ليبيا المستقبل_الجزيرة نت - خالد المهير - طرابلس: بتوزيع حلويات "البريوش" الشهيرة، عبّر سكان العاصمة الليبية طرابلس عن فرحتهم بنزول الجيش إلى الشوارع الرئيسية، بدل المليشيات التي ضاقوا ذرعا بوجودها بينهم منذ الإطاحة بحكم العقيد القذافي. ويقول السكان إنه لم يعد للمليشيات مكان في المدينة التي شهدت قبل أسبوع مقتل 43 وجرح أكثر من 400 آخرين أثناء مواجهات دامية مع كتائب تابعة لمدينة مصراته الواقعة في شرق العاصمة. ونزلت قوات الجيش إلى الشوارع وانتشرت في ميادين الجزائر والشهداء وبئر الأسطى ميلاد وتاجوراء وبن عاشور، مما أعطى انطباعا بين السكان بأن الدولة بسطت نفوذها على المدينة من جديد.
ضغط شعبي
وتحت ضغط شعبي كبير، خرجت من طرابلس حتى يوم الخميس عشر مجموعات مسلحة كبيرة تابعة لمدن مصراته والزنتان. واستلمت وزارة الدفاع ورئاسة أركان الجيش أكبر مقرات المليشيات في منطقة غرغور واليرموك والقعقاع والنواصي ومدارس الاستطلاع والمدفعية. ويقول المواطن أنور المرادي إنه لا يجد العبارات المناسبة للتعبير عن فرحته برؤية قوات الجيش تجوب طرابلس. أما فتحية السفاقسي فترى أن الحدث نواة في سبيل إرساء العدالة والأمن وبناء الدولة الديمقراطية، في حين يتوقع باسم الهذلول أن ثقة المواطن ستزداد بالجيش عندما يتأكد من أنه وطني ولا علاقة له بالأحزاب السياسية. وعبرت الحقوقية عزة المقهور عن اعتزازها بوجود الجيش في العاصمة، وقالت إن الحدث يمثل ربيع طرابلس الثاني. وتضيف أنه بات بإمكانها التجول بحرية في العاصمة التي كانت مدينة أشباح مختطفة من السارقين ومصاصي الدماء وهواة التعذيب، على حد قولها. وقال أبو القاسم دبرز نائب رئيس لجنة الدفاع بالمؤتمر الوطني العام إنه يرفض بقاء أية تشكيلات عسكرية في طرابلس غير الجيش والشرطة، مؤكدا أن الدولة ستعلن بشكل رسمي أسماء المليشيات التي لم تسلم أسلحتها. وفي حديث للجزيرة نت أبدى دبرز تفاؤلا كبيرا بالجيش، وقال إن لجنة الدفاع بالمؤتمر العام ليس لديها أي تحفظ على دوره.
إشكالية الأمن
وأكد الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع عبد الرزاق الشهابي أن إشكالية حفظ الأمن انتهت مع خروج المليشيات التي تزعم تبعيتها للدولة، وشدد على أن قوات الدفاع قادرة على حماية أمن الوطن والسكان، معتبرا هذا الأمر أكبر تحد لهم في الوقت الحالي. وردا على سؤال حول أماكن وجود الجيش قبل دخوله طرابلس، قال الشهابي إنه مؤسسة قائمة على الضبط والربط العسكري والتعليمات والأوامر. وشدد على أن الجيش مؤسسة وطنية ولا يمكن تصنيف عناصره على أنهم أعوان للقذافي كما تردد قبل عدة أيام. لكن عضو لجنة الدفاع بالمؤتمر العام محمد الكيلاني رحب بحذر بدخول الجيش إلى العاصمة، وعبّر في تصريح مقتضب عن خشيته من أن يكون ذلك تمهيدا لانقلاب مرتقب. وبينما قالت النائبة المستقلة فاطمة عيسى المجبري للجزيرة نت إنها لاحظت فرحة الشعب بنزول الجيش إلى شوارع طرابلس، رأى النائب عبد الرحمن الديباني أن الحدث لا يعني حفظ أمن ليبيا. ونبه الديباني إلى أن مهمة الجيش حفظ الحدود، بينما الأمن من اختصاص أجهزة الشرطة والمخابرات، مستغربا "ولادة جيش في غضون 24 ساعة". كما رأى الناشط السياسي طه القروي أن الخطوة غير فعالة لعدم تفكيك جميع المليشيات في البلاد، محذرا من إدماجها في الجيش لأن ولاء أفرادها سيظل لأيدولوجياتهم وأمراء حربهم، حسب تقديره. يذكر أن وزارة الدفاع الليبية قررت إنزال لواءين إلى طرابلس عقب مقتل 43 شخصا وجرح أكثر من 400 آخرين في صدامات حدثت عقب احتجاجات ضد وجود المليشيات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق