دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بعد حوالي الشهر على انضمامه
رسمياً للائتلاف السوري المعارض بتشكيلته الجديدة، تقدّم النجم السوري
جمال سليمان مؤخراً باستقالته لرئيس الائتلاف، عشيّه انعقاد اجتماعاته
بإسطنبول لاختيار رئيسه الجديد.
سليمان أوضح في مقابلة خاصّة لموقع CNN بالعربية أسباب الاستقالة، وموقفه من الأحداث الدائرة في مصر.
وتالياً نص المقابلة:
• بدايةً هل يمكن أن توضح لنا أسباب استقالتك من الإئتلاف؟
- لقد أوضحت ذلك في رساله الاستقالة، وهي أنني أؤمن بمفهوم المؤسسة، وبالتالي عندما أنتمي إلى مؤسسة ما لابد أن التزم بقراراتها وسياساتها ومواقفها، وأنا أفضل الاحتفاظ بهامش من الحرية التي تجعلني ألتزم فيما أقول وأفعل، وليس فيما تقوله وتفعله المؤسسة. إن الائتلاف يحمل عبء ماضٍ من الممارسات، والتصريحات، والمواقف التي لم تعبر عن انسجام مكوناته، أي أن تلك المكونات لم تكن دائماً مؤتلفة مما لا ينسجم مع اسمه. وعندما تم طرح فكره التوسعة شاع أمل بأننا نقترب من حل سياسي في إطار جنيف، وبأنه من الضروري أن يكون هناك تمثيل أوسع لأطياف سورية مختلفة، وأنه لا بد من إطلاق ورشة وطنية للحوار ضمن الإتلاف الموسع لتحضير استراتيجيته للتفاوض، ولكن الذي حدث أن عمليه التوسعة كانت معركه صعبه، استدعت كما هو معروف، تدخل سفراء دول عده. ثم تبعها صمت رسمي استمر أكثر من شهر، كان الحديث فيه وراء الأبواب حول موضوع الانتخابات، وتوزيع المناصب، في حين أن التطورات على الأرض كانت سريعة جداً بحيث أدت إلى اختفاء الحديث عن جنيف، وعن الحل السياسي. وأنا كشخص لم أجد نفسي معنيا بتلك النقاشات، وبالتالي الواجب يقتضي أن أعطي المكان لغيري.
• هل يشكل انسحابك من الائتلاف رسالة ترسلها شخصيّة عامة سورية عن عدم الجدوى من آليات عمل هذا الجسم المعارض، وسط سخونة الأحداث الدائرة على الأرض؟
- إنها ليست رساله لأحد. إنه موقف يخصني وحدي، وأنا لا أريد أن أساهم في مزيد من الأضعاف لأي كيان سياسي معارض، خاصةً وأن في الائتلاف سوريون وسوريات أؤمن بوطنيتهم، وإخلاصهم في السعي لخدمه الشعب السوري الذي يضحي من أجل حلمه بدوله القانون والمواطنة. ولكن لا شك أن تسارع ما يجري على الأرض ترك الائتلاف وراءه، خاصةً وأن الائتلاف لم يكن واضحاً في رؤيته ومواقفه لكثير من المتغيرات التي طرأت، ومنها تنامي الحضور العسكري الجهادي والتكفيري، الذي سيطر على بعض المدن، وكثير من القرى، والمناطق الريفية، وقدم من خلال ممارساته صوره بشعه حجبت وراءها صوره الشعب السوري الذي خرج بثورته السلمية من أجل الحرية، والدولة الديمقراطية، مما أدى إلى تراجع منسوب التعاطف مع الثورة السورية ليس في الغرب فقط، وإنما في بلد كمصر حيث أعيش الآن وأتفاعل، وأتحدث مع شرائح مختلفة من المجتمع المصري... بهذا المعنى قلت بأنني لا أريد أن أكون ملزماً بأشياء تخالف قناعاتي، ولا أريد في الوقت نفسه أن انتمي لمؤسسه أقول غير ما تقول.
• مضى ما يزيد على العام منذ تصدرك كنجم سوري لواجهة الأخبار السياسية بمواقفك المنتقدة لممارسات السلطة في سوريا... ثم انخراطك بشكل مباشر في العمل السياسي كعضو للائتلاف السوري المعارض... وانسحابك منه تالياً... هل يبدو العمل السياسي ورطة بالنسبة لأي فنان أو شخصية عامة سورية في ظل هذا التطرف السائد؟
- إنه ورطه لكل مواطن، وليس للفنانين وحدهم. ولكنها ورطة أكبر للفنان لأن مفهوم مجتمعاتنا عن الفنانين ما زال ملتبسا، ويرتكز إلى مسلمات غريبة. تابع لوقت قصير ما يكتب الناس من موالين ومعارضين على مواقع التواصل كي ترى ما أعني. البعض يستهجن تدخل الفنان في الشأن السياسي، إما لأنه يعتبره أصغر من ذلك، أو لأنه يعتبره أسمى من ذلك. البعض الآخر يرى أن على الفنانين أن يتركوا قصورهم ولهوهم لبعض الوقت كي يحملوا البندقية ويقفوا في الصف الأول سواء مع النظام أو مع المعارضة، حسب هذا البعض وتموضعهم. البعض يرى أنه على الفنانين أن يصمتوا ويتنحوا جانبا، وكأنهم ليسوا مواطنين قبل أن يكونوا فنانين. لا تنسى هذه الحملات المقصودة والممنهجة التي شنت ضد الفنانين منذ بداية الحراك لإلغاء أي تأثير محتمل لهم. وبعضها كان قاسيا، وبذيئا لدرجه الخوض في الأعراض، واستخدام الشتائم الجنسية، وغير ذلك من لغة الترهيب والتصغير. ولكن في المقابل لا يجوز أن ننسى أن الكثير من السوريين كانوا يتطلعون إلى الفنانين بصفتهم شخصيات عامة من واجبها أن تكون معنية في القضية الوطنية، وهنا يجب أن نشير إلى أنّ كثيرين يغيب عنهم الفارق بين ما هو وطني وما هو سياسي. يمكنك ومن حقك كفنان أو غير ذلك أن تتجنب ورطه الخوض في العمل السياسي، ولكن لا يمكن أن تعتبر نفسك غير معني في القضية الوطنية لأنها واجب، وليست ورطة.
* بعد اعتقال عدد من الكتاب والفنانين السوريين... وذهاب آخرين ضحية للحرب الدائرة في سوريا... وإقامة العديد من نجوم الدراما السورية خارج البلاد، هل دخل الفنانون السوريون في أتون الصراع والاستقطاب السياسي الحاد، بحيث لم تعد العودة ممكنة؟
- سوريا كلها تعيش في هذا الأتون ونحن لسنا استثناء.
• ما شعورك مؤخراً وأنت تتابع الأحداث المصرية عن كثب؟
- إن ما حدث، ويحدث في مصر يعطي جرعه تفاؤل بوجود ربيع قادم بالفعل، وذلك بعد أن مضى وقت سيطر فيه التشاؤم. قناعتي أن الطريق أمامنا طويلة، وأن الديمقراطية ليست وجبة جاهزة تطلبها لتصلك إلى المنزل. إنها مخاض صعب وطويل. سقوط أنظمة الاستبداد ليست نهايته بل هي البداية ليس إلا. لكن ما جرى في مصر كان خطوة كبيرة على هذا الطريق، أعاد مصر ثانية إلى مقعد القيادة في العالم العربي، وأعطى دليلا قاطعا عن أن زمام أمور المنطقة اليوم في أيدي الشباب وهم من سيرسم ملامح مستقبلها، وهم من سيضع نهاية لعصر الدولة الاستبدادية. كنت في التصوير عندما تم الإعلان عن عزل الرئيس مرسي، موجة من الفرح العارم اجتاحت الجميع، وصرخوا بأعلى صوتهم "تحيا مصر" وفي ذلك دلالتين مهمتين الأولى أن أحدا لم يقل "يحيا الحزب الفلاني" أو الجبهة العلانيّة بل "تحيا مصر"، وهذا يعطي الأمر بعدا وطنيا يتجاوز السياسي. أما الدلالة الثانية هي أن معظمهم من الملتزمين دينياً، ولكنهم عبروا عن بهجتهم بعزل رئيس جاء من أعرق الأحزاب الدينية وأشهرها، مما يعني أننا نقترب أكثر من مفهوم الدولة. وأن الناس ستنظر إلى السياسيين من خلال كفاءتهم، وما يقدمونه من خدمه لأوطانهم، وليس من خلال وجود لحى على وجوههم أو لا.
• اختتم بسؤالٍ عن أحدث مشاريعك الفنية... ماذا يقدم جمال سليمان في المسلسل المصري "نقطة ضعف"؟
- "نقطه ضعف" دراما اجتماعية إنسانية، وجدانية عن رجل بلغ سن العنوسة، وهو يبحث عن حب فقده وسعادة لا يجدها. أتمنى أن يعجب الجمهور.
سليمان أوضح في مقابلة خاصّة لموقع CNN بالعربية أسباب الاستقالة، وموقفه من الأحداث الدائرة في مصر.
وتالياً نص المقابلة:
• بدايةً هل يمكن أن توضح لنا أسباب استقالتك من الإئتلاف؟
- لقد أوضحت ذلك في رساله الاستقالة، وهي أنني أؤمن بمفهوم المؤسسة، وبالتالي عندما أنتمي إلى مؤسسة ما لابد أن التزم بقراراتها وسياساتها ومواقفها، وأنا أفضل الاحتفاظ بهامش من الحرية التي تجعلني ألتزم فيما أقول وأفعل، وليس فيما تقوله وتفعله المؤسسة. إن الائتلاف يحمل عبء ماضٍ من الممارسات، والتصريحات، والمواقف التي لم تعبر عن انسجام مكوناته، أي أن تلك المكونات لم تكن دائماً مؤتلفة مما لا ينسجم مع اسمه. وعندما تم طرح فكره التوسعة شاع أمل بأننا نقترب من حل سياسي في إطار جنيف، وبأنه من الضروري أن يكون هناك تمثيل أوسع لأطياف سورية مختلفة، وأنه لا بد من إطلاق ورشة وطنية للحوار ضمن الإتلاف الموسع لتحضير استراتيجيته للتفاوض، ولكن الذي حدث أن عمليه التوسعة كانت معركه صعبه، استدعت كما هو معروف، تدخل سفراء دول عده. ثم تبعها صمت رسمي استمر أكثر من شهر، كان الحديث فيه وراء الأبواب حول موضوع الانتخابات، وتوزيع المناصب، في حين أن التطورات على الأرض كانت سريعة جداً بحيث أدت إلى اختفاء الحديث عن جنيف، وعن الحل السياسي. وأنا كشخص لم أجد نفسي معنيا بتلك النقاشات، وبالتالي الواجب يقتضي أن أعطي المكان لغيري.
• هل يشكل انسحابك من الائتلاف رسالة ترسلها شخصيّة عامة سورية عن عدم الجدوى من آليات عمل هذا الجسم المعارض، وسط سخونة الأحداث الدائرة على الأرض؟
- إنها ليست رساله لأحد. إنه موقف يخصني وحدي، وأنا لا أريد أن أساهم في مزيد من الأضعاف لأي كيان سياسي معارض، خاصةً وأن في الائتلاف سوريون وسوريات أؤمن بوطنيتهم، وإخلاصهم في السعي لخدمه الشعب السوري الذي يضحي من أجل حلمه بدوله القانون والمواطنة. ولكن لا شك أن تسارع ما يجري على الأرض ترك الائتلاف وراءه، خاصةً وأن الائتلاف لم يكن واضحاً في رؤيته ومواقفه لكثير من المتغيرات التي طرأت، ومنها تنامي الحضور العسكري الجهادي والتكفيري، الذي سيطر على بعض المدن، وكثير من القرى، والمناطق الريفية، وقدم من خلال ممارساته صوره بشعه حجبت وراءها صوره الشعب السوري الذي خرج بثورته السلمية من أجل الحرية، والدولة الديمقراطية، مما أدى إلى تراجع منسوب التعاطف مع الثورة السورية ليس في الغرب فقط، وإنما في بلد كمصر حيث أعيش الآن وأتفاعل، وأتحدث مع شرائح مختلفة من المجتمع المصري... بهذا المعنى قلت بأنني لا أريد أن أكون ملزماً بأشياء تخالف قناعاتي، ولا أريد في الوقت نفسه أن انتمي لمؤسسه أقول غير ما تقول.
• مضى ما يزيد على العام منذ تصدرك كنجم سوري لواجهة الأخبار السياسية بمواقفك المنتقدة لممارسات السلطة في سوريا... ثم انخراطك بشكل مباشر في العمل السياسي كعضو للائتلاف السوري المعارض... وانسحابك منه تالياً... هل يبدو العمل السياسي ورطة بالنسبة لأي فنان أو شخصية عامة سورية في ظل هذا التطرف السائد؟
- إنه ورطه لكل مواطن، وليس للفنانين وحدهم. ولكنها ورطة أكبر للفنان لأن مفهوم مجتمعاتنا عن الفنانين ما زال ملتبسا، ويرتكز إلى مسلمات غريبة. تابع لوقت قصير ما يكتب الناس من موالين ومعارضين على مواقع التواصل كي ترى ما أعني. البعض يستهجن تدخل الفنان في الشأن السياسي، إما لأنه يعتبره أصغر من ذلك، أو لأنه يعتبره أسمى من ذلك. البعض الآخر يرى أن على الفنانين أن يتركوا قصورهم ولهوهم لبعض الوقت كي يحملوا البندقية ويقفوا في الصف الأول سواء مع النظام أو مع المعارضة، حسب هذا البعض وتموضعهم. البعض يرى أنه على الفنانين أن يصمتوا ويتنحوا جانبا، وكأنهم ليسوا مواطنين قبل أن يكونوا فنانين. لا تنسى هذه الحملات المقصودة والممنهجة التي شنت ضد الفنانين منذ بداية الحراك لإلغاء أي تأثير محتمل لهم. وبعضها كان قاسيا، وبذيئا لدرجه الخوض في الأعراض، واستخدام الشتائم الجنسية، وغير ذلك من لغة الترهيب والتصغير. ولكن في المقابل لا يجوز أن ننسى أن الكثير من السوريين كانوا يتطلعون إلى الفنانين بصفتهم شخصيات عامة من واجبها أن تكون معنية في القضية الوطنية، وهنا يجب أن نشير إلى أنّ كثيرين يغيب عنهم الفارق بين ما هو وطني وما هو سياسي. يمكنك ومن حقك كفنان أو غير ذلك أن تتجنب ورطه الخوض في العمل السياسي، ولكن لا يمكن أن تعتبر نفسك غير معني في القضية الوطنية لأنها واجب، وليست ورطة.
* بعد اعتقال عدد من الكتاب والفنانين السوريين... وذهاب آخرين ضحية للحرب الدائرة في سوريا... وإقامة العديد من نجوم الدراما السورية خارج البلاد، هل دخل الفنانون السوريون في أتون الصراع والاستقطاب السياسي الحاد، بحيث لم تعد العودة ممكنة؟
- سوريا كلها تعيش في هذا الأتون ونحن لسنا استثناء.
• ما شعورك مؤخراً وأنت تتابع الأحداث المصرية عن كثب؟
- إن ما حدث، ويحدث في مصر يعطي جرعه تفاؤل بوجود ربيع قادم بالفعل، وذلك بعد أن مضى وقت سيطر فيه التشاؤم. قناعتي أن الطريق أمامنا طويلة، وأن الديمقراطية ليست وجبة جاهزة تطلبها لتصلك إلى المنزل. إنها مخاض صعب وطويل. سقوط أنظمة الاستبداد ليست نهايته بل هي البداية ليس إلا. لكن ما جرى في مصر كان خطوة كبيرة على هذا الطريق، أعاد مصر ثانية إلى مقعد القيادة في العالم العربي، وأعطى دليلا قاطعا عن أن زمام أمور المنطقة اليوم في أيدي الشباب وهم من سيرسم ملامح مستقبلها، وهم من سيضع نهاية لعصر الدولة الاستبدادية. كنت في التصوير عندما تم الإعلان عن عزل الرئيس مرسي، موجة من الفرح العارم اجتاحت الجميع، وصرخوا بأعلى صوتهم "تحيا مصر" وفي ذلك دلالتين مهمتين الأولى أن أحدا لم يقل "يحيا الحزب الفلاني" أو الجبهة العلانيّة بل "تحيا مصر"، وهذا يعطي الأمر بعدا وطنيا يتجاوز السياسي. أما الدلالة الثانية هي أن معظمهم من الملتزمين دينياً، ولكنهم عبروا عن بهجتهم بعزل رئيس جاء من أعرق الأحزاب الدينية وأشهرها، مما يعني أننا نقترب أكثر من مفهوم الدولة. وأن الناس ستنظر إلى السياسيين من خلال كفاءتهم، وما يقدمونه من خدمه لأوطانهم، وليس من خلال وجود لحى على وجوههم أو لا.
• اختتم بسؤالٍ عن أحدث مشاريعك الفنية... ماذا يقدم جمال سليمان في المسلسل المصري "نقطة ضعف"؟
- "نقطه ضعف" دراما اجتماعية إنسانية، وجدانية عن رجل بلغ سن العنوسة، وهو يبحث عن حب فقده وسعادة لا يجدها. أتمنى أن يعجب الجمهور.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق