تطرق رئيس الحكومة المؤقتة علي زيدان في مستهل المؤتمر الصحفي الذي عقده مساء يوم الجمعة في طرابلس صحبة وزير الخارجية محمد عبد العزيز، إلى قضية اختفاء العنود عبدالله السنوسي، والتداعيات التي تبعت اختفاءها بتعطيل تدفق مياه النهر الصناعي من الجنوب إلى الشمال، من قبل عدد من المحتجين ظنا منهم أن الفتاة تعرضت لعملية خطف، والتي تبين لاحقا أنها موجودة لدى سرية الإسناد الخاصة الاولى للثوار في معيتيقة.
وأوضح زيدان أن مسؤول الكتيبة قال إن معلومات قد وصلته بأن الفتاة ستختطف بعد خروجها من السجن، بهدف ابتزاز أهلها بقصد الحصول على المال، ولهذا أخذوها الى مكان آمن ومكنوا أهلها من رؤيتها وهم الآن يقيمون معها، وإن الاتفاق تم مع السرية تم على أن تغادر الفتاة اليوم أو غدا الى أهلها.
وعبر زيدان عن شكره وتقديره للشباب الذين تولوا حماية الفتاة، وعاملوها معاملة حسنة، وكذلك أتاحوا الفرصة لأهلها لمقابلتها والاطمئنان عليها، ووجه رئيس الحكومة نداء الى الأهالي في منطقة الشاطئ، الذين قاموا بقفل المياه المتجه إلى الشمال بأن يدعوا المياه تتدفق، مؤكدا أن الحكومة ترفض عملية لي الذراع وفرض الأمر بالقوة، مشيرا الى أن عددا من أعضاء المؤتمر الوطني العام، ووزير الموارد المائية يقومون بجهود لاحتواء الموقف بالحكمة والعقلانية، لمنع حدوث أي صدام أو مواجهة.
وأوضح زيدان أن ثورة السابع عشر من فبراير التي أنهت استبداد القذافي، قادرة على مواجهة أي قوة مهما كانت بكل حزم، ومنع الاعتداء على مقدرات الشعب سواء المياه أو النفط، ودعا زيدان أبناء الوطن المخلصين الى تفويت الفرصة على العابثين من عناصر النظام السابق، الذين بدأوا التحرك في الخارج لإحداث بلبلة، محذرا من أن الشعب الليبي بكامله الذي انتصر في ثورة السابع عشر من فبراير سيتحرك ويتضامن ويسجل ملحمة جديدة في تاريخه.
كما أكد زيدان أن زيارته الى جمهورية مصر العربية تقتضيها المصلحة الليبية، حيث إن مصر جارة ومحاذية لليبيا بحدود طويلة ومرتبطة معها أمنا واقتصادا وثقافة.
وقال زيدان "ذهابنا الى مصر تقتضيه المصلحة الوطنية فمصر جارة وتحدنا بحدود طويلة، وتربطنا بها مصالح مشتركة، وإن ما حدث في مصر يعد شأنا داخليا لن نتدخل فيه بأي حال من الاحوال".
وأضاف "نحن حريصون على أن تكون العلاقة مع مصر مستمرة، ولا تؤثر فيها المؤثرات فليبيا ومصر تربطهما علاقات الامن المشترك والاقتصاد والتجارة والمصاهرة، ووجود الملايين من العمالة المصرية، وإن العبث أو التراخي في تطوير هذه العلاقات غير مرغوب فيه من الطرفين".
وأوضح زيدان أن "لليبيا استثمارات كبيرة في مصر تقدر بالمليارات يجب متابعتها والحفاظ عليها، هناك أراض وعقارات ومرافق سياحية ومالية وجالية موجودة هناك، وطلاب يدرسون في جامعاتها واتفاقيات مختلفة، وهذه كلها تعد أرضية صلبة لبناء وتطوير ودعم علاقاتنا والمحافظة عليها.
كما قال زيدان أن زيارته الى مصر تفرضها مصلحة ليبيا المقدمة على كل شيء، وإنه لا يستطيع أن يرهن مصلحة ليبيا لمسائل عاطفية أو مزاجية أو انتماء سياسي أو ايديولوجي، مؤكدا أن ما يحدث في مصر من تطورات يهم المصريين وحدهم، "وأننا في ليبيا لسنا معنيين بمن يحكم مصر لأنه شأن داخلي".
وأشار زيدان في المؤتمر الصحفي الى البيان الذي صدر عن حزب العدالة والبناء، الذي يضم عددا كبيرا من الاعضاء الذين ينتمون للإخوان المسلمين، والذين أبدوا استياءهم وتبرمهم من زيارة رئيس الحكومة إلى مصر، حيث قال "أنا زرت مصر من أجل ليبيا وأنا لست مرتبطا بأي أحد في الخارج لا حزب ولا جماعة. أنا أبايع ليبيا والشعب الليبي".
وكشف زيدان عن أن حكومته تضم في عضويتها أعضاء ينتمون الى حزب العدالة والبناء، من بينهم، بالإضافة الى نائب رئيس الوزراء، وزراء النفط، الاسكان، الاقتصاد، الشباب، الكهرباء، مؤكدا أن ضعف أداء الحكومة جاء بسبب المشاكل الكبيرة التي تواجهها يوميا وتعيقها عن أداء عملها اليومي.
قناة ليبيا الفضائية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق