الثلاثاء، 14 يناير 2014

ليبيا - سبها.. هدنة الـ72 ساعة تعيد الحياة للمدينة الغاضبة ^

ليبيا المستقبل - وكالات: بدأت في الساعة الرابعة، عصر الأمس الاثنين، في مدينة سبها، الهدنة التي تم التوصل إليها من قبل مجلس أعيان ليبيا ومجلس أعيان سبها بالتنسيق مع أعيان ومشايخ قبائل الطوارق، والتي تقضي بوقف إطلاق النار بين الأطراف المتنازعة لمدة 72 ساعة في المدينة التي تشهد اشتباكات مسلحة منذ مساء الأربعاء الماضي. وأكد المنسق العام لأعيان وحكماء ليبيا للمصالحة محمد المبشر، أن لجنة من أعيان وحكماء ليبيا، تمكنت من التحدث مع الأطراف المتنازعة في سبها وإقناعهم بوقف إطلاق النار والبدء بهدنة بين المتنازعين. وأضاف أنهم يسعون الآن لسماع كل الأطراف بحياد لاحتواء الأزمة وتفادياً لأي خرق في الهدنة. وتشهد المدينة لليوم الثاني على التوالي حالة من الهدوء النسبي، فيما تبذل جهود ومساع حميدة من أجل إنجاح الهدنة التي تم التوصل إليها.
من جانبه أعلن أيوب الشرع عضو لجنة الحكماء، الهدنة بين جميع الأطراف في سبها ستستمر حتى تتدخل جهات الدولة المسؤولة للتحقيق في الاختراقات الأمنية التي شهدتها المدينة في الأيام القليلة الماضية. وأكد الشرع أن المدينة تعيش في هدوء نسبي الآن، مشيراً إلى أن هناك دعوات من 16 مجلساً محلياً لعقد اجتماع طارئ لوضع خطة لمنطقة الجنوب بشكل عام، ومناقشة الوضع الراهن في سبها بصفة خاصة.
وبين رئيس المحلي سبها أيوب الزروق، أن دخول وفد الأعيان والحكماء إلى منطقة "الطيوري" للتواصل مع قبائل "التبو" لحل المشكلة يشير إلى بداية حل المشكلة خاصة أن المجلس لم يتمكن فيما مضى من التواصل مع قبائل التبو. ووصف الزروق ما يجري في مدينة سبها بأنه اعتداء من جماعات خارجة عن الشرعية لمحاربة سيادة الدولة الليبية المتمثلة في المنطقة العسكرية وقوات الجيش الوطني الموجودة في سبها، وليس اقتتال بين قبائل مثل الذي حدث في العام 2012 بين قبائل أولاد سليمان والتبو. لكن أيوب الشرع أكد أن قبائل التبو متجاوبون مع لجنة المصالحة سعياً لإيقاف إطلاق النار، مشيراً إلى أن اللجنة لا تسعى للتفاوض؛ لأن التفاوض لا يكون مع جماعات خارجة عن نطاق الدولة.
وعادت خلال اليوم بعض المحلات التجارية في المدينة للعمل مجدداً بعد إغلاقها منذ الخميس الماضي، وبدت الحياة تسير بشكل هادئ نسبياً عن الأيام الأخيرة، فيما لا تزال محطات الوقود مغلقة. وقال مدير مكتب وزارة الدفاع بالمنطقة العقيد الطاهر اشبيعان، إن الوضع مازال محتقنا ويشوبه التوتر نوعاً ما خاصة بعد سقوط قتيل اليوم. وكشف اشبيعان عن وجود قناصة فوق بعض المباني، مشيراً إلى أن هناك جهود حثيثة ومكثفة من أجل إيقاف القتال ومحاولات تُبذل لإقناع القناصة عن النزول من الأماكن المتمركزين بها. وأضاف أن وزارة الدفاع تعمل على استحداث أو إعداد وتجهيز قوة متوازنة وكبيرة وقوية ورادعة ومنضبطة لإرسالها إلى المنطقة. ودعا اشبيعان إلى ضرورة ضبط النفس والتحلي بالصبر وأن يتركوا الفرصة إلى وفد الأعيان القادمين من مختلف أنحاء ليبيا إلى سبها لبذل مساعيهم الحميدة لرأب الصدع والوصول إلى تهدئة من أجل التوصل إلى حل للإشكالية القائمة.
من جهته، قال مدير مركز سبها الطبي الدكتور إبراهيم صالح، إن جثة واحدة وصلت اليوم إلى المركز فقط، وأن المركز الطبي بسبها في حالة تأهب تام في ظل هذه الطوارئ، مشيراً إلى أن وزارة الصحة أرسلت أمس إمدادات وتجهيزات طبية، وطائرتين للإسعاف السريع، واحدة مجهزة للعناية الفائقة والأخرى تحمل الإمدادات الطبية. وأوضح، أن بعض الحالات المصابة نتيجة الاشتباكات تم نقلها إلى مستشفيات "العافية" و"هون" بالجفرة والشاطئ، ومنهم من قام ذووهم بنقلهم إلى مستشفيات بطرابلس وغيرها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق