "لذلك أخذت التهديد على محمل الجد. قد تكون صفحة جند الله وهمية تستهدف الإعلاميين بالذات من أجل ممارسة الترهيب النفسي، ومن أجل ثنيهم عن مواصلة رسالتهم فقط. وأعتقد أن التهديد لن يصل لحد القتل، ولكن الرسالة شلت نشاطي الإعلامي، وسببت لي قلقاً كبيراً على مستوى الأسرة. أولادي وزوجتي وأمي وأصدقائي المقربون يعيشون بسببها في رعب كبير. إنهم خائفون عني كثيراً، وطلبوا مني أن أختفي عن الظهور الاعلامي، المرئي منه والسمعي". منذ أن وصلته الرسالة، يعيش الإعلامي بحذر كبير، فهو حين يخرج، يأخذ في الاعتبار وبكثير من الحرص، الاحتياطات اللازمة مثل تفتيش السيارة قبل ركوبها، والانتباه لمن هم حوله. ويعتقد الإعلامي أن "جند الله" يهدفون إلى استهداف الإعلاميين لمنعهم من التأثير على الرأي العام في الشارع، "ولكن الكل مستهدف"، ويقول: "مع كل هذا الخوف، أريد أن أوصل رسالة لهذه الجهة وكل الجهات المجرمة: ليبيا ستبنى بسواعد الجميع مهما فعلتم".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق