الأحد، 22 سبتمبر 2013

الأمل الليبي لا يزال حاضراً رغم الاضطرابات

وصلت ليبيا إلى أصعب أوقاتها منذ مصرع الرئيس الليبي الأسبق معمر القذافي، ولم يتمكن أحد من إعادة فرض سلطته الكاملة على القبائل والمناطق والجماعات التي كانت متكاتفة مع بعضها البعض تحت السلطة الحديدية للعقيد القذافي. أما مؤسسات الدولة التي كانت غائبة تحت حكمه، فلم تأخذ شكلا نهائيا بعد. وفي الأسابيع الماضية، حوصرت موانئ النفط الرئيسية في البلاد من قبل عمال ساخطين وميليشيات. وفي 11 سبتمبر الماضي، تم نزع فتيل قنبلة في طرابلس، وانفجرت أخرى في بنغازي. والتذمر الأكبر بالنسبة إلى الناس هو الموضوع الأمني. يقول أنس القماطي، مدير مؤسسة الأبحاث الليبية "صادق": "الدولة في أبسط أحوالها لديها احتكار للقوة، لكن هنا يمكنك القول إن الحكومة تعمل لصالح الميليشيات".
ويعتقد مدير اللجنة الأمنية العليا هاشم بشر، أن السلطات بمساعدة غربية تقوم بعملية بناء للجيش والشرطة اللذين من المفترض أن يحلا محل الميليشيات في كشوفات المعاشات، لاسيما كشوفات اللجنة الأمنية العليا، التي تعمل كقوة شرطة مؤقتة، إلى جانب كشوفات قوات الدرع الليبية، الأشبه بالجيش. لكن ثلث الرجال في مثل تلك الجماعات سيرفضون إلقاء سلاحهم والخضوع لسلطة القوة الأمنية الجديدة"، والإسلاميون بصفة خاصة على غير استعداد لحل تنظيماتهم، خشية أن يجري قمعهم، كما كان الوضع في عهد القذافي.
ضعف الحكومة
لذلك، فإن قدرة الحكومة على الحفاظ على القانون والنظام تعد ضعيفة. وأبرز مثال على هذا هو عدم قدرة السلطات على إنهاء الحصار الذي قلص صادرات النفط، المصدر الرئيسي لإيرادات الحكومة، إلى أقل من عشر ما كان يجري إنتاجه قبل الانتفاضة. ويظهر أن بعض الفصائل تحاول بيع النفط لتمويل حملة من أجل الفيدرالية، مع بنغازي عاصمة المنطقة الشرقية، فيما يحتج آخرون ضد انعدام الكفاءة العامة للحكومة. وقد أعيق عمل المؤتمر الوطني العام والحكومة التي أيدها. ففي انتخابات المؤتمر السنة الماضية، فاز تحالف القوى الوطنية، وهو مجموعة من الإسلاميين الليبراليين بمعظم الأصوات، لكن العديد من أعضاء المؤتمر المستقلين جمعوا أموالا لدعم حزب العدالة والبناء، ذراع الإخوان المسلمين. وهذا الفصيل ذو التفكير الإسلامي في المؤتمر عزز من نفوذه "قانون العزل" الذي مرر في مايو الماضي تحت ضغط من رجال الميلشيات. وقد خرج أخيرا تحالف القوى الوطنية، الذي يحوي عدداً من الشخصيات ذات الخبرة القيمة، تاركا السيطرة للإسلاميين.
الشرق المهمل
والشرق الليبي الذي كان مهملا لفترة طويلة هو الجزء الأكثر اضطرابا في البلاد. ويميل الليبيون الأكثر علمانية إلى إلقاء مسؤولية الاغتيالات اليومية على الإسلاميين، لكن الفيدراليين والانفصاليين في الشرق يثيرون المشكلات أيضا. ومجموعة أنصار الشريعة، التي طردت من بنغازي بعد مصرع السفير الأميركي منذ سنة، بدأت في التسلل عائدة، وهي تحاول خطب ود السكان المحليين من خلال توفير الخدمات، مثل العيادات. ولقد أقامت أيضا قواعد لها في اجدابيا، وخاضت معارك في سرت. والقوات الموالية للحكومة تتردد في القضاء عليها خوفاً من تشبيهها بقوات القذافي، لكن الحكومة قامت بحل بعض قوات الدرع الليبية بعد استخدامها مدافع مضادة للطائرات لتفريق الاحتجاجات في بنغازي في يونيو. لكن الجميع لم يفقد الأمل. فالقبائل في الشرق منعت مناطقها من الخروج كليا عن السيطرة. ويقوم مجلسان بإدارة الخدمات المحلية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس. والأصوات المطالبة بالحوار الوطني كانت تزداد ويعلو صوتها.
توافق في الآراء
يعتقد معظم الليبيين أن توافقاً اجتماعياً في الآراء سوف يوقف البلاد من الانهيار الكامل، حتى لو كانت بعيدة عن أن تصبح الدولة الحديثة التي أملوا في بنائها. ويظن البعض أن الخلافات حول النفط قد تجبر الحكومة وخصومها على السعي إلى مساومة يمكن أن تنهي الاقتتال الداخلي.
المصدر: البيان الاماراتية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق