الثلاثاء، 12 نوفمبر 2013

امريكا _مستشارة كلينتون: أمن واشنطن يعتمد على التغلب على خرافة القوة العظمى&

الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتونالرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون(رويترز)_اليوم السابعترى مستشارة السياسة الخارجية للرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون أن خلفه جورج بوش "وقع ضحية لخرافة المهيمنين" الذين روجوا لما تعتبره خرافة القوة العظمى القادرة على إجبار العالم على الرضوخ باستخدام القوة العسكرية، والتصدى لظهور أى قوة أخرى منافسة.

وتقول نانسى سودربرج، إن هؤلاء المهيمنين الذين ينتمون إلى حقبة الرئيس الراحل رونالد ريجان فى الثمانينيات وجدوا فى هجمات 11 سبتمبر 2001 وتحت مقولة "أمريكا فى خطر"، ذريعة للصدام مع جزء كبير من العالم، وكان بإمكانهم لتحقيق أمن أمريكا وحماية مصالحها أن يعملوا على حشد تأييد العالم لمواجهة تحديات الإرهاب.

وتضيف فى كتابها (خرافة القوة العظمى.. استخدام القوة الأمريكية وسوء استخدامها)، أن كلينتون تحدى خلال رئاسته "خرافة النزعة الانعزالية وخرافة الشرطى العالمى... وجمع بين الوجهين المثالى والواقعى"، بالتنسيق مع حلفاء أمريكا وأصدقائها ليكون لهم نصيب من المشاركة فى إنهاء أزمات متعددة أبرزها البوسنة.

وترى سودربرج أن أمن أمريكا يعتمد على التغلب على خرافة القوة العظمى، وأن غزو بلادها للعراق عام 2003، بالرغم من عدم وجود أى تهديد وشيك ومعارضة معظم بقية دول العالم، كان اختبارا لصحة رؤية المهيمنين لدور أمريكا كقوة عظمى، معتبرة أن الحرب على العراق هو المثال الأكثر حيوية لخرافة المهيمنين.

وعملت سودربرج سفيرة فى الأمم المتحدة بين عامى 1997 و2001 وعندما جاءت إدارة بوش عام 2001 أصبحت نائبة رئيس مجموعة الأزمات الدولية، والكتاب الذى وقع فى 694 صفحة كبيرة القطع يصدر هذا الأسبوع عن المركز القومى للترجمة فى القاهرة ترجمه المترجم المصرى أحمد محمود. 
فيما أشاد كلينتون، فى مقدمة الكتاب، بدور سودربرج فى تطوير السياسة الخارجية لبلاده فى مرحلة ما بعد نهاية الحرب الباردة، والتى انتهت بتصالح الولايات المتحدة مع خصميها السابقين روسيا والصين، إضافة إلى "العمل على إنهاء الحروب الدينية والعنصرية والعرقية والقبلية" فى الشرق الأوسط وتيمور الشرقية والبوسنة وأيرلندا الشمالية.

وأضاف أن سودربرج "قدمت خدمة غير عادية" لأمريكا كمسئولة بارزة فى إدارته ثم "مرة أخرى بتأليفها كتاب (خرافة القوة العظمى)"، وهو إنجازها الأول فى مجال التأليف.

وتوضح سودربرج أن هجمات 11 سبتمبر أظهرت "ضعف أمريكا"، وحثت على دعم المشاركة مع سائر شعوب العالم لتكون أمريكا أكثر أمنا والتزاما بالمشاركة والقيادة "بحكمة وقوة".

وتسجل أنه فى عام 1993 لم يكن التهديد المنظم للإرهاب هو القاعدة حين وقع أول "هجوم إرهابى على التراب الأمريكى" بتفجير قنبلة فى مركز التجارة العالمى، وأن منفذى العملية "إرهابيون لهم صلات" بزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.

وتضيف أنه فى ذلك العام 1993 أيضا كان بن لادن فى السودان مع أربع زوجات يقمن فى أربعة مساكن منفصلة بالخرطوم ويعيش فى شبه عزلة تحت حراسة مشددة لخوفه من اختطاف حكومة معادية له "أو اغتياله على يد جماعة إسلامية متطرفة تعتنق مبادئ دينية أكثر تطرفا من مبادئه".

وتشير إلى أن أحد مساكن بن لادن بالخرطوم تعرض فى فبراير شباط 1994 لهجوم "شنته جماعة التكفير والهجرة وهى جماعة متطرفة إسلامية حكمت على بن لادن بأنه كافر وزنديق" ،ومنذ تلك الفترة بدا بن لادن التهديد الأكثر خطورة على أمريكا وخصوصا حين أصدر فى أغسطس 1996 فتوى عنوانها (إعلان الجهاد على الأمريكيين المحتلين لبلاد الحرمين)، وأدى ذلك إلى تصعيد الضغط الأمريكى على السودان لتسليمه.

ولكن سودربرج تسجل أن "استطاعة إرهابى واحد تهديد قوى عظمى أمر يصعب فهمه قبل 11 سبتمبر"، ففى حين كان المسئولون الأمريكيون "يؤمنون بخرافة منعة أمريكا" كان بن لادن يناقش فى مؤتمر صحفى فى مايو 1998 "نقل الحرب إلى داخل أمريكا".

وتتابع أن "حرب أمريكا على الإرهاب فى خطر"، فما زالت أفغانستان تعانى الفقر وعدم الاستقرار فى ظروف تشبه الأوضاع التى مكنت من ظهور حركة طالبان فى التسعينيات.
وحثت المسئولة الأمريكية على مواصلة الإصلاح فى العالم العربى وإعادة بناء الثقة والتعاون مع الآخرين "بقوة وطاقة، والعودة إلى سياسة المشاركة إذا كان لأمريكا أن تصبح آمنة من جديد.فحدود المحيط لن تحميها".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق