وكالة الانباء الليبية _طرابلس 24 ديسمبر 2013 ( وال ) - يصادف اليوم الثلاثاء الرابع والعشرين من شهر ديسمبر عيد استقلال ليبيا الثاني والستين وتحررها من الاستعمار، بعد ملحمة من الكفاح المرير خاضها الشعب الليبي وقدم فيها قرابة نصف تعداده شهداء في سبيل حرية بلادهم واستقلالها عبر سلسلة من المعارك البطولية التي شهدتها مختلف مناطق البلاد على امتداد عقدين من الزمن مجسدة الوحدة الوطنية وإصرار الليبيين على تحرير بلادهم من الاحتلال الإيطالي . وإلى جانب معارك الجهاد خاص الشعب الليبي العديد من المعارك السياسية في المحافل الإقليمية والدولية كافة والتي تُوِّجت بإعلان الاستقلال في مثل هذا اليوم الرابع والعشرين من ديسمبر عام 1951 . ففي مثل هذا اليوم قبل 62 عاما أعلن الأمير" إدريس السنوسي " من شُرفة قصر المنار بمدينة بنغازي للعالم وللشعب الليبي أن ليبيا أصبحت دولة مستقلة حرة ذات سيادة ، تتويجا لجهاد الشعب الليبي وتنفيذا لقرار هيئة الأمم المتحدة . وتلقى الليبيون في أنحاء البلاد نبأ استقلال بلادهم بفرحة عارمة وهم يرفعون الأعلام الوطنية في ميدان 9 أغسطس ببنغازي ويرددون هتافات شقت عنان السماء ( عمر المختار أهاب بنا باسم الشهداء نحييك - إدريس الأمة قاطبة جاءت بالتاج تهنيك ) . ونعيش اليوم ذكرى الاستقلال بعد أن استطاع الشعب الليبي إزالة نظام ديكتاتوري جثم على صدر الليبيين وتحكم في مصير البلاد والعباد أربعة عقود ونيف من الزمان ، وبعد أن قدم عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمفقودين من ابنائه ثمنا للحرية ، مسجلا ملحمة وطنية جديدة ومحققا الاستقلال الثاني لليبيا بانتصار ثورة 17 من فبراير . لقد أعادت ثورة 17 فبراير أحياء هذه الذكرى بعد إنبلاجها عام 2011 وقدمت الآف الارواح الزكية الطاهرة فداء للوطن الغالي وتصدت لجبروت وطغيان المقبور القذافي الذي طمس تاريخ جهاد واستقلال الليبيين طيلة عقود اربعة . وتمر علينا اليوم ذكرى الاستقلال ولازالت ليبيا تدفع ثمن الحرية من خلال قوافل الشهداء الذين يروون بدمائهم ثراب هذا الوطن الغالي ، فقد إعلنت الحكومة المؤقتة أمس الاول الاحد ، الحداد العام لمدة ثلاثة أيام ، وتأجيل الاحتفالات بعيد الاستقلال حدادا على أرواح شهداء الجيش الوطني الذي سقطوا جراء التفجير الانتحاري الغادر الذي استهدف بوابة برسس شرق مدينة بنغازي اليومين الماضيين . وبهذه المناسبة دعا محرر الشؤون المحلية بوكالة الأنباء الليبية الليبيين كافة إلى التلاحم والوقوف صفا في وجه من يحاولون عرقلة مسيرة الثورة وبناء ليبيا الجديدة ، ليبيا دولة القانون والمساواة وأن يحذوا حذو أجدادهم الأبطال في التمسك بالوحدة الوطنية والعمل من أجل مستقبل زاهر يعيش فيه الليبييون بكرامة ورفاهية متساوين في الحقوق والواجبات . وأكد المحرر أن ليبيا تمر بمرحلة حاسمة ومهمة ، تحتاج إلى تظافر الجهود والصبر والتأني من فئات المجتمع كافة مواطنين ومؤسسات ، والوقوف إلى جانب الشرعية المنتخبة ، والمتمثلة في المؤتمر الوطني العام ، وتجنب الفتن والإشاعات ، والابتعاد عن الجهوية والقبلية والمصلحة الشخصية ، حتى يتم انجاز الدستور الذي يحدد شكل ونظام الدولة الليبية الجديدة . ...(وال)...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق