بي بي سي: سحب حزب العدالة والبناء (ذراع جماعة الإخوان في ليبيا) وزراءه الخمسة من حكومة رئيس الوزراء الليبي علي زيدان، مباشرة بعد فشل أعضاء المؤتمر الوطني العام في التوصل إلى اتفاق لحجب الثقة عن الحكومة. وجاء في بيان للحزب، الذي يمثل ثاني أكبر قوة سياسية في البرلمان، نشر على صفحته الرسمية في موقع فيسبوك، إنه قرر استقالة وزراءه الخمسة، الذي يحملون حقائب وزارات النفط والكهرباء والإسكان والاقتصاد والرياضة، لأن الحكومة فشلت "في إنجاز أهم استحقاقات المرحلة" ومعالجة الأحداث في الجنوب ومدن أخرى، و"الخروج بالبلاد إلى بر الأمان". وكان حزب العدالة والبناء يطمح إلى الإطاحة بحكومة رئيس الوزراء عبر حجب الثقة عنها في المؤتمر الوطني العام، وإجراء اقتراعات مبكرة. غير أن محاولاته باءت بالفشل. تأتي هذه التطورات على خلفية أنباء مطلع الأسبوع الجاري أفادت باستعادة مسلحين محسوبين على نظام العقيد الراحل معمر القذافي السيطرة على قاعدة تمنهنت الجوية قرب مدينة سبها جنوبي البلاد، برغم إعلان السلطات طردهم منها إثر ضربات جوية وإعلان حالة الطوارئ مساء السبت الماضي. وكانت سبها قد شهدت مؤخرا اشتباكات دامية وُصفت بالقبلية، أسفرت عن مقتل وجرح العشرات. كما اندلعت اشتباكات في مدينة الكفرة بين مسلحين من القبائل العربية وآخرين من التبو وسط غياب كامل للجيش حسب مصادر محلية. وفي منطقة ورشانة الواقعة الى الغرب من العاصمة طرابلس شنت قوات الأمن على مدى الايام الثلاثة الماضية حملة أمنية لملاحقة عناصر موالية للنظام السابق تحدت السلطات برفع أعلام خضراء. وبالرغم من أن استقالة الوزراء الخمسة لن تسقط حكومة زيدان الا أنها قد تؤدي الى تعقيد الجهود المبذولة الرامية إلى استقرار الأوضاع في ليبيا بعد عامين من الإطاحة بالزعيم السابق معمر القذافي. وأمام هذا الوضع الصعب كرر رئيس الوزراء الليبي قوله إنه سيكون سعيدا لو أعفى المؤتمر الوطني حكومته وأقر حكومة بديلة. الا أنه حذر من حدوث حالة فراغ خطيرة في حال انهارت حكومته في ظل الوضع الأمني الهش في البلاد. فهل تستطيع حكومة زيدان الصمود في وجه الأوضاع السياسية المتأزمة والامنية المتدهورة بعد استقالة وزراء حزب العدالة والبناء؟ وما هي أسباب فشل السياسيين الليبيين في استعادة السيطرة على اطراف البلاد وبناء دولة متماسكة؟ ومن هو الطرف المسؤول عن تدهور الأوضاع الامنية وتفاقم الأزمة السياسية؟ هل هي الحكومة؟ هل هو حزب بعينه؟ هل هي المليشيات القبلية؟ ولماذا تتعثر التجربة الليبية في إرساء نظام سياسي ديمقراطي؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق