ليبيا المستقبل - الأمارات اليوم - "لا فو دولا ريسي": عرفت ليبيا ما بعد سقوط معمر القذافي حالة من الفوضى والعنف تزداد سوءاً يوماً بعد يوم. ويرى مراقبون أنها باتت أقرب إلى سيناريو أفغانستان أو الصومال. ويعتقد الخبير السياسي ليك ميشال، المتخصص في الشؤون الليبية، ان ليبيا وقعت ضحية لمشروع امبريالي أميركي، وأن ما حدث فيها ليس ثورة بل كان انقلاباً قادته القوى الغربية. وفي ما يلي مقتطفات من الحوار الذي أجرته معه «لا فوا دولا ريسي»:
- يبدو أن العنف والاختطافات والاشتباكات باتت واقعاً في ليبيا الجديدة؟
في ليبيا ما بعد المجلس الوطني الانتقالي (صنع في الحلف الأطلسي) كشرت الميليشيات القوية (خصوصاً التابعة لمدينة الزنتان ومصراتة) عن أنيابها، وتالياً فليبيا في طريقها لتصبح «صومال» جديدة، حيث لا مكان للقانون، واليد الطولى لحاملي السلاح، والسبب يعود إلى كون المقاتلين مهربي سلاح أو مخدرات في الغالب.
- يخشى الكثير من تقسيم ليبيا إلى مناطق مختلفة تهدد بتفكك البلاد.
في أكتوبر أصبح لإقليم طبرقة حكومة وعلم، يجب أن نعرف أن ما حدث في ليبيا هو انقلاب قادته الولايات المتحدة والحلف الأطلسي ضد القذافي بمساعدة ليبراليين في الداخل. كما يجب أن نعرف أن الانتفاضة على نظام العقيد بدأت منذ التسعينات وبإشراف مباشر من أجهزة الاستخبارات البريطانية «ام 15» و«ام 16».
- إذاً لديك نظرية معينة بأن ما حدث في فبراير 2011 بدأ منذ سنوات قبل ذلك وتم الإعداد له؟
في الحقيقة إنه عمليه أشبه بتدمير يوغوسلافيا سابقاً، والتي امتدت من 1985 إلى 2001، فقد بدأت بزعزعة استقرار الجماهيرية ليتم تدميرها لاحقاً، وكما كان الحال في يوغوسلافيا فقد عرفت ليبيا جناحاً ليبرالياً منذ 2003 في مواجهة الاشتراكيين الوطنيين، وتالياً فقد تمت زعزعة النظام من الداخل قبل سقوط القنابل وهجوم الجيوش الغربية بمساعدة المرتزقة الذين أنهوا المعركة.
كيف ترى مستقبل هذا البلد على المدى المتوسط والبعيد؟
منذ أغسطس 2012 كتبت عن العنف والفوضى على الطريقة الصومالية ما بعد المجلس الانتقالي. هناك حقيقة مفادها أن ليبيا تعيش فوضى عارمة عكس ما تروج له الأكاذيب الإعلامية والدعاية (الغربية).. صومال جديدة في البحر المتوسط، فهناك صراع ومواجهة مفتوحة ليس فقط بين العصابات والميليشيات ولكن أيضاً بين القبائل والمجموعة الاثنية.
- هناك المزيد من التطورات في الأفق؟
أخشى أن تكون ليبيا مختبراً جديداً للولايات المتحدة في إفريقيا. الصومال دولة منقرضة كانت بمثابة مختبر للامبريالية الأميركية لخدمة مشروع النظام الجديد في القارة السمراء والشرق الأوسط. من يتذكر الآن الدولة الصومالية في طور النمو والقوة الإقليمية، في الثمانينات، وأيضاً النظام الاشتراكي الذي قاده سياد بري. وكما حدث في أفغانستان وليبيا القذافي فإن بري ألغى مفهوم القبيلة والعشيرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق