ليبيا المستقبل:
تجددت في العاصمة الليبية طرابلس اليوم الجمعة المظاهرات الرافضة لوجود
كافة مظاهر التسلح وتشكيلات المليشيات، رافقها انتشار أمني كثيف. وتجمع
المتظاهرون في حشود كبيرة عقب صلاة الجمعة أمام مسجد "القدس" القريب من
وسط العاصمة وهم يرددون الهتافات المناوئة للمليشيات من الثوار السابقين،
وبخاصة القادمين من مدن بعيدة عن طرابلس. وأعلن
المتظاهرون رفضهم "مسرحية" يوم أمس والتي أعلن خلالها عن إخلاء مقرات لتلك
المليشيات وانتقالها إلى مراكز أخرى، مشددين على التأكيد أن المطلوب هو حل
هذه المليشيات بصورة كاملة وليس نقلها من مكان إلى آخر. وطالبوا
في هتافاتهم واللافتات التي حملوها برحيل حكومة «علي زيدان» محملينه تدهور
الأوضاع الأمنية ليس في طرابلس فحسب وإنما في جميع أنحاء ليبيا. وأعلن
رئيس المجلس المحلي لطرابلس «السادات البدري» أن الاعتصام سيستمر ولو
استمر لمدة عام، إلى حين تفكيك ورحيل كافة المليشات والكتائب المسلحة عن
العاصمة بصورة نهائية. وأكد السادت، الذي يتزعم هذا
الحراك الشعبي أن المجلس المحلي لطرابلس يراقب ويرصد عمليات إخلاء مواقع
المسلحين وسيعلن رسميا عن مدى صحة ذلك ومدى التزامها بقرار البرلمان
بمغادرتها العاصمة نهائيا. وقال إن خروج الكتائب المسلحة
من طرابلس لا يعنى نقلها من معسكر إلى آخر، داعيا أهالي وسكان العاصمة إلى
الاستمرار في هذا الحراك وعدم التوقف عن العصيان المدني إلى حين التأكد من
تنفيذ قرار البرلمان. ويتخوف مراقبون محليون من تحول هذه
المظاهرة السلمية إلى أعمال عنف في حالة تحركها من مكانها إلى أحد المواقع
التي تتمركز في المليشيات المسلحة وتقع مجزرة مثلما حدث الجمعة الماضية
والتي قتل فيها 47 شخصا وأصيب اكثر من 500 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة من
بينهم ما لايقل عن 20 شخصا في حالة حرجة حاليا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق