الرياض: هدى الصالح
تجميل العرائس لم يعد مقتصرا في السعودية هذه الأيام على ارتياد الصالونات النسائية أو استدعاء «المجملات» إليهن، التي يكلف البعض منهن مبالغ كبيرة تصل إلى 10 آلاف ريال مقابل تسريحة للشعر والماكياج، مما جعل فاتورة الزواجات بالبلاد ترتفع خلال السنوات العشر الماضية ليكون متوسطها 250 ألف ريال للمناسبة الواحدة.
وقد دلت بعض الدراسات الاستطلاعية لآراء الشباب والشابات، التي أجرتها جامعة الملك سعود بالعاصمة الرياض على أن نسبة 92 في المائة من الشباب، و69 في المائة من الفتيات يرون أن غلاء المهور يعد عقبة رئيسة في طريق تحقيق الزواج، فيما أظهرت الدراسة ذاتها على أن نسبة 89 في المائة من الشباب و65 في المائة من الفتيات يرون أن ارتفاع تكاليف الزواج سبب قوي في الإعراض عن الزواج، وذهبت الدراسة ذاتها إلى أن متوسط تكلفة الزواج في المملكة يزيد على تسعين ألف ريال.
وتشكل توابع مناسبات الزواج أحد أهم الضغوط التي يواجهها الشاب والفتاة السعوديان، فبعد أن تمت السيطرة إلى حد ما على أسعار المهور في بعض المناطق من خلال التوعية الدينية والاجتماعية، بالإضافة إلى مناسبات الزواجات الجماعية التي تنظمها لجان وجمعيات خيرية بهدف التيسير على المقبلين على الزواج، أضحت صيحات موضة التجميل حجر عثرة في طريق تكوين الأسر النشأة.
فباتت المواعيد تتوافد أيضا كما لدى متقنات الخياطة ومصممي الأزياء والأسماء الشهيرة في صناعة فن الماكياج، وآخر صرعات تسريحات الشعر، إلى عيادات ومراكز طب التجميل، بعد أن تحول البحث صوب جمال دائم حتى لحظات الاستيقاظ من النوم برسم الشفاه وحقنها بلون «حمرة» بالإضافة إلى التدخلات الجراحية لصقل الأنف وحقن مواضع كثيرة في الوجه والجسد للفتاة لتبدو أكثر جمالا بحسب اعتقاد البعض منهن.
وتتزاحم قوائم الانتظار لدى عيادات التجميل خلال فترات الصيف، لكونه موسم الإجازات الذي عادة ما يشهد أغلب حالات الزفاف محليا، مما يترتب عليه فترات أطول في الانتظار أمام الراغبات في تدخل مشرط جراح التجميل، وتأتي في قائمة تلك العمليات التجميلية طلبات تكبير أو تصغير الثديين أو شفط الدهون أو نفخ للشفاه وتعبئة للوجه أو تجميل للأنف.
وكما هو الحال للعرائس لم يختلف واقع العريس كثيرا على الرغم من التباين في الطلبات، إلا أن الأغلب من الشباب يتجهون نحو عمليات زراعة الشعر للرأس، أو تحديد لمظهر شعر الذقن، بالإضافة للانخراط في صالات الألعاب الرياضية لفقد عدد من الكيلوغرامات من الدهون لضمان تناسق في مظهر جسده الخارجي، بعد أن باتت السمنة أحد مظاهر الترف الغذائي لدى كثير.
وأشار الدكتور عدنان الجليدان استشاري الجراحة التجميلية والترميمية وزراعة الشعر بمستشفى الملك خالد الجامعي، أن موسم الصيف وما يجلبه من كثرة مناسبات الزواج يشكل تزايدا في أعداد مرتادي عيادات التجميل بالسعودية، وقال: «كثيرا ما يلجأ إلينا العرسان وبالأخص الجنس الأنثوي طلبا لأقرب موعد ممكن قبيل موعد الزفاف بفترة بسيطة لإجراء عمليات التجميل»، ولافتا إلى أن كثيرا من الحالات تشهد حضور الخطيب برفقة عروسته لطلب تصغير الأنف أو تكبير صدرها أو تصغيره، مع تكفله بدفع كل التكاليف المالية المستلزمة لذلك.
وأكد الجليدان بأن كثيرا من العرائس تلجأ إلى عيادات التجميل قبيل موعد الزواج وإصرار بعضهن على عدم إتمامه في موعده المحدد من قبل أسرة الزوجين في حال عدم إتمام العملية في وقتها، مستشهدا برفض إحدى الفتيات إتمام زواجها بالتاريخ الذي حدد من قبل أسرة العريسين قبل الانتهاء من إجراء عملية تصغير الثديين لها.
عمليات التجميل لم تقتصر على الترميم كما كان في السابق من شد للمناطق المترهلة أو تعبئة الجفون والوجه، بل امتد أيضا إلى عمليات توسيع العينيين وزرع الرموش والتي تشتهر بإجرائها الدول الآسيوية.
من جانبها أوضحت الدكتورة منال بخاري استشارية جراحة الحنجرة والحبال الصوتية بمستشفى الملك عبد العزيز الجامعي أن عمليات التجميل لا تتوقف على تجميل المظهر الخارجي، موضحة أن تجميل الصوت بات أحد التدخلات التجميلية التي تضيف إلى خارطة عمليات التجميل بالنسبة للعرائس والعرسان.
وبينت بخاري أن عمليات تجميل الصوت تتم من خلال إجراء عمليات جراحية أو حقن (للبوتوكس) بغرض ترقيق الصوت الخشن أو الرفع من غلظة الصوت، وقالت: «تأتي إلينا فتيات يبحثن في الدرجة الأولى عن التخلص من الشخير أثناء النوم أو الرغبة في ترقيق صوتها قبل الزواج» مضيفة أن هناك من الحالات من يصطحبها خطيبها مطالبا بترقيق صوت عروسه.
وأشارت بخاري إلى أن عمليات تجميل الصوت تجري في حالات مختلفة سواء أكان صوت الرجل شبيها بصوت الأنثى أو العكس أو في حالة معاناة البالغين من الجنسين من صوت أشبه بصوت الطفل أو خشونة الصوت لدى المدخنات، ليتم تغيير الصوت من خلال حقن الحبال الصوتية أو إرخاؤها، ومشيرة إلى اللجوء إلى العمليات الجراحية بفتح الرقبة في بعض الحالات المرضية.
وفيما يتعلق بحقن «البوتوكس» في الحبال الصوتية أفادت الدكتورة منال بخاري بأن اللجوء لحقن البوتوكس أو الشحوم من البطن في الأوتار الصوتية يساعد الصوت من التخلص من التشنجات ليعود إلى نغمته الطبيعية لمدة 4 أشهر يتطلب الحق بعدها مرة أخرى.
وأضافت استشارية جراحة الحنجرة والحبال الصوتية أن أكثر الفئات الباحثة عن عمليات تجميل الصوت تشمل المعلمين والمعلمات والشعراء والمغنيين بالإضافة إلى المؤذنين وبالأخص خلال شهر رمضان، مشيرة إلى أن تكلفة إجراء عمليات تجميل الصوت أو الأوتار الصوتية تتراوح ما بين 7 وحتى 10 آلاف ريال.
ويعد مستشفى خالد الجامعي أحد المستشفيات الحكومية القليلة، التي تسمح بإجراء عمليات التجميل بعد احتكارها من قبل القطاع الخاص وبأسعار باهظة، وإنما بصورة مقننة، كما أفاد الدكتور عدنان الجليدان استشاري الجراحة التجميلية والترميمة وزراعة الشعر بمستشفى الملك خالد الجامعي وبالأخص للمرضى ممن خضعوا لعمليات تحويل المعدة أو التكميم لما يترتب عليها من ترهلات شديدة بالجسم جراء الفقدان الكبير والسريع للوزن متطلبة إجراء عمليات شد للجسم بدءا من الوجه والصدر والذراعين والبطن.
وأضاف الجليدان: «المستشفى الجامعي يدعم حملة التخلص من الأوزان الزائدة لحماية الأفراد من مخاطر السمنة التي يترتب عليها إشكالات صحية متعددة بدءا بالضغط والسكر وآلام الظهر».
وزاد: «نستقبل حالات لشباب وشابات تتراوح أعمارهم ما بين 19 و22 عاما للمطالبة بإجراء عمليات تحويل أو تكميم المعدة لارتفاع نسبة الوعي بمخاطر السمنة»، مبينا أن الأولوية بالنهاية في إجراء العمليات الجراحية تتوجه للحالات الحرجة، حيث تبلغ نسبة عمليات التجميل من بين العمليات الجراحية الأخرى 20 في المائة.
وقال الجليدان: «لا يمكن تجاهل حالات السمنة المفرطة بعد أن تخلصت من أمراض القلب والسكر والضغط دون مساعدتهم على تجميل أجسادهم المترهلة عقب ذلك».
وشدد استشاري الجراحة التجميلية والترميمية وزراعة الشعر على أن توجه المستشفيات الحكومية نحو التوسع باستقبال حالات السمنة المفرطة لحاجتهم إلى الرعاية والعناية الخاصة بدءا بالمعدات والأسرة المهيئة لأحجامهم بالإضافة إلى الكفاءات الطبية في مجال التخدير.
واستنكر الجليدان حرص السيدات والرجال على إجراء العمليات في الخارج ، مشيرا إلى أن 50% من الأطباء في المستشفى الجامعي حاصلين على شهاداتهم من الخارج بالإضافة إلى أن التقنيات الطبية والإجراءات المعمول بها هي ذاتها، مضيفا أن حرص السيدات باللجوء إلى بعض البلدان لإجراء عمليات التجميل إنما بغرض ضمان السرية والكتمان عن باقي أفراد الأسرة والمحيط الاجتماعي على الرغم من التكاليف الباهظة بالإضافة إلى الأخطاء الطبية الكبير بخلاف ما يتحمله المريض بالمستشفى الحكومي من تكاليف المواد كالسليكون والمشدات أو البوتوكس فقط.
وحذر السيدات والشابات من إجراء عمليات حقن (البوتوكس) في مراكز التجميل باعتباره إجراء غير قانوني باعتبار أن المادة المستخدمة لا تصلح للاستعمال البشري إنما هي خاصة بحقن «الأحصنة» والتي يصعب استئصالها لاحقا من الجسم، وأضاف: «نقوم حاليا في المستشفى الجامعي بتجميع البيانات لكل من تعرضن لمثل هذا الأمر وذلك بالتنسيق مع وزارة الصحة تماما كما حدث مع السليكون المغشوش».
وحول علاقة طب التجميل مع الجانب الشرعي أكد الجليدان بقوله: «لقد تصالحنا مع الجانب الشرعي في جوانب وجوانب أخرى ما زال غير متفق عليها» مضيفا أن من رواد عيادات التجميل من شاع وصفهم بـ«المحافظين» سواء أكان للرجال أنفسهم أو لتجميل زوجاتهم.
يشار إلى أن أحدث دراسة حكومية أعدتها وزارة التخطيط السعودية، خلال مطلع عام 2011، كشفت عن أن عدد الفتيات اللواتي لم يتزوجن وتعدين سن الثلاثين عاما قد بلغ نحو 1.5 مليون فتاة، كما أن عدد المتزوجات يقارب 2.6 مليون امرأة من مجموع عدد الإناث البالغ 4.5 مليون سيدة، مما يؤكد ارتفاع نسبة العنوسة محليا، فيما رفعت دراسات أخرى غير رسمية هذا الرقم لأكثر من مليون فتاة سعودية، وتعد ظاهرة عزوف الشباب عن الإقدام على الزواج إحدى الظواهر الاجتماعية التي تعمل الحكومة السعودية بمختلف أذرعها الاجتماعية على التصدي لها.
وشهدت السنوات الماضية عددا من المبادرات الحكومية تعاون معها كثير من مؤسسات المجتمع المدني بهدف تيسير الزواج على الشباب والفتيات، فباتت ظاهرة الزواجات الجماعية، والحث على تخفيض المهور من قبل رجال الدين والإعلاميين من أبرز الموضوعات التي تتصدر ما بين حين وآخر واجهة المشهد المحلي، وبالأخص خلال فترة الصيف من كل عام.
الشرق الاوسط
تجميل العرائس لم يعد مقتصرا في السعودية هذه الأيام على ارتياد الصالونات النسائية أو استدعاء «المجملات» إليهن، التي يكلف البعض منهن مبالغ كبيرة تصل إلى 10 آلاف ريال مقابل تسريحة للشعر والماكياج، مما جعل فاتورة الزواجات بالبلاد ترتفع خلال السنوات العشر الماضية ليكون متوسطها 250 ألف ريال للمناسبة الواحدة.
وقد دلت بعض الدراسات الاستطلاعية لآراء الشباب والشابات، التي أجرتها جامعة الملك سعود بالعاصمة الرياض على أن نسبة 92 في المائة من الشباب، و69 في المائة من الفتيات يرون أن غلاء المهور يعد عقبة رئيسة في طريق تحقيق الزواج، فيما أظهرت الدراسة ذاتها على أن نسبة 89 في المائة من الشباب و65 في المائة من الفتيات يرون أن ارتفاع تكاليف الزواج سبب قوي في الإعراض عن الزواج، وذهبت الدراسة ذاتها إلى أن متوسط تكلفة الزواج في المملكة يزيد على تسعين ألف ريال.
وتشكل توابع مناسبات الزواج أحد أهم الضغوط التي يواجهها الشاب والفتاة السعوديان، فبعد أن تمت السيطرة إلى حد ما على أسعار المهور في بعض المناطق من خلال التوعية الدينية والاجتماعية، بالإضافة إلى مناسبات الزواجات الجماعية التي تنظمها لجان وجمعيات خيرية بهدف التيسير على المقبلين على الزواج، أضحت صيحات موضة التجميل حجر عثرة في طريق تكوين الأسر النشأة.
فباتت المواعيد تتوافد أيضا كما لدى متقنات الخياطة ومصممي الأزياء والأسماء الشهيرة في صناعة فن الماكياج، وآخر صرعات تسريحات الشعر، إلى عيادات ومراكز طب التجميل، بعد أن تحول البحث صوب جمال دائم حتى لحظات الاستيقاظ من النوم برسم الشفاه وحقنها بلون «حمرة» بالإضافة إلى التدخلات الجراحية لصقل الأنف وحقن مواضع كثيرة في الوجه والجسد للفتاة لتبدو أكثر جمالا بحسب اعتقاد البعض منهن.
وتتزاحم قوائم الانتظار لدى عيادات التجميل خلال فترات الصيف، لكونه موسم الإجازات الذي عادة ما يشهد أغلب حالات الزفاف محليا، مما يترتب عليه فترات أطول في الانتظار أمام الراغبات في تدخل مشرط جراح التجميل، وتأتي في قائمة تلك العمليات التجميلية طلبات تكبير أو تصغير الثديين أو شفط الدهون أو نفخ للشفاه وتعبئة للوجه أو تجميل للأنف.
وكما هو الحال للعرائس لم يختلف واقع العريس كثيرا على الرغم من التباين في الطلبات، إلا أن الأغلب من الشباب يتجهون نحو عمليات زراعة الشعر للرأس، أو تحديد لمظهر شعر الذقن، بالإضافة للانخراط في صالات الألعاب الرياضية لفقد عدد من الكيلوغرامات من الدهون لضمان تناسق في مظهر جسده الخارجي، بعد أن باتت السمنة أحد مظاهر الترف الغذائي لدى كثير.
وأشار الدكتور عدنان الجليدان استشاري الجراحة التجميلية والترميمية وزراعة الشعر بمستشفى الملك خالد الجامعي، أن موسم الصيف وما يجلبه من كثرة مناسبات الزواج يشكل تزايدا في أعداد مرتادي عيادات التجميل بالسعودية، وقال: «كثيرا ما يلجأ إلينا العرسان وبالأخص الجنس الأنثوي طلبا لأقرب موعد ممكن قبيل موعد الزفاف بفترة بسيطة لإجراء عمليات التجميل»، ولافتا إلى أن كثيرا من الحالات تشهد حضور الخطيب برفقة عروسته لطلب تصغير الأنف أو تكبير صدرها أو تصغيره، مع تكفله بدفع كل التكاليف المالية المستلزمة لذلك.
وأكد الجليدان بأن كثيرا من العرائس تلجأ إلى عيادات التجميل قبيل موعد الزواج وإصرار بعضهن على عدم إتمامه في موعده المحدد من قبل أسرة الزوجين في حال عدم إتمام العملية في وقتها، مستشهدا برفض إحدى الفتيات إتمام زواجها بالتاريخ الذي حدد من قبل أسرة العريسين قبل الانتهاء من إجراء عملية تصغير الثديين لها.
عمليات التجميل لم تقتصر على الترميم كما كان في السابق من شد للمناطق المترهلة أو تعبئة الجفون والوجه، بل امتد أيضا إلى عمليات توسيع العينيين وزرع الرموش والتي تشتهر بإجرائها الدول الآسيوية.
من جانبها أوضحت الدكتورة منال بخاري استشارية جراحة الحنجرة والحبال الصوتية بمستشفى الملك عبد العزيز الجامعي أن عمليات التجميل لا تتوقف على تجميل المظهر الخارجي، موضحة أن تجميل الصوت بات أحد التدخلات التجميلية التي تضيف إلى خارطة عمليات التجميل بالنسبة للعرائس والعرسان.
وبينت بخاري أن عمليات تجميل الصوت تتم من خلال إجراء عمليات جراحية أو حقن (للبوتوكس) بغرض ترقيق الصوت الخشن أو الرفع من غلظة الصوت، وقالت: «تأتي إلينا فتيات يبحثن في الدرجة الأولى عن التخلص من الشخير أثناء النوم أو الرغبة في ترقيق صوتها قبل الزواج» مضيفة أن هناك من الحالات من يصطحبها خطيبها مطالبا بترقيق صوت عروسه.
وأشارت بخاري إلى أن عمليات تجميل الصوت تجري في حالات مختلفة سواء أكان صوت الرجل شبيها بصوت الأنثى أو العكس أو في حالة معاناة البالغين من الجنسين من صوت أشبه بصوت الطفل أو خشونة الصوت لدى المدخنات، ليتم تغيير الصوت من خلال حقن الحبال الصوتية أو إرخاؤها، ومشيرة إلى اللجوء إلى العمليات الجراحية بفتح الرقبة في بعض الحالات المرضية.
وفيما يتعلق بحقن «البوتوكس» في الحبال الصوتية أفادت الدكتورة منال بخاري بأن اللجوء لحقن البوتوكس أو الشحوم من البطن في الأوتار الصوتية يساعد الصوت من التخلص من التشنجات ليعود إلى نغمته الطبيعية لمدة 4 أشهر يتطلب الحق بعدها مرة أخرى.
وأضافت استشارية جراحة الحنجرة والحبال الصوتية أن أكثر الفئات الباحثة عن عمليات تجميل الصوت تشمل المعلمين والمعلمات والشعراء والمغنيين بالإضافة إلى المؤذنين وبالأخص خلال شهر رمضان، مشيرة إلى أن تكلفة إجراء عمليات تجميل الصوت أو الأوتار الصوتية تتراوح ما بين 7 وحتى 10 آلاف ريال.
ويعد مستشفى خالد الجامعي أحد المستشفيات الحكومية القليلة، التي تسمح بإجراء عمليات التجميل بعد احتكارها من قبل القطاع الخاص وبأسعار باهظة، وإنما بصورة مقننة، كما أفاد الدكتور عدنان الجليدان استشاري الجراحة التجميلية والترميمة وزراعة الشعر بمستشفى الملك خالد الجامعي وبالأخص للمرضى ممن خضعوا لعمليات تحويل المعدة أو التكميم لما يترتب عليها من ترهلات شديدة بالجسم جراء الفقدان الكبير والسريع للوزن متطلبة إجراء عمليات شد للجسم بدءا من الوجه والصدر والذراعين والبطن.
وأضاف الجليدان: «المستشفى الجامعي يدعم حملة التخلص من الأوزان الزائدة لحماية الأفراد من مخاطر السمنة التي يترتب عليها إشكالات صحية متعددة بدءا بالضغط والسكر وآلام الظهر».
وزاد: «نستقبل حالات لشباب وشابات تتراوح أعمارهم ما بين 19 و22 عاما للمطالبة بإجراء عمليات تحويل أو تكميم المعدة لارتفاع نسبة الوعي بمخاطر السمنة»، مبينا أن الأولوية بالنهاية في إجراء العمليات الجراحية تتوجه للحالات الحرجة، حيث تبلغ نسبة عمليات التجميل من بين العمليات الجراحية الأخرى 20 في المائة.
وقال الجليدان: «لا يمكن تجاهل حالات السمنة المفرطة بعد أن تخلصت من أمراض القلب والسكر والضغط دون مساعدتهم على تجميل أجسادهم المترهلة عقب ذلك».
وشدد استشاري الجراحة التجميلية والترميمية وزراعة الشعر على أن توجه المستشفيات الحكومية نحو التوسع باستقبال حالات السمنة المفرطة لحاجتهم إلى الرعاية والعناية الخاصة بدءا بالمعدات والأسرة المهيئة لأحجامهم بالإضافة إلى الكفاءات الطبية في مجال التخدير.
واستنكر الجليدان حرص السيدات والرجال على إجراء العمليات في الخارج ، مشيرا إلى أن 50% من الأطباء في المستشفى الجامعي حاصلين على شهاداتهم من الخارج بالإضافة إلى أن التقنيات الطبية والإجراءات المعمول بها هي ذاتها، مضيفا أن حرص السيدات باللجوء إلى بعض البلدان لإجراء عمليات التجميل إنما بغرض ضمان السرية والكتمان عن باقي أفراد الأسرة والمحيط الاجتماعي على الرغم من التكاليف الباهظة بالإضافة إلى الأخطاء الطبية الكبير بخلاف ما يتحمله المريض بالمستشفى الحكومي من تكاليف المواد كالسليكون والمشدات أو البوتوكس فقط.
وحذر السيدات والشابات من إجراء عمليات حقن (البوتوكس) في مراكز التجميل باعتباره إجراء غير قانوني باعتبار أن المادة المستخدمة لا تصلح للاستعمال البشري إنما هي خاصة بحقن «الأحصنة» والتي يصعب استئصالها لاحقا من الجسم، وأضاف: «نقوم حاليا في المستشفى الجامعي بتجميع البيانات لكل من تعرضن لمثل هذا الأمر وذلك بالتنسيق مع وزارة الصحة تماما كما حدث مع السليكون المغشوش».
وحول علاقة طب التجميل مع الجانب الشرعي أكد الجليدان بقوله: «لقد تصالحنا مع الجانب الشرعي في جوانب وجوانب أخرى ما زال غير متفق عليها» مضيفا أن من رواد عيادات التجميل من شاع وصفهم بـ«المحافظين» سواء أكان للرجال أنفسهم أو لتجميل زوجاتهم.
يشار إلى أن أحدث دراسة حكومية أعدتها وزارة التخطيط السعودية، خلال مطلع عام 2011، كشفت عن أن عدد الفتيات اللواتي لم يتزوجن وتعدين سن الثلاثين عاما قد بلغ نحو 1.5 مليون فتاة، كما أن عدد المتزوجات يقارب 2.6 مليون امرأة من مجموع عدد الإناث البالغ 4.5 مليون سيدة، مما يؤكد ارتفاع نسبة العنوسة محليا، فيما رفعت دراسات أخرى غير رسمية هذا الرقم لأكثر من مليون فتاة سعودية، وتعد ظاهرة عزوف الشباب عن الإقدام على الزواج إحدى الظواهر الاجتماعية التي تعمل الحكومة السعودية بمختلف أذرعها الاجتماعية على التصدي لها.
وشهدت السنوات الماضية عددا من المبادرات الحكومية تعاون معها كثير من مؤسسات المجتمع المدني بهدف تيسير الزواج على الشباب والفتيات، فباتت ظاهرة الزواجات الجماعية، والحث على تخفيض المهور من قبل رجال الدين والإعلاميين من أبرز الموضوعات التي تتصدر ما بين حين وآخر واجهة المشهد المحلي، وبالأخص خلال فترة الصيف من كل عام.
الشرق الاوسط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق