قال رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، الاثنين، إن بلاده تتعرض لمؤامرة داخلية وخارجية، وذلك بعد أن امتدت الاحتجاجات المناهضة لحكومته إلى مناطق جديدة، حيث نزل عشرات الآلاف إلى الشوارع في أزمير وأضنة ثالث ورابع كبرى المدن التركية.
وفي وقت تواصلت المظاهرات لليوم الرابع على التوالي في إسطنبول والعاصمة أنقرة، عقد أردوغان مؤتمرا صحفيا تحدث فيه عن زيارته المقررة إلى تونس والجزائر والمغرب دون أن يتطرق إلى الاحتجاجات، إلا أن أسئلة الصحفيين اضطرته إلى ذلك.واتهم حزب الشعب الجمهوري ومجموعات راديكالية بالإضافة إلى جهات خارجية لم يسمها باستغلال تحرك عفوي قام به عشرات الأشخاص لتنفيذ مؤامرة في بلاده عبر نشر الفوضى في الشارع، وطلب من الأتراك الهدوء ودعاهم أن لا "يقعوا في هذا الفخ".
وقال رئيس الوزراء إن الانتخابات العامة ستجرى بعد عام وستكشف إن كان حزب العدالة والتنمية "من الطغاة والديكتاتوريين"، معربا عن ثقته في أن الشعب التركي سيقول كلمته العادلة في هذه الأحداث.
وعدّد عددا من الحدائق في ميدان تقسيم والمناطق المحيطة التي تحولت إلى فنادق في عهد حكومات سابقة دون أن يثير ذلك أي احتجاج، مشيرا إلى أن المشروع الحالي لتوسيع طريق للمشاه تم إقراره منذ عامين ولم يعترض عليه أحد.
واستشهد أردوغان بتحسن معدلات الأداء الاقتصادي في تركيا سببا لشعور البعض بالاستياء وبأنه لا يجب على تركيا أن تحرز تقدما.
توسع دائرة الاحتجاجات
وكانت تصريحات سابقة لأردوغان قلل فيها من شأن حركة الاحتجاج متهما المحتجين بانهم "حفنة من الرعاع" ومتحديا معارضيه بانهم إذا جمعوا 100 ألف متظاهر ضده فسيجمع هو مليون متظاهر مؤيد له، وسع دائرة الاحتجاجات والغضب الشعبي.
واجتذبت الاحتجاجات التي بدأتها الجمعة الماضي مجموعة صغيرة من الناشطين المدافعين عن البيئة الأحزاب المعارضة ومجموعة واسعة من الناس من جميع الفئات العمرية وشتى الأطياف السياسية والاجتماعية، لاسيما بعد سقوط عشرات الجرحى جراء قمع الشرطة للمتظاهرين.
إلا أن احتجاجات الأحد لم تكن عنيفة بالقدر الذي شهده اليومان السابقان، ولكن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات الأشخاص في ميدان كيزيلاي الرئيسي بأنقرة، كما اندلعت اشتباكات مماثلة في أزمير وأضنة ثالث ورابع كبرى المدن التركية.
وغلبت الأجواء الاحتفالية على المتظاهرين وهتف البعض بشعارات تنادي باستقالة أردوغان، بينما قام آخرون بالغناء والرقص. وعلى الرغم من أنه لم يسجل انتشار واضح للشرطة، إلا أن اشتباكات وقعت لاحقا بين الشرطة والمحتجين قرب مكتب أردوغان في قصر عثماني سابق بالمدينة.
وقال مسؤولون إنه كان هناك أكثر من 200 مظاهرة منفصلة في أنحاء البلاد في الأيام الماضية تخللتها مواجهات عنيفة مع الشرطة ما أسفر عن إصابة أكثر من 1000 شخص بجروح في إسطنبول حيث واصل المتظاهرون احتلال ميدان تقسيم.
يشار إلى أن الاحتجاجات اندلعت الجمعة عندما تم قطع أشجار في متنزه بميدان تقسيم في إطار خطط حكومية رامية إلى تطوير المنطقة، ولكنها اتسعت لتتحول إلى تحد واسع لحزب العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية.
ونددت المنظمات الحقوقية التركية والأجنبية بقمع الشرطة للمتظاهرين فيما دعت دول حليفة لتركيا مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا الحكومة التركية إلى ضبط النفس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق