مسؤول ليبي: واشنطن تريد موافقة طرابلس
على استهداف مجموعات إرهابية بـ«الدرون»
على استهداف مجموعات إرهابية بـ«الدرون»
الشرق الأوسط - القاهرة - خالد محمود:
كشف مسؤول ليبي رفيع المستوى لـ«الشرق الأوسط» النقاب عن أن السلطات
الليبية تتعرض لما وصفه بضغوط أميركية مكثفة من أجل السماح لطائرات عسكرية
أميركية دون طيار (الدرون) بتوجيه ضربة لمواقع تعتقد أجهزة الاستخبارات
الأميركية أنها تابعة لتنظيمات محسوبة على تنظيم القاعدة أو موالية له في
شرق ليبيا. وقال المسؤول، الذي طلب عدم تعريفه، هاتفيا
لـ«الشرق الأوسط» من العاصمة الليبية طرابلس: «طلبت السلطات الأميركية منا
الموافقة على عمليات نوعية لاستهداف متطرفين على الأراضي الليبية، لكن إلى
الآن لم يتم اتخاذ أي قرار». وأضاف: «ثمة اتصالات عسكرية
وسياسية تتم حاليا بين طرابلس وواشنطن لهذا الغرض، لكننا لم نعط موافقتنا
حتى الآن، إنه قررا صعب للغاية، خصوصا أن الأميركان لا يشاركوننا معلوماتهم
الاستخباراتية ولا مصادرهم». وأكد المسؤول الليبي
لـ«الشرق الأوسط» أن الموافقة على السماح للولايات المتحدة بضرب أهداف
محتملة للمتطرفين في المنطقة الشرقية ليس أمرا سهلا، لافتا إلى أن الشعب
الليبي لن يتسامح مع أي حكومة توافق على تمرير هذه الضربــات تحت أي غطاء».
وكان وزير الدفاع الليبي السابق محمد البرغثي قد أكد لـ«الشرق
الأوسط» قبل استقالته الشهر الماضي أن بلاده لن توافق على السماح للطائرات
الأميركية، بشن أي هجمات ضد قواعد للمتطرفين داخل الأراضي الليبية، معتبرا
أن هذه مهمة قوات الأمن والجيش في ليبيا. وشاهد سكان محليون في مدينة
بنغازي بشرق ليبيا طائرات مجهولة الهوية تحلق على ارتفاعات منخفضة على مدى
الأسابيع القليلة الماضية، ما زاد من حجم التكهنات باحتمال إقدام الولايات
المتحدة على استهداف مواقع تابعة لمتطرفين في المنطقة.
وتعتقد أجهزة الاستخبارات الأميركية أن مدبري عملية الهجوم الذي
تعرض له مقر القنصلية الأميركية العام الماضي في بنغازي، ما أدى إلى مقتل
أربعة أشخاص من بينهم السفير الأميركي لدى طرابلس كريس ستيفنز، يوجدون في
هذه المنطقة أو يحصلون على تسهيلات لوجيستية فيها. إلى ذلك، وفى محاولة
لطمأنة الميلشيات المسلحة في العاصمة طرابلس، أعلنت وزارة الدفاع الليبية
أن القوات الموجودة في طرابلس وما حولها هي قوات تابعة للوزارة، وهي لحماية
وتأمين العاصمة خلال هذه الأيام. وقالت الوزارة في بيان لها بثته وكالة
الأنباء المحلية أن هذه القوات توجد خلال عطلة عيد الفطر المبارك لتأمين
العاصمة ومرافقها الحيوية، نافيا أن تكون هذه القوات موجهة إلى هدف معين أو
تستهدف منطقة بعينها. وكانت رئاسة أركان الجيش الليبي قد أعلنت أن وحدات من الجيش انتشرت في طرابلس وضواحيها في إطار خطة طوارئ لتأمين العاصمة.
واعتبر المكتب الإعلامي لرئاسة الأركان أن نشر هذه القوات يأتي في
إطار تنفيذ خطة تأمين طرابلس أيام العيد وما بعده وتنفيذا لخطة طوارئ من
أجل تأمين العاصمة أيام العيد وإلى أن تتأكد الجهات المعنية من استتباب
الأمن، مشيرا إلى أن وضع هذه الخطة تم بتكليف من رئيس المؤتمر الوطني العام
وتعليمات من وزير الدفاع وأمر من رئيس الأركان العامة للجيش الليبي
وبالتنسيق مع وزارة الداخلية. وأوضح البيان أن تنفيذ هذه
الخطة يشرف عليه مدير إدارة العمليات بالجيش وآمر منطقة طرابلس العسكرية،
لافتا إلى أن القوات التي انتشرت في العاصمة هي من المناطق العسكرية
التالية، المنطقة العسكرية طرابلس، المنطقة العسكرية الوسطى، المنطقة
العسكرية نفوسة، المنطقة العسكرية الغربية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق