القاهرة:-
بينما رصد تقرير رسمي للمؤتمر الوطني العام (البرلمان) في ليبيا، ما وصفه
باحتمال تصاعد الأخطار والممارسات التي من شأنها تهديد أمن البلاد، لقي
ثلاثة من عناصر الجيش والشرطة الليبيين مصرعهم في هجمات متفرقة في مدينة
بنغازي بشرق البلاد في أحدث سلسلة من الهجمات ضد قوات الأمن في ثاني أكبر
مدينة ليبية. وقال عبد الله الزايدي المتحدث باسم قوات الأمن، إن العقيد في
القوات الجوية علي الدغاني قتل عندما انفجرت عبوة ناسفة وضعت في سيارته
قرب إحدى الأسواق. وأضاف «على بعد عدة أمتار قتل ضابط
الشرطة نجيب بلحقان الزوي عندما انفجرت عبوة ناسفة مصنعة يدويا في سيارته»،
فيما قتل ضابط آخر هو عبد القادر المعداني بالرصاص أمام منزله في بنغازي.
واغتال مجهولون المعداني وهو ضابط برتبة عقيد ويشغل منصب معاون مدير
استخبارات المنطقة الشرقية وهو خارج من بيته بمنطقة الليثي رفقة أبنائه
لتوصيلهم إلى المدرسة. وقالت مصادر أمنية محلية، إن
المعداني تلقى عدة رصاصات توفي على أثرها على الفور فيما أصيب أحد أبنائه
بالرصاص وجرى نقله إلى المستشفى.
وفي حادث منفصل آخر اغتيل المقدم طيار علي آدم الدغاري أثر تفجير
سيارته بعبوة ناسفة بمنطقة سوق زمزم بمدينة بنغازي مهد الثورة التي أطاحت
بنظام حكم العقيد الراحل معمر القذافي. وتشهد المدينة منذ
نحو عامين ونصف موجة من الهجمات الدموية التي تستهدف عناصر الأمن ورجال
القضاء الذين عمل الكثير منهم في النظام السابق، بالإضافة إلى استهداف
دبلوماسيين ومصالح غربية. كما تعرض مقر إذاعة مدينة
الزاوية صباح أمس، لإطلاق نار من قبل مجهولين استهدف مكتب مديرها عمار
سلطان، الذي كشف لاحقا عن تلقيه رسالة تهديد على هاتفه الخاص قبل يوم من
الحادثة، مؤكدا أن البحث جار من قبل الجهات المعنية لمعرفة الجناة. من
جهته، ندد محمد خليل بن سعود وزير الإعلام بتكرار حوادث الاعتداء على
الإعلاميين والصحافيين الليبيين، معتبرا أن هذه الأعمال هي انتهاك واضح
لحقوق الإنسان ولحرية التعبير ولمبادئ ثورة فبراير (شباط) عام 2011. وقال
بن سعود في تصريحات صحافية أمس، تعليق له حول حادثة اختطاف الدكتور الطاهر
التركي رئيس تحرير صحيفة «رواسي» المحلية، إن أي مساس بأي إعلامي أو صحافي
هو عمل مدان ومستنكر، لأنه يستهدف الكلمة وصناعها ويهدد حرية التعبير
والرأي. وأعرب عن رفضه لأي ممارسات أو أعمال من شأنها
تهديد وإرهاب الصحافيين والشرفاء من أبناء الوطن الذين يناضلون بالكلمة
ويصدحون بالحق، مؤكدا أن هذه الممارسات المشينة هي اعتداء على الثورة التي
أمنت بحرية الكلمة، وجعلتها من الأهداف المقدسة لها - على حد قوله.
وفيما دخل الاعتصام المفتوح لأهالي مدينة سرت الساحلية ومسقط رأس
العقيد السابق معمر القذافي يومه الرابع على التوالي، احتجاجا على عدم
تفعيل الأجهزة الأمنية والقضائية وبناء الجيش، لقي جندي ليبي مصرعه وجرح
ستة آخرون على الأقل في هجوم نفذه مسلحون مجهولون أول من أمس، ضد مقر
الكتيبة 154 التابعة لرئاسة أركان الجيش الليبي. ونقلت
وكالة الأنباء المحلية عن مصدر مسؤول بالكتيبة، أن الاعتداء أسفر عن
استشهاد أحد عناصر الكتيبة وجرح معاون آمرها وعدد من أفرادها خلال تبادل
لإطلاق النار مع المجموعة المسلحة، مؤكدا أنه تم التعرف على الجناة من خلال
كاميرات المراقبة، وجار العمل على ملاحقتهم والقبض عليهم لتقديمهم
للقضاء. وقالت الوكالة أن أهالي بعض ممن شاركوا في مهاجمة
الكتيبة قد قاموا بتسليمهم إلى الجهات المختصة للتحقيق معهم فيما قام عدد
آخر من المهاجمين بتسليم أنفسهم طواعية، مشيرة إلى خروج حشود من سكان
المدينة حيث تجمعوا أمام مقر الكتيبة مطالبين بدعم الكتيبة وتوفير
الإمكانيات اللازمة لها لتأدية مهامها. كما أعلن سكان سرت رفضهم تمديد مهام
أعضاء المؤتمر الوطني العام (البرلمان) لفترة مقبلة في إطار اعتصامهم
احتجاجا على تردي الأوضاع الأمنية بالمدينة.
وجاءت هذه التطورات فيما استمع المؤتمر الوطني وهو على سلطة
دستورية في البلاد لتقرير أعدته لجنة الأزمة متضمنا رصدا شاملا للأوضاع
الراهنة في البلاد، والحلول والمعالجات الناجحة لتلك الأخطار. وكان من المقرر أن يجري المؤتمر لاحقا تصويتا على انتخاب مقرر المؤتمر والنائب الأول لرئيسه نوري أبو سهمين. من جهة أخرى، تم رسميا تكليف العقيد ونيس بوخماده آمرا للقوات الخاصة الليبية خلفا للعميد محمد الشريف الذي اعتذر عن مواصلة المهمة. وقال
مصدر مسؤول لوكالة الأنباء المحلية، إن رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي
أصدرت قرارا بتكليف العقيد ونيس برئاسة القوات الخاصة، مشيرا إلى أنه أحد
رجال الصاعقة الذين انضموا لثورة السابع عشر من فبراير منذ بدايتها أثناء
ارتكاب كتائب القذافي جرائم بحق مدينة بنغازي، وقاد عدة محاور في الجبهة
الشرقية لمنطقة البريقة، وقد تم تكليفه بإمرة المنطقة الجنوبية إلى أن عاد
مؤخرا، بعد انفلات المشهد الأمني في مدينة بنغازي.
المصدر: الشرق الأوسط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق