ليبيا المستقبل
أهل طبرق الشرق وزنتان الغرب يسطرون معنى وحدة وطنية
لا شرقية ولا غربية
بمناسبة أخبار أصرار أهلنا فى طبرق على أفتتاح ميناء الحريقـة النفـطى رغم التهديدات، وجدتنى أكتب هذه الأسطر بعـد فترة من العزوف عن الكتابة كنوع من الأحباط ساد النفس والعقل لغياب الأمل فى رؤية ضوء فى نفق بناء الدولة الليبية العتيدة، فضلاً عن أستمرار مسلسل الأغتيالات والأختطاف والنهب والسلب والسطو المسلح ومـمـاحكات المؤتمر والحكومة على شاشات التلفزيون ومن خلال القرارات المتضاربة الغريبة وأمعان الثنائى فى عدم قتل المركزية البغيظة، بل فردوا لها أحضانهم لتترعرع بينها وتتغول وتحبل وتلد لنا قرارت انقسامية ستأتى لا سمح الله على الزرع والضرع، قام أهل طبرق بما يعتبر ايقاداً لشمعة آمل ثانية، بعد ما قام به أهلنا فى الزنتان من مبادرة مصالحة وطنية مع أخوتهم وجيرانهم الرياينة، الذين جميعاًعضوا على قلوبهم من آجل الوطن وتصافحوا وتصالحوا فى مبادرة تشكل نبراساً وطنياً لباقى مدن وقبائل ليبيا، الذين نرجوا أن لا يستمر جفائهم ويفوز التنافس فى التصالح، على التنافس فى توالد الميليشيات الجديدة وتغول القائم منها بما يفقد الأمل فى انظوائها تحت جيش وطنى يتآمرمُدَعىِ الوطنية مماً لا يمكنهم الوصول لحكمنا ديمقراطياً على وأد الجيش فى كل مرةوقبل أن يصبح مظغةً، وكما نوهنا بالعمل الوطنى لأهل المدينتين يبقى أن ننوه بأوجه الشبه بينهما فى هموم التهميش ماضياً وحاضراً.
أنا زرت طبرق مرتين فقط فى حياتى، والتقيت بأهلها الليبيين الأقحاح ولمست أن ليبيا بخير ما دام رجال طبرق علــى هـذا المستوى من الفهم الصحيح للوطنية، (وفى الليلة الضلماء يفتقد البدر) وها هى طبرق التى رغم معاناتها التهميش ماضياً وحاظراً وجروحها وقروحها، تكون البدر المفتقد لتساهم فيما يمكن أن يحفض اللحمة الوطنية، ولكن يبقى على السيد زيدان وبطانته أن يشرحوا لنا سبب تغاضيهم عن أنهاء المركزية البغيظة (لم نلمس أى خطوة عملية فى أتجاه أنهاء المركزية؟!)، ذلك التغاضى الذى لا سمح الله سيأتى على وحدة ليبيا ويدعها فريسة للناهبين المكشرين على أنيابهم من العرب والعجم، وأذا أستمر زيدان فى عدم حل مشكلة المركزية (قنبلة نسف ليبيا الموقوتة) بأى طريقة يريد، لليبيون عندها الحق فى أن يتهموا المؤتمر(الحائد عن الطريق وتركه مهمته الأصلية صياغة الدستور) وحكومته العتيدة، بأنهم يد سوداء ضد وحدة ليبيا وآمنها، وبدل لجوء بعضنا الى الفدرلة كمهرب من فشل وأخطاء حكومة زيدان المركزية (الذى ليس بينى وبينه أى خلاف شخصى كما أننى ليس ضد الفيدرالية اذا أتفق عليها كل الليبيون ولكن ضدها متى حاولت حفنة منا فرضها علينا دون الوعى بالأخطار المحدقة بوطننا، مفضلاً الهزيمة ديمقراطياً على الأنتصار ديكتاتورياً) عندها على الليبيون، الثورة عليهمــا وطرد الحكومة وبرلمانها أذا جاز التعبير، قبل أن يُمكَنَ لهم فى الأرض ويحتاج الأمر من جديد الى الناتو وأستشهاد آلاف الليبيون مع عدم ضمان الخروج النهائى من أزمتنا ويكون لنا بالمرصاد مؤتمر وحكومة مماثلين.
وعليه نتمنى أن نسمع ونرى من زيدان وأبو سهمين معاً الأثنين، الأتفاق على الجلوس فوق كراسى عقولهم وعمل كل ما من شأنه أن يعجل بالأنتخابات البلدية وتعيين المحافظون الجدد وضخ الميزانيات حتى وأن كان نصفها سيسرق ولكن ما سيبقى سيصل الناس (هكى هكى السرقة قائمة)، ليَضمِنا مكاناً فى قلوب المواطنين، أذ لا نستطيع أن نقتل الناس جوعاً بحجة القضاء على السرقة أولاً، كما لا يجب أن ننتظر الدستور الذى هو فى بطن حوت المؤتمر لنعلن المحافظات ونسمى محافظيها، فبدلاً من التحجج بعدم القدرة على أرضاء القبائل والمدن، نقول لهم مثلما أجتهدتم وأرضيتموهم بتسمية أكثر من 30 وزيراً يكفون حكومة الصين الشعبية وقَبِلنا بهم بغظ النظر على كفائاتهم، متحملين فيما بعد أخطاء بعضهم مماً لا يفقه ألف باء الأدارة، فليكملوا(المؤتمر والحكومة) أجتهادهم ويقوموا بتعيين 50 محافظاً، وهو لعمرى عدد نرى أنه كافىٍ لأرضاء كل زعماء القبائل الداعمة لهم بل وكل أصدقاء رئيسى البرلمان والحكومة المقربون منهم و البعيدون وزعماءالمليشيات الحارسة لهم وأقاربهم، ولكن فى النهاية ندع عجلة الدولة تتحرك ونبعد شبح أخطارالتقسيم الفدرالى الذى ينتظره فى لهفة وعلى نار أحر من الجمر كل أعداء ليبيا، وعندما نتمكن من أعتصار رحم حوت البرلمان وتتم تساهيل ولادة الدستور، يمكن عندها ان نصحح الأمر بالشكل الذى ينص عليه الدستور، والبدأ فى مسيرة جبر الضرر وإن كانت ستأخذ سنين طويلة أن لم نقل عقوداً، حفض الله ليبيا آمنة موحدة وتحية أجلال وأكبار، لأهل طبرق أهلنا الذين نفتخر بهم آيما أفتخار مثل ما عبَرَنا عن أفتخارنا بأهلنا فى الزنتان عندما كانوا أول المبادرين فى عملية المصالحة الوطنية، منتظرين كما أسلفنا من باقى مدننا وقبائلنا، بأن يحذوا حذو الزنتان فى الغرب وطبرق فى الشرق.
عبدالمجيد محمـد المنصورى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق