ليبيا المستقبل
العربية: رغم الوعود المتكررة التي قطعتها الحكومة الانتقالية الليبية حول موعد إنهاء أزمة الوقود، إلا أن فشل المفاوضات بين المسؤولين الحكوميين وقبائل تسيطر على موانئ النفط، وقف حائلا أمام تحقيق هذه الوعود، مما أطال في عمر أزمة الوقود. ففي بلد يتربع على ثروة نفطية لا يستهان بها، تمتد طوابير السيارات لمسافات بعيدة ويطول انتظار سائقيها لساعات أمام محطات البنزين بسبب أزمة وقود طاحنة تعصف بالبلد العضو في منظمة أوبك، وهي مفارقة يعيشها الليبيون للمرة الأولى ربما منذ عقود. أزمة تكررت وعود الحكومة الانتقالية بإنهائها، إلا أنها وعود لا تخرج إلى حيز التنفيذ بسبب فشل المفاوضات بين المسؤولين ومحتجين يسيطرون على موانئ النفط في شرق ليبيا يشترطون تنفيذ مطالبهم لإعادة فتح الموانئ النفطية.وأحدث هذه الوعود صدر عن رئيس الوزراء علي زيدان، الذي أكد إعادة فتح المرافئ من جديد بحلوم يوم الأحد الماضي، وهو ما لم يتحقق. وتسبب إغلاق ميليشيات ورجال قبائل مختلفة مثل قبيلة المغاربة لعدة حقول وموانئ تصدير للمطالبة بمزيد من الحكم الذاتي وحصة أكبر من إيرادات النفط إلى تقليص إنتاج البلاد من الخام إلى حوالي مئتين وعشرين الف برميل يوميا، من مليون وأربعمئة ألف برميل في يوليو الماضي. وبالرغم من ذلك فإن مسؤولين في الحكومة الانتقالية أكدوا أن أزمة الوقود قد انتهت تقريبا وأن الأمور عادت إلى سالف عهدها. تصريحات يراها البعض تخفي الكثير من حقيقة الأوضاع على الأرض، حقيقة أزمات متلاحقة واحتجاجات واشتباكات مسلحة تواجهها الحكومة الليبية على أكثر من جبهة بعد عامين على سقوط حكم القذافي، أزمات تطرح العديد من علامات الاستفهام حول مستقبل ليبيا في ظل انقسامات تجتاح أرجاء البلاد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق