بعد قرابة عامين من الثورة التي
أطاحت بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي يقول صحفيون في العاصمة طرابلس
إن مستوى حرية الصحافة لا يصل إلى ما كانوا يأملون. ظهر عدد كبير من الصحف المستقلة إلى الوجود في ليبيا بعد الثورة ولم تقيدها الرقابة التي كان يفرضها نظام القذافي على الإعلام. لكن منى الرقيق رئيسة تحرير صحيفة (فبراير) التي تصدر من العاصمة الليبية ذكرت أن حرية الصحافة لا تزال مقيدة. وقالت
“طبعا بعد انتصار ثورة فبراير استبشرنا خيرا وأن الصحافة بعد الانتصار
ستكون بإذن الله أكثر حرية وأكثر مصداقية وأكثر قول للحق. لكن الحقيقة
وللأسف الشديد أن الصحافة لا زالت مقيدة ولا تزال العديد من الجهات لا تريد
للصحافة أن تكون حرة وأن تكون للصحافة كلمتها". وذكرت
منظمة (صحفيون بلا حدود) في مايو أيار أن ثمة بواعث “قلق عميق بخصوص هجمات
عنيفة على الصحفيين الليبيين الذين تتدهور ظروف سلامتهم بدرجة كبيرة”. ومن
تلك الهجمات ضرب واحتجاز مراسل لقناة العربية التلفزيونية بينما كان يغطي
احتجاجا عند مقر وزارة الخارجية. ومنها أيضا إجبار موظف في إحدى مؤسسات
الأخبار العالمية على الخروج من سيارته وتهديده بسلاح ناري. كما اقتحم مبنى التلفزيوني الوطني في مايو أيار وأبلغ العديد من الصحفيين عن تعرضهم للاحتجاز والتهديد والاعتداء أثناء أداء عملهم. وذكر عماد العلام رئيس تحرير صحيفة (ليبيا) أن التهديدات والاعتداءات لن تخيف الصحفيين أو تمنعهم من أداء مهمتهم. وقال
“تعرضنا للتهديدات في أكثر من مرة وللتهديد بالسلاح أكثر من مرة. صحفيونا
تم اعتقالهم في أكثر من مرة في بعض البوابات وفي بعض السجون التي ذهبوا
لتغطيتها. صارت لنا مشاكل عديدة ولكن نحن لن نتوقف وهذه هي مهنة الصحافة
ولو توقفنا نحن مش في صالح المواطن. احنا مش ح نوقفوا". وكانت
السلطات قبل الثورة تفرض رقابة صارمة على الصحافة وكان يحدث في كثير من
الأحيان أن تصدر أكثر من صحيفة وفيها مقال واحد فرضته الحكومة. وكان الصحفيون الذين يخالفون قواعد الرقابة يسجنون أو يخطفون. وقال
ليبي من سكان طرابلس :الشيء الذي ينقص الصحافة الليبية هو أن الحكومة
تساعد في دعم الصحافة إلي أبعد الحدود لأن هذا الوقت هو وقت مال ووقت
إمكانيات.. كلما كثرت الإمكانيات في هذه الأوقات ودعم الصحافة كلما الصحافة
تنتشر بأوسع". وطالبت منظمة (صحفيون بلا حدود) الحكومة الليبية في الآونة الأخيرة بحماية العاملين في مجال الإعلام.
المصدر: القدس العربي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق