فيما
تشكل موجة مقاتلي القاعدة المطرودين من مالي تهديدا فعليا بالنسبة في
ليبيا، بدأت الخلايا النائمة التابعة لحزب الله تسعى لإيجاد موطئ قدم في
البلاد، في ظل الأوضاع الأمنية المتردية.
فرج أحمد إعلامي وناشط سياسي ليبي، قال "بكل تأكيد توجد
خلايا تابعة لحزب الله في ليبيا". ومضى يقول "إيران عملت طويلا على إيجاد
موطئ قدم لها في شمال إفريقيا. إنهم موجودون في القارة الإفريقية جنوبي
الصحراء فكيف لا يوجدون في مصر وتونس وخاصة ليبيا التي تعاني من اختلال
الأمن؟".
الحديث عن خلايا حزب الله يأتي في خضم موجة من الهجمات
القاتلة التي تشير إلى أن الإرهابيين والمسلحين من شمال مالي وجدوا ملاذا
جديدا في الصحراء الجنوبية الليبية ومنطقة جبل الشعانبي بين الجزائر
وتونس. كل شيء موجود في جنوب ليبيا، حسب محمد عمر غرس الله، أكاديمي ليبي
ودبلوماسي سابق. وقال "غياب السلطة المركزية يطرح مشكلة ليس فقط في الجنوب
وإنما في البلاد كلها"، فإلى جانب الإرهابيين "يوجد هناك مهربو المخدرات
ومهربو السلع والوقود، وكذا القبائل والجماعات المتشددة".
ويحذر المحللون من أن الاضطرابات في ليبيا تشكل فرصة
بالنسبة لبعض هذه المجموعات. وبحسب الأستاذ والناشط السياسي جمعة الزياني
فإن الشيعيين من مختلف الجنسيات استغلوا الفوضى الأمنية في ليبيا "وقادوا
حملة واسعة لنشر المذهب الشيعي في بين شباب البلاد". وتشير أرقام إلى
اعتناق أزيد من 5000 شاب ليبي المذهب الشيعي. وقال الزياني "هذا رقم يثير
الخوف في النفوس لأننا سنعتبر هؤلاء مخزونا استراتيجيا لحزب الله ولإيران".
وأكد العقيد الليبي رمضان الغزيوي مطلع السنة الجارية أن
قوات الأمن الليبية قامت بمداهمات "لأوكار تنشر التشيع". وقال "صادرنا
خلال هذه الحملة عددا كبيرا من الكتب والمطبوعات التي تدعو إلى
التشيع". وما فتئ الغرياني مفتي ليبيا يحذر طوال أشهر من "نشاط مشبوه وسيء
من قبل دولة إيران داخل ليبيا". وقال الصادق الغرياني في تصريح لصحيفة
قورينا إن الكتب والدعوات إلى التشيع "أصبحت منتشرة في البلاد حيث أنها
توزع في بعض المساجد". وقال مطلع يناير "تُقام لهم المعارض لنشر أفكارهم". وأضاف
المفتي "الشباب يحصل على زيارات مجانية إلى إيران والهدايا وإقامة في
فنادق راقية في محاولة لإشباعهم بأفكار غير صحيحة وإقناعهم بأن الشيعة
ليسوا كما يصور لهم".
وفي يونيو الماضي قال رئيس لجنة الأوقاف بالمؤتمر
الوطني، محمد الوليد، إن هناك بعض الدعاة إلى المذهب الشيعي يقومون بشراء
أراضي في ليبيا بهدف تأسيس مؤسسات ومراكز للتشيع. ولا ينفي خالد الحراري،
رجل أعمال ليبي، أن يكون المد الشيعي ومن وراءه حزب الله "قد وجد طريقه إلى
عقول الشباب المنفلت". وأشار إلى تحول حزب الله الآن إلى نيجيريا. وقال
"لقد تسللوا إلى القارة الإفريقية التي غالبية سكانها من المسيحيين"، وأضاف
متسائلا "فما بالك بدولة مسلمة كليبيا ما زالت لم تحقق توازنها
الأمني؟". وفي 30 مايو، أعلنت المخابرات النيجيرية عن الكشف عن خلية متصلة
بحزب الله اللبناني. وخلال المداهمة الأمنية لمنزل بمدينة كانو، عُثر على
أسلحة لدى مجموعة من اللبنانيين يُعتقد أنهم كانوا يستعدون لاستخدامها في
نيجيريا.
وأكد باساي ايتانغ مدير المخابرات لموقع أفريك أنفو أن
"هذا المنزل كان يأوي خلية لجماعة حزب الله". يُذكر أن غالبية المواطنين
الليبيين هم من السنة، لكن هناك وجود لحزب الله. ويلاحظ انتشار الشيعة بشكل
خاص في المنطقة الشرقية. بما في ذلك بنغازي التي تصارع أصلا مع الاغتيالات
وتفجير السيارات الملغومة والاشتباكات القاتلة بين أعضاء درع
ليبياومتظاهرين. وينشط حزب الله أيضا في منطقة درنة. ويُعتقد أن عناصر
القاعدة موجودة هناك منذ 2012.
المصدر: المغربية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق