ليبيا المستقبل_السبيل: قال عضو مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا الدكتور ونيس المبروك إن أولويات إسلاميي ليبيا تتضمن تفعيل مؤسسات الدولة، ونشر الوعي بين أبناء الشعب الليبي، والتعاون مع الفصائل الأخرى لتحقيق المصالحة الوطنية. وأضاف في حواره على هامش مؤتمر حركات الإسلام السياسي الذي عقده مركز دراسات الشرق الأوسط في عمان الأسبوع الماضي أن انتشار الفوضى في ليبيا نتيجة طبيعية لوجود الأزمات المفتعلة وتدخلات عربية وغربية في الساحة الليبية لترجيح كفة فصيل على آخر. وأوضح أن إخوان ليبيا اختاروا التمييز بين العمل الدعوي والعمل السياسي، وأبدى المبروك تفاؤله بأن ليبيا ستمضي للأفضل، وتالياً نص الحوار:
- ما هي أولويات جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا في المرحلة القادمة؟
أولويات جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا هي أولويات الوطن اليوم، فليبيا كدولة تعاني من هشاشة في هيكل الدولة ومؤسساتها، وليبيا كمجتمع تعاني إرث أربعة عقود من التجهيل وتدمير القيم الإنسانية، ثم آثار الحرب التي صاحبت الثورة الليبية، ولهذا تسعى جماعة الإخوان إلى العمل في هذه المحاور الثلاثة، فعلى المحور الأول تعمل مع الوطنيين من ابناء الوطن لتفعيل مؤسسات الدولة والتسريع بتنفيذ خارطة الطريق المتمثلة في الإعلان الدستوري. وعلى المحور الثاني تسعى لنشر الوعي وترسيخ القيم الإسلامية وثقافة السلم الاجتماعي وتكوين المؤسسات التربوية الرافدة لمؤسسة الأسرة. وعلى المحور الثالث تتعاون مع كل الفصائل الوطنية لتقديم مبادرات من أجل تحقيق المصالحة الوطنية بين شرائح الوطن وتفعيل برنامج العدالة الإنتقالية، ونشر ثقافة السلم الاجتماعي والتسامح والتصالح والعفو، وتنظيم حمل السلاح تمهيدا لنزعه.
- كيف ترى مستقبل التجربة الإسلامية في الحكم في ظل حالة الفوضى التي تعيشها ليبيا، وانتشار السلاح بين المواطنين وكيف سيتم التعامل معها؟
حالة الفوضى في ليبيا نتيجة طبيعية لما آلت إليه الحالة الليبية من حرب وانتشار السلاح، ولكنها فوضى يمكن تطويقها لأنها لا تقوم على مبررات داخلية عميقة، فليس هناك أحقاد طائفية أو خصومات اثنية، أو حروب جهوية، إنما تقوم في أغلبها على أزمات "مفتعلة" وتدخلات عربية وغربية لترجيح كفة فصيل سياسي ليبي على فصيل آخر، ولا يخفى على أحد اليوم المخطط الدولي لوأد ثورات الربيع العربي أو تحريفها عن مسارها وعدم تمكين القوى المطالبة بها من مفاصل الحكم وصنع القرار السياسي ولو باختيار الشعب! وانتشار السلاح في حد ذاته لا يمثل الخطر الأكبر، إنما الخطر في استعماله واهمال تفعيل القانون الذي ينظم ويعاقب كل من يستعمله بعيدا عن سلطة الدولة.. كما أن المجتمع الليبي هو مجتمع قبلي يتعامل بحزم مع القتل المتعمد ويلاحق القاتل والمعتدي بسلطان القبيلة إن غاب سلطان الدولة.. أما تعاملنا مع السلاح فيتلخص في الدعوة لتنظيمه تمهيدا لنزعه بسلطة القضاء والقانون، مسبوقا بحملة توعوية بخطورته وسوء آثاره على الفرد والمجتمع والدولة.
- ما أسباب نشوء المجموعات المسلحة في ليبيا وكيف ستواجهون هذه المشكلة في ظل تنامي حالات اختطاف لمسؤولين في الدولة كما حصل مع رئيس الوزراء ونائب رئيس المخابرات والقيادي العسكري؟
أهم سبب لنشوء المجموعات المسلحة هو كثرة السلاح، وتقصير الحكومة في تنظيم إنشاء كتائب الثوار، حيث استغل كثير من الشباب غياب رقابة الدولة فأنشأ كتائب بعد الحرب وادعت أنها شاركت في حرب التحرير، حتى تتحصل على مزايا مادية من وراء ذلك، وفي تقديرنا أن نزع السلاح لا يكون إلا بنزع "أسباب" حمله، وأهم الأسباب هو تخوف الثوار من سرقة الثورة، وبخاصة بعد رؤية الثوار لمصير الثوار السلميين على يد السفاح السيسي بمصر، والسبب الثاني هو مادي عند بعض الكتائب حيث تخذون من السلاح مادة للتجارة والترزق، وبعض المسلحين يستغل السلاح في الجريمة المنظمة، ولهذا فإن التسريع بتأسيس نظام سياسي مدني يعبر عن ضمير الشعب وإرادته سوف يتسبب في نزع السلاح وتنظيمه، كما أن تقوية أجهزة الجيش والشرطة سوف يضع حدا لأصحاب الجريمة المنظمة ومرتزقة السلاح.
- أين وصلتم في إعادة بناء ليبيا الجديدة، وما الهيكلية المتبعة في ذلك، وأين يتواجد إخوان ليبيا في هذه المعادلة وما هي أبرز جهودهم؟
إخوان ليبيا اختاروا أن يميزوا بين الدعوي والسياسي في هذه الفترة، حيث أطلقوا مبادرة سياسية تتمثل في تأسيس حزب وطني ذي مرجعية إسلامية، على أن يخوضوا العملية السياسية من خلاله، وأهم استحقاق قريب هو انتخاب الهيئة الدستورية التي ستتكون من 60 عضوا على مستوى القطر الليبي، ومن المتوقع أن تنتهي انتخاباتها مع نهاية هذا العام إن شاء الله تعالى، وإخوان ليبيا شأنهم شأن أي مواطن ليبي يسعى لبناء وطنه وخدمة شعبه من خلال كل المواقع الدعوية السياسية والاجتماعية المتاحة. ولديهم في كل دائرة من دوائر العمل الوطني جهد بارز وأثر لا ينكر، ولكنهم يعانون معاناة شديدة من الهجمة الإعلامية المنظمة التي تحاول شيطنتهم وإشاعة سوء الظن بكل مواقفهم وألصاق أبشع وأقذر التهم بأعمالهم. ورغم كل هذه التحديات والمؤامرات فأننا متفائلون وواثقون بأن ليبيا ستمضى دون شك للأفضل، ولديهم من المقدرات الإنسانية والمادية لبناء دولة قوية ودور بارز في كل المنطقة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق