وتفاقمت الأزمة بين «الإخوان» وزيدان بعد زيارته الأخيرة للقاهرة،
حيث اعتبره «الإخوان» داعما لما يصفونه بـ«الانقلاب على الشرعية» التي كان
يمثلها الرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي. ونقلت وكالة الأنباء المحلية
عن بيان أصدره مايكل مان المتحدث باسم قسم العلاقات الخارجية في الاتحاد
الأوروبي، أنه «يدعو جميع الليبيين إلى الالتفاف حول حكومة زيدان باعتبارها
الحكومة المنتخبة ديمقراطيا من قبل الشعب»، لافتا إلى أن «الاتحاد
الأوروبي يشجع أيضا السلطات الليبية على المضي قدما وبسرعة في عملية صياغة
واعتماد دستور للبلاد». وأضاف البيان أن «الاتحاد
الأوروبي سيظل ملتزما بمساعدة ليبيا في تنفيذ عملية الانتقال الديمقراطي
بهدف ضمان الأمن والسلام ضمن الاحترام الكامل لسيادة القانون وحقوق
الإنسان». وأعلن مايكل مان أن بعثة الاتحاد الأوروبي
وبعثات الدول الأعضاء في العاصمة الليبية طرابلس بحثوا مسألة الحماية
الدبلوماسية مع السلطات الليبية وعرضوا تقديم الدعم لتعزيز قدرة الشرطة
الدبلوماسية الليبية، قائلا إن الاتحاد الأوروبي يتابع عن كثب تطور الموقف
في ليبيا ويفضل التحرك الدبلوماسي الثنائي مع السلطات الليبية، معربا عن
أمله أن يسود الأمن والاستقرار ربوع البلاد كافة بأسرع وقت.
وأصدر اتحاد ثوار مدينة البيضاء بمنطقة الجبل الأخضر بيانا أعلنوا
فيه عدم اعترافهم بكافة الأحزاب التي حملوها مسؤولية تدهور الأوضاع في
البلاد نتيجة سعيها وراء ما وصفوه بمصالحها الضيقة وعدم مراعاة المصالح
العليا للوطن. ودعا ثوار مدينة البيضاء في بيانهم كافة إخوانهم من ثوار
ليبيا إلى التضامن مع هذا التوجه والعمل من أجل «تجميد عمل كافة الكيانات
السياسية التي فشلت في إدارة أمور البلاد وتحقيق الحد الأدنى من متطلبات
وطموحات أبناء الشعب الليبي». من جهتها، قررت الحكومة
الفرنسية ترشيح علي العكرمي، أحد السجناء السياسيين في ليبيا، لنيل جائزة
الجمهورية الفرنسية لحقوق الإنسان للعام الجاري، علما بأن العكرمي اعتقل
خلال حكم العقيد الراحل معمر القذافي بعد خطابه الشهير الذي ألقاه عام 1973
في منطقة زوارة وتضمن خمسة مبادئ، كان أولها إلغاء جميع القوانين، وثانيها
تطهير ليبيا من معارضيه والمفكرين الذين وصفهم بالمرضى.
وقال أنطوان سيفان، السفير الفرنسي في طرابلس، خلال لقائه مع الحبيب الأمين
وزير الثقافة والمجتمع المدني الليبي، إن هذه الجائزة التي يمنحها رئيس
الحكومة الفرنسية أنشئت عام 1988، وتتناول محورين، الأول عن مرافقة
النازحين الداخليين والعناية بهم، والثاني عن حماية حقوق الإنسان في أماكن
الحرمان من الحرية.
المصدر: الشرق الأوسط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق