د. ليلى إبراهيم:
التهاب المفاصل أحد الأمراض القليلة
التى زامنت تطور الإنسان على مر العصور وعرفها الحكماء عن قرب حتى إنه يمكن
رصدها بجلاء فى نماذج عديدة من المومياوات المصرية التى قاومت عوامل الزمن
القاهرة وبقيت إلى عصرنا هذا لتشهد على عصور مضت.
يعد التهاب المفاصل الروماتويدى صورة حديثة من صور التهاب المفاصل المتعددة التى عرفها الإنسان نتيجة التقدم فى العمر أو غزو المفصل بأحد الكائنات الدقيقة وتفشى العدوى فيه ثم منه فقد تم توصيف الروماتويد للمرة الأولى عام 1859 لوصف حالات التهاب المفاصل الطرفية المزمنة وتمييزها عن حالات الإصابة بالحمى الروماتيزمية والنقرس.
يهاجم الروماتويد النساء بصورة تفوق الرجال إذ تصل لثلاثة أضعاف خاصة فى سن الشباب بين الخامسة والعشرين والأربعين، ويظل أحد الألغاز الطبية التى يحار فيها العلم فلا يعرف لها سبب، وإن كانت هناك شواهد تربط بين حدوثه وخلل فى جهاز المناعة. أمراض المناعة الذاتية تلك التى يهاجم فيها جهاز المناعة بكل وسائله المتاحة خلايا الجسم وأنسجته فيغدو الجسم ضحية لنيران صديقة.
التهاب المفاصل الروماتويدى أحد الأمراض المزمنة التى تلازم الإنسان مدى الحياة متى تمكنت منه بدرجات مختلفة من الإعاقة التى تبدأ بالمفاصل الصغيرة بصورة متماثلة فيصيب المفاصل الصغيرة لليدين والرسغين ومفصلى الكاحل والركبتين.
لا تسلم منه بقية فقرات الرقبة والكفين والكوعين وربما مفصلى الحوض فى الحالات الشديدة إصابة اليدين والرسغين ينتج عنها تشوهات تعد علامة مميزة للإصابة بالروماتويد نتيجة إصابة الأوتار التى تحرك العضلات وتقطعها. كذلك تورم المفاصل خلال المراحل الحادة من المرض، الأمر الذى يقعد المريض عن الحركة ويتسبب فى آلام مبرحة.
مازال السبب الحقيقى وراء ذلك التفاعل الالتهابى للمفاصل يحير الأطباء، ويقف عائقا فى سبيل علاجه بصورة قاطعة، وإن كانت هناك شواهد قوية تشير إلى أنه أحد أمراض المناعة الذاتية التى تدفع الجهاز المناعى فى جسم الإنسان لمهاجمة المفاصل بطريق الخطأ مسببة التهابها وتدميرها.
لا يقف الأمر عند هذا الحد إنما يتعداه لما هو أخطر إذا ما أصاب طفلا دون الخامسة فيما يسمى مرض ستل STill.s Disease إذ تتعدى الإصابة المفاصل لتصيب العين والقلب والرئة والشرايين، الأمر الذى يتكرر فى الكبار أيضا بصور مختلفة ومتفاوتة.
ــــ تتفاوت أعراض المرض نتيجة لتعرض المريض لنوبات يبدو فيها الألم قاسيا صعب احتماله فى المفاصل الصغيرة، مثل المرافق، الرسغين، الأصابع، الركبتين وربما الكتفين. يبدو الألم فى عنفوانه فى الصباح عند الاستيقاظ من النوم، الأمر الذى قد يستغرق أكثر من الساعة ليهدأ، وتبدأ المفاصل المتيبسة فى الحركة برفق. قد يشعر المريض أيضا بالخمول وفتور الهمة والإعياء وربما فقدان الشهية. وقد يزيد الأمر تعقيدا أحاسيس جفاف العين وربما الألم.
يصيب المرض النساء فى مقتبل حياتهن بين الخامسة والعشرين إلى الأربعين فى نسبة تبلغ أكثر من ثلاثة أضعاف الإصابة لدى الرجال.
ـــــ لا تقف أعراض المرض عند هذا الحد إنما فى حالات عدة تبدأ التداعيات فى إصابة أعضاء أخرى مهمة مثل الطحال الذى يتضخم، وتبدأ وظائفه فى الانهيار، حيث تتكسر كرات الدم وتبدأ صورة الأنيميا فى الظهور إلى جانب نقص كرات الدم البيضاء، وتحلل الصفائح الدموية ونقص كمية الهيموجلوبين. وفقا لدرجة الأنيميا تتعدد الأعراض مثل التعب لأقل مجهود يبذل وصعوبات التنفس والإحساس الدائم بالإعياء.
أما نقص كرات الدم البيضاء فيمهد لإصابة المريض بعدوى أى ميكروب حتى الضعيف منه إلى جانب تعرضه للإصابة بنزيف تحت الجلد يبدو فى صورة بقع داكنة فى أماكن متعددة.
ـــــ يصاحب أعراض المرض التهاب الشرايين وإذا وصل للرئتين تسبب فى تليفها بصورة تدريجية تسبب الكثير من أعراض صعوبة التنفس الذى يمكن أيضا أن يحدث نتيجة الارتشاح فى الغشاء البلورى الحامى للرئتين، الأمر الذى يتفاقم كلما ازدادت كمية السوائل الناتجة داخل الغشاء التى يضطر الأطباء لسحبها باستخدام إبرة قد تكون مؤلمة فى أحوال كثيرة وقد تتسرب من خلالها أحيانا العدوى إلى الرئة.
1 ـ صورة الدم الكاملة مع قياس سرعة الترسيب ونوع خاص من البروتين C Reactive Protein.
2 ـ وظائف للكلى والكبد وتحليل كامل للبول.
3 ـ صورة أشعة لأى مفصل مصاب.
وهى وسائل للتشخيص والمتابعة تجرى دائما وبانتظام خاصة مع بداية العلاج وتناول الأدوية التى غالبا ما تزيد على أكثر من دواء.
• أما الغذاء فيجب أن يأتى متنوعا غنيا بالمعادن والفيتامينات ومضادات الأكسدة من مصادرها الطازجة كالفواكه والخصراوات إلى جانب الأسماك الغنية بالأحماض الدهنية المفيدة فإن لم يكن الحصول عليها باستمرار فيتم التعويض عنها بكبسولات الأوميجا 3. أما الدهون الحيوانية فيجب أن يراعى الإقلال منها والاعتدال فى البروتينات والسكريات.
• علاج الروماتويد يتم وفقا لأحوال المريض فحينما يعانى المريض من حدة التهاب المفاصل وآلامها يكون الهدف علاج الالتهاب وتخفيف حدة الألم باستخدام مضادات الالتهاب والأدوية المسكنة فى كل صورها «أقراص، حقن، ومنها ما يمكن استخدامه مباشرة فى المفصل نفسه».
يمكن أيضا استخدام الكورتيزون فى جرعات محسوبة.
هناك أيضا ما يسمى بالأدوية البيولوجية، وهى مستحضرات حديثة للغاية تستخدم عن طريق الحقن تحت الجلد، لكنها باهظة الثمن إلى درجة تجعل من المستحيل استخدامها بصورة يسهل الحصول عليها للأفراد.
علاج الروماتويد وإن اعتمد على الأدوية بأنواعها المختلفة إلا أنه يكتمل بالتعايش معه والانتباه لكل ما يمكن أن يستثير نوبات الالتهاب والألم التى معها تتوقف مظاهر الحياة النشطة وتقعد المريض.
الحفاظ على وزن مناسب ثابت والاهتمام بغذاء متنوع صحى والحرص على تناول الأدوية فى مواعيدها والإسراع بعلاج أى عارض صحى قد يزيد الأمر تعقيدا ومراجعة الطبيب بانتظام وإجراء التحاليل الواجبة خاصة صورة الدم الكاملة لتصحيح حالات الأنيميا قبل أن تتداعى لها حالة المريض بصورة يصعب علاجها.
يعد التهاب المفاصل الروماتويدى صورة حديثة من صور التهاب المفاصل المتعددة التى عرفها الإنسان نتيجة التقدم فى العمر أو غزو المفصل بأحد الكائنات الدقيقة وتفشى العدوى فيه ثم منه فقد تم توصيف الروماتويد للمرة الأولى عام 1859 لوصف حالات التهاب المفاصل الطرفية المزمنة وتمييزها عن حالات الإصابة بالحمى الروماتيزمية والنقرس.
يهاجم الروماتويد النساء بصورة تفوق الرجال إذ تصل لثلاثة أضعاف خاصة فى سن الشباب بين الخامسة والعشرين والأربعين، ويظل أحد الألغاز الطبية التى يحار فيها العلم فلا يعرف لها سبب، وإن كانت هناك شواهد تربط بين حدوثه وخلل فى جهاز المناعة. أمراض المناعة الذاتية تلك التى يهاجم فيها جهاز المناعة بكل وسائله المتاحة خلايا الجسم وأنسجته فيغدو الجسم ضحية لنيران صديقة.
التهاب المفاصل الروماتويدى أحد الأمراض المزمنة التى تلازم الإنسان مدى الحياة متى تمكنت منه بدرجات مختلفة من الإعاقة التى تبدأ بالمفاصل الصغيرة بصورة متماثلة فيصيب المفاصل الصغيرة لليدين والرسغين ومفصلى الكاحل والركبتين.
لا تسلم منه بقية فقرات الرقبة والكفين والكوعين وربما مفصلى الحوض فى الحالات الشديدة إصابة اليدين والرسغين ينتج عنها تشوهات تعد علامة مميزة للإصابة بالروماتويد نتيجة إصابة الأوتار التى تحرك العضلات وتقطعها. كذلك تورم المفاصل خلال المراحل الحادة من المرض، الأمر الذى يقعد المريض عن الحركة ويتسبب فى آلام مبرحة.
مازال السبب الحقيقى وراء ذلك التفاعل الالتهابى للمفاصل يحير الأطباء، ويقف عائقا فى سبيل علاجه بصورة قاطعة، وإن كانت هناك شواهد قوية تشير إلى أنه أحد أمراض المناعة الذاتية التى تدفع الجهاز المناعى فى جسم الإنسان لمهاجمة المفاصل بطريق الخطأ مسببة التهابها وتدميرها.
لا يقف الأمر عند هذا الحد إنما يتعداه لما هو أخطر إذا ما أصاب طفلا دون الخامسة فيما يسمى مرض ستل STill.s Disease إذ تتعدى الإصابة المفاصل لتصيب العين والقلب والرئة والشرايين، الأمر الذى يتكرر فى الكبار أيضا بصور مختلفة ومتفاوتة.
أعراض الروماتويد
لا يمكن على الإطلاق التنبؤ بتطور حالة الإصابة بالروماتويد فكل حالة
لها ملابساتها الخاصة وإن كان التشخيص السليم المبكر قد يحول دون تفاقم
الحالة ويضمن للمريض بعضا من الوفاق بينه وبين المرض يتيح له حياة نشطة
بعيدا عن الإعاقة التى قد تبدو قاسية فى حالات للأسف كثيرة.ــــ تتفاوت أعراض المرض نتيجة لتعرض المريض لنوبات يبدو فيها الألم قاسيا صعب احتماله فى المفاصل الصغيرة، مثل المرافق، الرسغين، الأصابع، الركبتين وربما الكتفين. يبدو الألم فى عنفوانه فى الصباح عند الاستيقاظ من النوم، الأمر الذى قد يستغرق أكثر من الساعة ليهدأ، وتبدأ المفاصل المتيبسة فى الحركة برفق. قد يشعر المريض أيضا بالخمول وفتور الهمة والإعياء وربما فقدان الشهية. وقد يزيد الأمر تعقيدا أحاسيس جفاف العين وربما الألم.
يصيب المرض النساء فى مقتبل حياتهن بين الخامسة والعشرين إلى الأربعين فى نسبة تبلغ أكثر من ثلاثة أضعاف الإصابة لدى الرجال.
ـــــ لا تقف أعراض المرض عند هذا الحد إنما فى حالات عدة تبدأ التداعيات فى إصابة أعضاء أخرى مهمة مثل الطحال الذى يتضخم، وتبدأ وظائفه فى الانهيار، حيث تتكسر كرات الدم وتبدأ صورة الأنيميا فى الظهور إلى جانب نقص كرات الدم البيضاء، وتحلل الصفائح الدموية ونقص كمية الهيموجلوبين. وفقا لدرجة الأنيميا تتعدد الأعراض مثل التعب لأقل مجهود يبذل وصعوبات التنفس والإحساس الدائم بالإعياء.
أما نقص كرات الدم البيضاء فيمهد لإصابة المريض بعدوى أى ميكروب حتى الضعيف منه إلى جانب تعرضه للإصابة بنزيف تحت الجلد يبدو فى صورة بقع داكنة فى أماكن متعددة.
ـــــ يصاحب أعراض المرض التهاب الشرايين وإذا وصل للرئتين تسبب فى تليفها بصورة تدريجية تسبب الكثير من أعراض صعوبة التنفس الذى يمكن أيضا أن يحدث نتيجة الارتشاح فى الغشاء البلورى الحامى للرئتين، الأمر الذى يتفاقم كلما ازدادت كمية السوائل الناتجة داخل الغشاء التى يضطر الأطباء لسحبها باستخدام إبرة قد تكون مؤلمة فى أحوال كثيرة وقد تتسرب من خلالها أحيانا العدوى إلى الرئة.
تشخيص التهاب المفاصل الروماتويدى
فى البداية اختلاط أعراض الروماتويد بالكثير من أعراض أمراض المناعة
الذاتية مثل الحمى الروماتيزمية وربما الذئبة الحمراء والساركويد وغيرها من
الأمراض كالنقرس تضع الطبيب فى حيرة لا ينقذه منها إلا تطور المرض فى
اتجاه أعراض الروماتويد إلى جانب فحوصات مختلفة تشمل فحوصات الدم وصور
الأشعة المتكررة.1 ـ صورة الدم الكاملة مع قياس سرعة الترسيب ونوع خاص من البروتين C Reactive Protein.
2 ـ وظائف للكلى والكبد وتحليل كامل للبول.
3 ـ صورة أشعة لأى مفصل مصاب.
وهى وسائل للتشخيص والمتابعة تجرى دائما وبانتظام خاصة مع بداية العلاج وتناول الأدوية التى غالبا ما تزيد على أكثر من دواء.
الروماتويد والأمومة
نظرا لأن أغلبية مرضى الروماتويد من السيدات فإن السؤال الأول الذى
ينتظره الطبيب هو سؤال المريضة عن قدرتها على الإنجاب. من المدهش أن حالة
المرأة المصابة بالروماتويد تتحسن نسبيا مع الحمل إلا أن الأمر يعود إلى ما
عليه بعد الولادة، لكنها بلا شك بادرة حسنة تدعو للتفاؤل والرضا.
علاج الروماتويد فى التعايش معه
• التشخيص المبكر والالتزام بتناول الأدوية ومحاولة المحافظة على ليونة
العضلات، هى مفاتيح العلاج أو على أقل تقدير فيها الأمل فى التعايش مع
المرض بصورة تضمن حياة نشطة ينسحب عنها ظل الإعاقة لذا ينصح المريض دائما
بأداء بعض من التمارين الخاصة التى يمكن فيها تفادى الألم إلى جانب السباحة
التى تعد أفضل أنواع الرياضة لمرضى الروماتويد لانعدام تأثير الجاذبية على
الجسم العائم فى المياه.• أما الغذاء فيجب أن يأتى متنوعا غنيا بالمعادن والفيتامينات ومضادات الأكسدة من مصادرها الطازجة كالفواكه والخصراوات إلى جانب الأسماك الغنية بالأحماض الدهنية المفيدة فإن لم يكن الحصول عليها باستمرار فيتم التعويض عنها بكبسولات الأوميجا 3. أما الدهون الحيوانية فيجب أن يراعى الإقلال منها والاعتدال فى البروتينات والسكريات.
• علاج الروماتويد يتم وفقا لأحوال المريض فحينما يعانى المريض من حدة التهاب المفاصل وآلامها يكون الهدف علاج الالتهاب وتخفيف حدة الألم باستخدام مضادات الالتهاب والأدوية المسكنة فى كل صورها «أقراص، حقن، ومنها ما يمكن استخدامه مباشرة فى المفصل نفسه».
يمكن أيضا استخدام الكورتيزون فى جرعات محسوبة.
هناك أيضا ما يسمى بالأدوية البيولوجية، وهى مستحضرات حديثة للغاية تستخدم عن طريق الحقن تحت الجلد، لكنها باهظة الثمن إلى درجة تجعل من المستحيل استخدامها بصورة يسهل الحصول عليها للأفراد.
علاج الروماتويد وإن اعتمد على الأدوية بأنواعها المختلفة إلا أنه يكتمل بالتعايش معه والانتباه لكل ما يمكن أن يستثير نوبات الالتهاب والألم التى معها تتوقف مظاهر الحياة النشطة وتقعد المريض.
الحفاظ على وزن مناسب ثابت والاهتمام بغذاء متنوع صحى والحرص على تناول الأدوية فى مواعيدها والإسراع بعلاج أى عارض صحى قد يزيد الأمر تعقيدا ومراجعة الطبيب بانتظام وإجراء التحاليل الواجبة خاصة صورة الدم الكاملة لتصحيح حالات الأنيميا قبل أن تتداعى لها حالة المريض بصورة يصعب علاجها.
الشروق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق