خالد المهير-طرابلس
لم ترد طرابلس رسمياً حتى الآن على تصريحات الرئيس التشادي إدريس ديبي يوم السبت الماضي التي قال فيها إن ليبيا على وشك الانفجار.
تصريحات ديبي جاءت بعد تصريحات رئيس النيجر محمد يوسف
المتكررة بأن ليبيا وراء زعزعة استقرار المنطقة وبلاده، وأن جنوبها معقل
للجماعات "الإرهابية".
وردا على تصريحات ديبي، قال صالح جعودة -مسؤول ملف الأمن القومي في المؤتمر الوطني العام- إنها مبالغ فيها على ضوء التقارير المخابراتية التي تصله يومياً.
وسألت الجزيرة نت جعودة عن دوافع ديبي لإطلاق مثل هذه
التصريحات، فأجاب قائلا إنه استند على رؤية رجال أمنه، لكنه أضاف أن دولتي
تشاد والنيجر تستخدمان النشاط الحدودي مع ليبيا "شماعة" عند اندلاع الأزمات
والمشاكل الداخلية فيهما.
وأردف قائلا إن طبيعة الأرض الصحراوية بين ليبيا وجيرانها الجنوبيين والترابط القبلي بين قبيلتي الطوارق
في الجنوب الغربي والتبو في الجنوب الشرقي من ليبيا، والتهريب، والاتجار
بالبشر؛ عوامل ساهمت في عدم ضبط الحدود حتى أثناء فترة النظام السابق.
وأكد جعودة أن الثورة الليبية الأخيرة ربما دفعت إلى تدهور
ملف الحدود قليلاً، لكن ليس إلى الحد الذي تحاول تشاد والنيجر تصويره،
مرجحاً بقوة أن تكون تصريحات ديبي موجهة إلى الدول الغربية من أجل رفع
مستوى التنسيق الأمني معها أو الحصول على مساعدات عسكرية وأمنية إضافية
منها.
أطماع ديبيويتفق
إبراهيم صهد -عضو لجنة الخارجية بالمؤتمر الوطني العام- مع البرلماني
جعودة بأن تصريحات ديبي بعيدة عن الواقع، وأنها تنحو إلى المبالغة في وصف
الأوضاع الليبية تمهيداً لتحركات لها علاقة بملف الجنوب، مؤكدا أن الغرض من
مثل هذه التصريحات تصنيف بلاده على أنها دولة "إرهابية".
واتهم صهد الرئيس ديبي بأن لديه أطماعاً من بينها مساعيه مع
شخصيات ليبية قبلية من أصل تباوي لبناء دولة التبو الكبرى التي تمتد من
الكفرة جنوباً إلى مدينة راس لانوف النفطية في الشمال، كما اتهم الأطراف الليبية بالانخراط في هذه اللعبة، على حد وصفه.
وقد أنحى صهد باللائمة على وزارة الخارجية التي التزمت الصمت حيال هذه التصريحات، رافضاً بشدة أي تدخل تشادي في الشؤون الليبية.
كما رد مسؤول أمني رفيع في جهاز الحماية الوطني -امتنع عن ذكر اسمه- على ما وصفها مغالطات ديبي.
وقال للجزيرة نت إن حديث الأخير عن جماعات جهادية بليبيا
"عارٍ عن الصحة"، مؤكداً أن ديبي يمهد لتدخل فرنسي في الجنوب من خلال تأجيج
الفتن القبلية بين قبائل الطوارق والتبو، ومشيراً إلى دور فرنسي خطير
لتقسيم ليبيا.
وقال المسؤول الأمني الرفيع إن الفرنسيين أكثر من يعمل على ملف تقسيم ليبيا هذه الأيام عقب فشل حملتهم العسكرية في شمالي مالي.
واستطرد قائلا إنه من الأفضل على الجارة تشاد الاتفاق مع ليبيا لتأمين حدود البلدين "بدلا من خدمة الفرنسيين".
توتر جديدوسألت
الجزيرة نت أستاذ العلوم السياسية في جامعة بنغازي صالح السنوسي عن قراءته
لرسالة ديبي، فقال إنها موجهة إلى الدولة الليبية لاستشعاره خطر تسرب
الجماعات المعارضة لنظامه واستفادتها من تدهور الأوضاع على الحدود بين
البلدين، متوقعاً عملاً عسكرياً تشادياً على طول الحدود ضد الجماعات
المناوئة للرئيس ديبي.
كما فسرها بأنها رسالة أخرى للغرب للفت الأنظار إلى خطر
الحدود مع ليبيا خاصة في ظل الصراع الدائر في شمال مالي، موضحاً أن
التصريحات لحماية نظامه السياسي.
وبشأن الصمت الليبي، قال السنوسي إن خارجية بلاده لا تريد الدخول في جدل سياسي مع جارتها تشاد أو إضافة بؤرة توتر جديدة على الحدود.
أما الباحث في الشؤون الليبية أحمد نجم فقد أكد أن مشكلة تشاد
الرئيسية مع ليبيا تكمن في تحرك العناصر المعارضة لديبي بين جبال تيبستي
والعوينات الليبية، بعد طردها من السودان في إطار اتفاق تشادي سوداني في
العاصمة القطرية الدوحة.
كما ربط نجم بين تصريحات رؤساء النيجر وتشاد والتلميحات
الجزائرية بقدوم منفذي تفجير حقل أميناس في يناير/كانون الثاني الماضي من
ليبيا، مع اعتقاد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بوجود جماعات "إرهابية" في الجنوب الليبي.
وأشار في هذا الصدد إلى ما أوردته صحيفة لوفيغارو الفرنسية،
ذات التوجهات الليبرالية المحافظة، قبل عدة أيام بالخط العريض أن "بعد
مالي، جنوب ليبيا".
المصدر:الجزيرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق