أحيت
رئاسة الأركان العامة يوم أمس الأربعاء الذكرى الثالثة والسبعين لتأسيس
الجيش الليبي وسط تساؤلات عن الأسباب التي تحول دون تأسيس جيش وطني قوي حتى
الآن. المتحدث باسم رئاسة الأركان علي الشيخي رأى أن
تأسيس جيش وطني قوي مبني على عقيدة صحيحة محكوم بما وصفه بالعودة إلى
"تجربة الأجداد الأولى" قائلاً إن تجربة تأسيس الجيش الأولى واجهت عراقيل
كثيرة إلا أنها استطاعت أن تنجح بفضل "حكمة الأجداد"، على حد تعبيره.
صراع سياسي
من جانبه قال خبير الأمن القومي عبدالله مسعود إن
الضغوطات السياسية التي تعرضت لها المؤسسة العسكرية في ليبيا بعد الثورة
حالت دون تأسيس جيش وطني ليبي، مضيفاً أن "الأيديولوجية الحزبية في ليبيا
ـــ وإن بدأت تسقطـ ـــ قد تركت بصمتها في عرقلة المؤسسة العسكرية". ودعا
مسعود النخب السياسية إلى الابتعاد عمّا أسماه "محاولات توجيه المؤسسة
العسكرية في ليبيا" مشيراً إلى ضرورة بناء مؤسسات لا تحمل أيديولوجيات
سياسية. واتفق الشيخي مع ما قاله مسعود في أن الصراع
السياسي كان له تأثيراته على بناء جيش ليبي, قائلاً "إن تيارات كثيرة
موجودة على الساحة حاولت أن تجعل من هويتها السياسية جزءًا من المؤسسة
العسكرية". وأوضح الشيخي أنه على النخب السياسية أن تبتعد
عن المؤسسة العسكرية قائلاً إن المساس بها "ليس من مصلحة أحد" مضيفاً أن
عدم الابتعاد عنها سيسمح بأن يكون الجيش جناحاً عسكرياً لفصيل دون آخر.
بناء مؤسسي
من جهته نفى عضو لجنة الأمن القومي بالمؤتمر الوطني
العام عن حزب العدالة والبناء عبد الرحمن الديباني أن يكون للصراع السياسي
الحزبي دور في العراقيل التي تواجهها المؤسسة العسكرية في ليبيا, قائلاً:
إن الجيش الليبي لم يخضع لمعايير البناء المؤسسي حتى يقال إن الصراع
السياسي هو ما أثر على بنائه. وأضاف الديباني أن التحدي
الحقيقي الذي تواجهه المؤسسة العسكرية هو تأسيس عقيدة جيش يكون فيها الولاء
"لله أولاً ثم للوطن" ليتم البدء في بناء الجيش, مشيراً إلى أن هذا الأمر
سيأخذ وقتاً طويلاً، ولن يكون بين ليلة وضحاها، على حد قوله. يشار إلى أن وزير الدفاع عبدالله الثني قال في وقت سابق إنه سينتهي من بناء جيش ليبي خلال ستة أشهر.
المصدر: أجواء لبلاد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق