وكالة الانباء الليبية
تقرير. طرابلس 3 ديسمبر 2013 (وال ) - يطمح رئيس الوزراء البريطاني "ديفيد كاميرون" خلال زيارته إلى الصين رئيس الوزراء البريطاني ، وتعزيز العلاقات التجارية بين بلاده والصين. وتأتي زيارة "كاميرون" للصين ، بعد قبوله دعوة من الرئيس الصيني "تشي جينبينج" في اجتماع لقمة مجموعة العشرين، بعد تباعد سياسي بسبب اجتماع رئيس الوزراء بالزعيم الروحي لإقليم التبت "الدالاي لاما" بلندن في مايو من عام 2012 في اجتماع قالت عنه الخارجية ببكين إنه "جرح مشاعر الشعب الصيني". واستبعدت الحكومة البريطانية أن يمنع ذلك اللقاء قيام "كاميرون" بزيارة رسمية للصين، في احتمال بدأ يطرح مع تأكيد "كاميرون" في مايو الماضي أمام مجلس العموم أن بريطانيا لا تدعم استقلال التبت. وذكرت السفارة البريطانية ، أن "كاميرون" يقوم بهذه الزيارة رفقة "أكبر وفد تجاري بريطاني يرسل حتى الآن إلى الصين" في رحلة واحدة. وصرح رئيس الوزراء البريطاني للصحافة ، ان "البعض في أوروبا وغيرها يراقبون التحولات في العالم ويريدون عزل الصين خلف (جدار من القصب) من العراقيل التجارية. أما بريطانيا فتريد على العكس تحطيم هذه العراقيل". و في ختام لقاء مع نظيره الصيني "لي كيكيانغ" ، صرح كاميرون"ليس من بلد في أوروبا أكثر انفتاحا من المملكة المتحدة أمام الاستثمارات الصينية". وأكد أنه"سيكافح من أجل اتفاق تجاري بين الاتحاد الأوروبي والصين بالتصميم نفسه في كفاحه من أجل اتفاق للتجارة الحرة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي" الجاري بحثه. وأعلن رئيسا الحكومتين عن إبرام عشرة اتفاقات تهدف إلى تعزيز تعاون البلدين في استكشاف الفضاء والثقافة وحماية الملكية الفكرية. من جانبه ، صرح "لي كيكيانغ" عن اتفاقات تشكل "اختراقات" في مجال القطارات السريعة (حيث تأمل بكين في دخول الأسواق الغربية أو الاستثمارات الصينية في القطاع النووي المدني. و تم الاعلان عن اتفاق بين الحكومة البريطانية وشركة الكهرباء الفرنسية ومجموعتين عامتين صينيتين لبناء مفاعلين في جنوب انكلترا. وقارن "لي كيكيانغ" العلاقات بين لندن وبكين ، بقطار سريع "يستطيع زيادة سرعته باستمرار شرط أن يكون آمنا". ويشير المراقبون إلى أن العلاقات الصينية البريطانية ساءت قليلا لا سيما بعد اجتماع كاميرون خلال عام 2012 "بالدالاي لاما"، الزعيم الروحي للتيبتيين في المنفى والذي تعتبره بكين انفصاليا. واعتبرت بكين اللقاء "إهانة للشعب الصيني" فيما سادت البرودة العلاقات بين البلدين. وأكد "كاميرون" في الربيع الفائت أنه لا يدعم بأي شكل استقلال التيبت وليس لديه "أي مشروع" للقاء "الدالاي لاما" مجددا. وصرح "لي كيكيانغ" ، أن "بريطانيا عبرت عن احترامها لوحدة أراضي الصين وسيادتها والحفاظ على مبدأ صين واحدة ، ولهذا تعرب الصين عن خالص امتنانها". وتحدث "كاميرون" بشكل وجيز ومتكتم عن مسألة حقوق الإنسان مرحبا بسلسلة الإصلاحات التي أعلنتها بكين في منتصف شهرنوفمبر الماضي "وتخص مجالات كالحكومة والحماية القانونية لحقوق الإنسان". وجاء في إعلان بيان منفصل عن إبرام اتفاق بين رابطة محترفي كرة القدم البريطانية ورابطة منتخب الصين من أجل "تعزيز ممارسة كرة القدم على مستوى النخبة سواء بين الشباب أو في مختلف مناطق الصين. وأشار إعلان لوزارة الخارجية البريطانية إلى ان الرابطة البريطانية تعتبر الصين سوقا "تتمتع بأفضل توقعات النمو في العالم". والجدير بالذكر أن صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية نشرت تقريرا تحت عنوان : " يجب إنصاف استثمار الصين في إفريقيا"، جاء فيه " أن الانتقاد الذي يدّعي ان التبادلات الاقتصادية والتجارية بين الصين وإفريقيا هي "شكل جديد من أشكال الاستعمار" لا أساس لها من الصحة،وأن استراتيجيات التنمية المختلفة التى تقودها الدول الغربية مهما كان قصدها لم تنجح فى تحرير إفريقيا من التخلف. فى حين أن الاستثمارات الصينية التي تهدف إلى تعزيز النمو الاقتصادي في إفريقيا قد وفرت طريقة جديدة للتنمية وجلب أمل جديد لهذه القارة". وقالت الصحيفة" وعلى الرغم من انحياز بعض ما تناقلته وسائل الإعلام الغربية حول العلاقات بين الصين وإفريقيا،إلا أنه ومن الواضح أن هذا التقرير قد عثر على الطريق الصحيح لفهم العلاقة الصينية الإفريقية بشكل شامل وموضوعي من خلال مقارنته بين العلاقة الصينية الإفريقية والعلاقة التقليدية بين الدول الغربية وإفريقيا. وقالت الصحيفة " أنه في السنوات الأخيرة شهدت إفريقيا توسيعا مستمرا للتعاون الاقتصادى والتجاري بين الصين والبلدان الإفريقية . حيث اتهمت فيه الصين بـ "نهب الموارد المحلية فى إفريقيا"،.وفى الواقع،انما وراء هذه الحجج هو اعتبار بعض الدول الغربية نفسها "المنقذ"لإفريقيا، وتطوير الصين علاقتها الاقتصادية والتجارية مع إفريقيا تحديا لمكانتها التقليدية فى إفريقيا.ويستغرب كثير من الأفارقة من هذه الحجج والأفكار السخيفة ولا يصدقونها لأنها قد تجاهلت الحقائق الأساسية تماما. وأضافت الصحيفة في تقريرها إلى " تمسك الصين بمبادئ أساسية خاصة بالنسبة لتعاملها مع علاقاتها في إفريقيا.وإذا ما قارنا بين هذه المبادئ وتصرفات الدول الغربية اتجاه إفريقيا في الماضي ،سنجد خصائص العلاقات الصينية الإفريقية في العصر الجديد". "وتظل الحكومة الصينية تدعو إلى تطوير علاقات الصداقة والتعاون بينها وبين البلدان الإفريقية على أساس "المساواة والمنفعة المتبادلة،والتركيز على النتائج العملية،والوسائل المتنوعة،والتنمية المشتركة".وخلال ما يقرب من 60 عاما ماضيا. وفي إطار التعاون فيما بين بلدان الجنوب، ذكرت الصحيفة : " قدمت الصين أنواعا مختلفة من المساعدات إلى 53 بلدا افريقيا،وساعدت على تدريب نحو 30000 كادر فى مختلف المجالات للبلدان الإفريقية،من أجل المساعدة على تعزيز قدراتها الذاتية على التنمية. وأشارت الصحيفة إلى " الظروف الصعبة التي واجهتها الصين في ظل الأزمة المالية ،لكنها لا تزال تحافظ على وعودها فى قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي لمضاعفة حجم مساعداتها لإفريقيا ، بالإضافة إلى إلغاء 168 دينا من 33 بلدا.كما أعلن القادة الصينيون ثمانية تدابير في مجال التعاون العملي الجديدة في المؤتمر الوزاري الرابع لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي ،مما يدفع التعاون بين الصين وإفريقيا إلى مرحلة جديدة. وأوضحت الصحيفة ، " ان التعاون الاقتصادي والتجاري الصيني الإفريقي هو تبادل للمنفعة ومفتوح وشفاف ،و دعم الصين ومساعدتها لإفريقيا دون أي شروط سياسية.وهذه الخصائص تفتقدها العلاقة الإفريقية مع الدول الغربية .وقد قال رئيس جنوب افريقيا "زوما" خلال زيارة قام بها للصين "إن ما تفعله الصين فى إفريقيا هو التجارة،التعاون والمساعدة،ولم تفعل أي عمل "استعماري"فيها.وأن توصف بعض الأنشطة الاستثمارية والتجارية الصينية فى إفريقيا بأنها "استعمار جديد" غير صحيح. ( وال )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق