(قورينا
الجديدة): يكاد لا يمر يوم إلا ويستيقظ أهالي مدينة بنغازي على نبأ اغتيال
أحد ابنائها، في عمليات مستمرة تطول العديد من العسكريين والشرطة والقضاة
والإعلاميين والنشطاء. الأحد الماضي قتل عنصر من قوات الصاعقة وأصيب اثنان آخران بجروح متفاوتة الخطورة في هجمات منفصلة شنها مسلحون مجهولون عليهم.
وقال مصدر أمني:”إن عنصراً من قوات الصاعقة وجد مقتولاً ومصاباً بطلق ناري
في الرأس ومرمياً بالقرب من محطة للوقود على طريق عام في المدينة”.
وأضاف:”أن عنصراً آخر في غرفة العمليات الأمنية المشتركة لحماية بنغازي
أصيب بانفجار عبوة لاصقة في سيارته، كما أن ضابطاً بوحدة المعلومات
بالاستخبارات العسكرية بالمدينة نفسها، تعرض لإطلاق نار في شارع فينيسيا
وسط بنغازي”. وقطعت سيارة الطريق على الضابط، فيما وقفت بجانبه سيارة أخرى وفتحت النار عليه من سلاح كلاشنكوف لكنه لم يصب بأذى.
وكان
قسم البحث الجنائي بمديرية أمن بنغازي قد أعلن مطلع الأسبوع عن إلقاء
القبض على المتهم بقتل رئيس عرفاء “ناصر الحداد” التابع لجهاز الشرطة
الجنائية بمدينة بنغازي، والذي وجد مقتولا بأعيرة نارية بمنطقة سيدي خليفة
أواخر شهر اغسطس الماضي. وأوضح الناطق الاعلامي باسم المديرية، الملازم أول
طارق الخراز، لوكالة الانباء الليبية، أن السلطات المختصة قامت بالتحقيق
مع المتهم وأمرت بإحالته الى سجن الكويفية.
وكان
نحو ألف سجين قد فروا من سجن الكويفية في بنغازي بعد اقتحامه من قبل
مجهولين في يونيو الماضي. وتشهد مدينة بنغازي هجمات على مراكز للشرطة
ومعسكرات للجيش الليبي واغتيالات لقيادات أمنية وعسكرية منذ شهر أبريل
الماضي.
محمد الحجازي الخبير العسكري
والأمني بالغرفة الأمنية المشتركة ببنغازي، قال:”إن شباب الثوار المنتمين
إلى الجيش والشرطة، هم من يحمون مدينة بنغازي من الجماعات الإرهابية التي
تقوم بتنفيذ الاغتيالات وتصفية الأشخاص ضد أهالى ومسئولين حالين وسابقين”.
وأضاف الحجازي:”أن ما يحدث في بنغازي هو مستنقع أمني خطير لا يخفى على
أحد”، وقال:”هذه حقيقة..حدث ولا حرج”.وأضاف:”كل الجرائم حدثت في بنغازي..
الجماعات الجهادية وهناك مساجين محكوم عليهم بالإعدام يستخدمون من قبل
جماعات كثيرة مسلحة، تقوم باغتيالات وتصفية العديد من الأشخاص”. وأشار، إلى أن بنغازي “تعاقب الآن لأنها مهد الثورة العظيمة”.
الناطق
الرسمي باسم الغرفة الأمنية المشتركة ببنغازي عبد الله الزايدي، قال:”إن
قوة الدرع السابعة هي التي تحمي مخارج المدينة من المنطقة الواقعة بين مصنع
الإسمنت وحتى المطار”. وكان الزايدي، قال في وقت سابق:”إن مديرية الأمن
ستشرع في نشر ما يقرب من 1500 شرطي لحفظ الأمن في المدينة”، موضحاً في
تصريحات لمراسل الأناضول، أن هذه الخطوة تأتي بعد ورود معلومات عن تحركات
لعناصر موالية لنظام الرئيس السابق معمر القذافي؛ من أجل زعزعة الأمن
والاستقرار في المدينة في ذكرى الانقلاب الذي قادة القذافي في الأول من
سبتمبر عام 1969 على الملك محمد إدريس السنوسي واستولى بموجبه على الحكم.
ولم
تتم إدانة أحد في الهجوم على القنصلية الأمريكية في الحادي عشر من سبتمبر
2012 والذي خلّف مقتل أربعة أمريكيين من بينهم السفير الأمريكي كريستوفر
ستيفنس، كما أنه لم يتم الكشف أيضا عن الجناة في عشرات الاغتيالات السياسية
التي جرت بالمدينة.
وندد عدد من أهالي المدينة بعدم توقيف أي مشتبه به في اغتيالات الناشطين السياسيين والقضاة وعناصر قوى الأمن وحفظ النظام. وقال، محمد:”الاغتيالات مازالت مستمرة.. المدينة تخسر كل يوم أحد أبنائها..أين السلطات الأمنية من هذا كله؟”.
وكان
المجلس الوطني للحريات العامة وحقوق الإنسان بليبيا قد استنكر ما سماه
مسلسل الاغتيالات الذي يمس العديد من رجال القضاء والشرطة والجيش والصحفيين
والنشطاء. وقال المجلس: إن “هذه التصرفات الإرهابية صارت
مشهدا يوميا وصارت حياة الليبيين مهددة وفي خطر دائم، وإن لم تتحرك
السلطات المتخصصة في رصد المجرمين وتحركاتهم فإن المجلس يحمل الحكومة
والبرلمان المسؤولية القانونية والتاريخية في البلاد”.
من
جهته، دعا رئيس الحكومة المؤقتة علي زيدان المواطنين إلى معاونة جهاز
الشرطة. وقال:”وضعية الجيش والشرطة تحتاج لإعادة إحياء.. هؤلاء تعرضوا لقهر
طويل طوال 42 سنة، وأداؤهم يحتاج لصبر ومساعدة والشرطي مستهدف والسلاح
المنتشر سواء كتائب ثوار أو غيرها أو مجرمين، وخصوصا في المناطق التي حدثت
فيها هذه الأمور وقضية الحماية تحد”. وأضاف: «لنتذاكر لأن
المواطنين ما زالوا يحملون السلاح ويحتاج الأمر لوقت وما قلته أمر لا
يستطيع أن ينكره أحد، ومن يتوقع أن تحل الحكومة الأمر بين عشية وضحاها فهذا
غير ممكن..أجهزة الشرطة والغرفة الأمنية والصاعقة والجيش في شغل ليل نهار
لإيجاد وضعية جديدة لمعالجة الموقف الأمني وهناك قبض على بعض الأشخاص
وتحقيق معهم ومعلومات عن أسماء متهمين وهم تحت المطاردة”.
نقلا عن قورينا الجديدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق