الاثنين، 17 يونيو 2013

#ليبيا ليست للثوار فقط

د. إبراهيم قويدر- نريد أن نصل إلى نتائج مهمة نتبع فيها الأسلوب الأمثل لعودة ليبيا المترابطة اجتماعيًّا، من أجل ميلاد جديد نبعد فيه نبرة الحقد والانتقام؛ ولكي يكون لنا منهاج عمل في هذا المجال علينا أن نعترف بالآتي:
- أنه مازال لدينا مجموعات تؤيد القذافي وأعوانه، سواء كانت قليلة أو كثيرة- فهي موجودة وزاد عددها بعدما حدث من تباطؤ وسوء تصرُّف الحكومات الانتقالية وبعض الثوار، فظهر علينا من يقول: «ولا يوم من أيام معمر»، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
- أنَّ الأفراد الذين قُتلوا وكانوا مع كتائب القذافي وأعدادهم غير المحددة لهم أسر حزنوا عليهم وما زالوا، وهم أسر ليبية، منهم المفقودون، لأنَّ كتائب القذافي كانت لا تسلم جثث أفرادها إلى ذويهم.
- أن بقية المتطوعين والأفراد الآخرين الذين انتشروا في البلاد وانضموا كما أشرت في السابق يشعرون بحقد تجاه الثورة، وبالتالي فلن يتردد بعضهم في تنفيذ ما يأتيه من أعوان القذافي بالخارج من أوامر، وفي الوقت نفسه هناك من بين هؤلاء من انضمَّ أو كوَّن كتائب ما بعد التحرير وأغدق عليه المال باعتباره من الثوار، فحمد ربه ونسي موقفه السابق وبدأ صفحة جديدة.
- الأفراد الذين قاتلوا من ثوار الشعب الليبي، والذين لا يزيد عددهم عن العشرون ألفًا بعضهم أصابه الغرور- قادة وأفرادًا- وأصبح يلهث وراء المادة والمناصب والحياة الرغدة وأساء لنفسه باغتصابه أملاكًا ليست له وأموالاً ليست له، بل أصبحوا يتقاضون أموالاً مقابل تهريب بعض الناس أو لحماية أملاك البعض الآخر.
- لدينا قضايا موجعة، ولا نقبل من السكوت عنها مثلَمَا يحدث بين المشاشية والصيعان والزنتان، وبين تاورغاء ومصراته، نعم هذه القضايا مهمة، وهي الآن قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في أي وقت وتتحول إلى مشكلة كبيرة، خاصة أنه تم تدويلها ووضعت تحت مفهوم «التهجير القسري».
- التنظيمات الأهلية، ومنها من يرتدي عباءة الإسلام تحت مسميات إسلامية، سواء كانت كتائب أو مليشيات كما يحلوا للبعض أن يطلق عليهم أو مكونات سياسية حديثة الولادة يتعامل أصحابها كأنها أحزاب قوية متجذرة ولها قاعدة شعبية واسعة، وهذا غير صحيح واقعيًّا، فهؤلاء ثبت أن البعض منهم له أجندات تملى عليه من الخارج، وهذا الخارج عربي وأوروبي، ولا أقول أمريكيًّا؛ لأني أعلم أن أمريكا تركت أمر ليبيا لأوروبا، وإن أرادت التوجيه فيكون من خلال الآخرين وليس بشكل مباشر.
- تعصُّب الإسلاميين، وإن كنت لا أحب أن أطلق هذا المسمى؛ لأننا كلنا مسلمون وكلنا أنصار الشريعة وكلنا حزب الله، وهؤلاء يرغبون- بحجة نصرة الإسلام- في الوصول إلى السلطة بشتى الطرق، ويشكلون خطرًا حقيقيًّا على أمن المجتمع الليبي والسلم الاجتماعي، وهنا يجب على البعض منهم من ذوي الإخلاص لله والرسول والوطن، ولا يطمعون في السلطة، أن يقنعوا المتشددين منهم، لعلهم يستطيعون هدايتهم وإقناعهم بالتعايش السلمي مع المجتمع، وأن تتم الدعوة لشرع الله بالموعظة الحسنة. وأن نأخذ بالمبدأ القائل: «متى استعبدتم الناس وقد خلقتهم أمهاتهم أحرارًا»؛
إذن نحن في أمسِّ الحاجة إلى أن ندعو إلى مؤتمر للحوار الوطني، يحضره المعنيون جميعًا، يحضره الجميع مثل:
المؤتمر الوطني والحكومة.
قيادات الشباب المقاتلين من الشعب الليبي.
قيادات ثوار ما بعد التحرير.
قيادات المكونات السياسية.
قيادات الكتائب والتنظيمات الدينية المختلفة.
مشايخ قبائل المشاشية والصيعان وتاورغاء ومصراته والزنتان وبني وليد وسرت.
ممثلون عن أسر الشهداء والمصابين والمفقودين.
ممثلون عن أسرى ضحايا الحرب ممن كانوا يحاربون مع نظام القذافي.
هذا إلى جانب فئات أخرى قد أكون قد أغفلتها، ومن المهم تواجدها باعتبارها طرفًا في تحقيق السلم الاجتماعي، ويكون الهدف من الحوار ليس المصالحة الوطنية؛ لأنها لا تتم إلا بعد تحقيق العدالة الانتقالية، بالتالي فالميثاق أن نتعهد جميعًا لأنْ نعيش في سلام وسلم اجتماعي ونتعاون مع العدالة في الدولة لتقوم بمحاسبة المخطئين وإرجاع الحقوق لأصحابها، وأن يضع المؤتمر المنهاج الذي يتم من خلاله المصالحة الوطنية بين الأطراف المختلفة، ويتم تكليف من يتابع هذا العمل بالطريقة التي يراها المجتمعون مناسبة.
هذا تحليل حاولت أن أقدمه بشكل موضوعي، متمنيًا أن يكون اجتهادًا ناجحًا بإذن الله تعالى... والله ولي التوفيق. 


قناة ليبيا الفضائية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق