ليبيا المستقبل _العربية نت - بنغازي: في الوقت الذي تنشط فيه عمليات التفجير والاغتيالات وينكمش آخرون في بيوتهم خوفاً من وضع أمني متدهور، يثابر أعضاء منظمة "لأجلك بنغازي أبادر" في تغيير وجه المدينة، وتقديم الوجه الآخر لمجتمع يريد أن ينهض بعد أن كسب حريته. سنة مرّت على أول ظهور لمجموعة "لأجلك بنغازي أبادر" الذي كان في، الـ15 من ديسمبر العام الماضي، من خلال حملة تنظيف وتزويق وتشجير شملت قرابة 20 منطقة ببنغازي، الخارجة لتوها من حراك ثوري لافت. القصة بدأت بكلمات كتبتها أستاذة اللغة الفرنسية السيدة أحلام العابدية، في صفحة مجموعة "شباب ليبيا": "يا أهل بنغازي، إن بنغازي تعاني من تكدس القمامة والناس ولا على بالها". وسرعان ما وصل رجع الصدى لهذه المفردات، فتطوع الكثير من الأهالي ومؤسسات المجتمع المدني وبدأ العمل. وشهدت الحملة إقبالا لافتا، ممّا جعل القائمون عليها يقررون تحويلها إلى منظمة أهلية تضم 13 عضوا مؤسسا وأكثر من خمسين متطوعا، فضلا عن مساهمة الأهالي عندما يشمل عمل المنظمة مكانا قريبا من حيّهم.
مبادرة "شكارة في السيارة"
وكشف المسؤول عن الإعلام بالمنظمة إمام الرياني وهو ما زال طالبا، "نجحت مبادرة "شكارة في السيارة" بشكل واسع، حيث تفاعل معها الناس، وتقوم الفكرة الأساسية على توزيع أكياس بلاستيكية على مستعملي السيارات حتى يضعوا فيها كل الفضلات عوض الإلقاء بها خارج نوافذ سياراتهم. وقامت منظمة "لأجلك بنغازي أبادر" بحملة واسعة لإزالة الملصقات التي تعلو جدران المدينة، التي عاشت وقائع انتخابات المجالس المحلية وانتخابات المؤتمر الوطني العام، وكان أعضاء المنظمة يثبتون لوحة للإعلانات في كل شارع ينتهون من تنظيفه. وأكد الرياني، لـ"العربية.نت"، أنهم يقومون الآن بعملية إصلاح وتنظيف وتزيين وغراسة الأشجار ونباتات الزينة وتغيير فوانيس الإنارة في حديقة عمارات الكيش وسط بنغازي، ويسابقون الزمن للانتهاء من بناء سور لها وتجهيزها بأدوات لعب للأطفال.
مظاهرة شعبية من أجل الخير
بعض أعمال المنظمة وحملاتها شهدت مشاركة واسعة تجاوزت 100 متطوع، فكأنها مظاهرة شعبية لكنها من أجل الخير والبناء، كما يقول الرياني. وكشف الرياني، أن المنظمة تعول على الاشتراكات الشهرية لأعضائها لتمويل عملها التطوعي، إضافة إلى ما سماها بهدايا أهالي بنغازي الذين يدعمون جهود المنظمة بقوة ممّا يزيد من حماس المشرفين عليها. كما قامت المنظمة بأعمال خيرية منها حملات سلة رمضان وأضاحي العيد وكسوة الأطفال في عيد الفطر، وحملة "أنتم عمادها" التي استهدفت أكثر من 100 طالب بين الابتدائي والإعدادي والقيام بمساعدتهم باللوازم المدرسية ودروس خصوصية في مختلف المواد المدرسية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق