وكالة الانباء الليبية
قسم الشؤون المحلية ـ تحليل طرابلس 3 ديسمبر 2013 (وال) - في الوقت الذي لا يزال الحزن يخيم فيه على طرابلس بعد أن شيعت جثامين الجمعة "الدامية والصادمة " وسط كثير من الصبر ومزيد من الدموع على شهداء سقطوا على أيدي ليبيين مثلهم حركتهم دوافع شخصية أنانية وقبلية ومناطقية بالية ، ما أدخل ليبيا في حالة من الصدمة والذهول ، فوجئ الليبيون ببروز جماعة أخرى في المشهد الأمني تتحرك تحت عباءة الدين الذي "حرم قتل النفس" تشتبك مع عناصر الجيش الليبي " الصاعقة " لتسفك المزيد من دماء الليبيين . إن جماعة "أنصار الشريعة" التي خرجت فجر الاثنين الماضي وبعده في بنغازي ، مهد الثورة ، غداة اجتماع رئيس الحكومة المؤقتة السيد علي زيدان في لندن مع وزيري الخارجية البريطاني والأمريكي ، لتعلن عدم اعترافها بالدولة الوطنية وتكفيرها للحكومة ومؤسساتها السيادية ومنها الجيش والشرطة وتشتبك مع عناصر قوات الصاعقة التابعة للجيش الليبي ، لتتجاوز كل الخطوط الحمراء شرعا وقانونا تحت أفكار وشعارات الإسلام منها براء ، تبيح لها قتل عناصر الجيش والشرطة الليبيين الأبرياء أثناء تأديتهم لواجبهم الأمني الوطني في حماية الأمن والاستقرار . الاحتكام للسلاح وقتل النفس جريمة تحرمها كافة الأديان السماوية والأعراف والقوانين . ودفع الليبيون بعد معاناة استمرت عقودا مريرة من الظلم والطغيان والإرهاب ضريبة غالية من دماءهم في سبيل بناء دولة المؤسسات والعدل والقانون والتداول السلمي على السلطة ، يحتكمون فيها لصناديق الاقتراع ، إلا أنهم فوجئوا بأنهم وسط كابوس من الأجندات المحلية والخارجية يتحرك أصحابها في السر والعلن لمنع قيام الدولة وتفكيك المجتمع الليبي البسيط إلى شيع وأحزاب على حساب أمنهم واستقرارهم ووحدتهم الوطنية وسيادتهم على أرضهم وحريتهم. يبدو واضحا أن الذين تحركوا في بنغازي لمهاجمة قوات الصاعقة مهما كانت الأسباب التي دفعتهم لذلك ، يريدون توجيه رسالة إلى الاجتماع الذي جرى في لندن بين رئيس الحكومة الليبية المؤقتة علي زيدان ووزيري الخارجية الأمريكي ، جون كيري ، والبريطاني ويليام هيغ حيث أطلع زيدان الوزيرين على آخر التطورات في ليبيا، بما في ذلك جهود تحقيق تسوية سياسية بقيادة ليبية. وقد رحب وزيرا خارجيتي بريطانيا وأمريكا في الاجتماع بحسب معلومات صحفية بانسحاب الكتائب والميليشيات المسلحة من طرابلس وأعربا عن أملهما بأن يكون هذا الانسحاب خطوة تجاه توفير قوات الأمن الحكومية للأمن الوطني وهو الأمر الذي لم يرق فيما يبدو للبعض فوجهوا رسالتهم ممهورة بدم ليبيين من قوات الصاعقة. إن المؤتمر الوطني العام المجتمع في طرابلس يدرك جيدا أن البلاد انزلقت في فوضى أمنية بعد سقوط نظام الدكتاتور القذافي في أكتوبر 2011 وأن سبب هذه الفوضى يعود للانتشار الواسع للسلاح وللجماعات المسلحة التي برزت في المشهد الليبي بعد أن استولت على الترسانة الهائلة من السلاح الخفيف والمتوسط والثقيل التي نشرها نظام القذافي في الأحياء السكنية والمؤسسات المدنية لإغراق البلاد في الفوضى بعد سقوطه وبالتالي لا بد من تطبيق القرارين 27 و53 مهما كان الثمن قبل أن تقع الواقعة وتنزلق البلاد في أتون حرب أهلية مدمرة أو تسقط في براثن الاحتلال الأجنبي من جديد. ومن هنا يمكن أن نقرأ بوضوح تحذّير رئيس الوزراء السيد علي زيدان من تدخل محتمل لقوات احتلال أجنبي في حال استمرت الفوضى السائدة في البلاد حيث قال :" إن المجتمع الدولي لن يترك ليبيا هكذا منطقة في وسط البحر المتوسط مصدراً للإرهاب والعنف. ( وال )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق