هجوم #بنغازي يبرز المخاطر المحدقة بالإعلام

مغاربية- انفجار كبير دمر بالكامل مركزا للشرطة في حي الحدائق ببنغازي الأربعاء 19 يونيو، وقبل أربعة أيام وفي نفس الحي، تعرضت أول محطة تلفزيونية ليبية مستقلة لهجوم بقنبلة، وأعلنت قناة ليبيا الحرة أنها قررت نقل مقرها من منطقة الحدائق اعتبارا من يوم 15 يونيو، وذلك "نظرا لاستهداف القناة بهجوم إرهابي، والذي سبب أضرارا مادية ومعنوية للعاملين والجيران، وحفاظا على الأرواح وتحسبا لأي طارئ إرهابي جديد" على حد تعبير القناة، التي أضافت "حفظ الله ليبيا بلدا حرا وحفظ قناة ليبيا الحرة".
طارق العيساوي، مذيع بالتلفزيون، سمع "ذويا هائلا" لما كان على الهواء، وقال العيساوي "خرجنا فوجدنا الزميل محمد العقوري قد أصيب على إثر إلقاء قنبلة يدوية على واجهة القناة". الهجوم كان هو الثالث على الأقل في سنتين الذي يستهدف المحطة، التي تُعتبر بأنها قناة الثورة. وفي أكتوبر، خرب المتظاهرون مقر المحطة. وكان قد أسسها محمد نبوس الذي قُتل خلال الثورة المناهضة للقذافي. وقد استنكر وزير الثقافة الحبيب الأمين هذا الاعتداء الأخير واعتبره اعتداء على حرية التعبير. وقال "مؤسسات الإعلام لا يمكن أن تعمل تحت التخويف والتخوين، نحن لن نسكت على الاعتداء عليها". وأضاف الأمين "ماذا يريدون من هذا العمل؟ هل هذه ليبيا التي كنا نطمح إليها ونريدها بعد الثورة؟ الاختلاف مطلوب ولكن نريد الحوار والخطاب المتزن والحقيقة". ودعا الوزير كافة الأطراف إلى الحفاظ على ليبيا ومؤسساتها، محذرا أن المواطن الليبي هو من سيدفع الثمن.
الهجوم على المحطة التلفزيونية أثار كذلك غضب الإعلاميين، واعتبر أستاذ الإعلام بجامعة طرابلس خالد غلام أن الهجوم "هو دليل آخر فقط على انتهاك حرية الإعلام". فيما طالب مراسل قناة العربية في ليبيا محمود الفرجاني "الجميع أن يُبعد الإعلام عن الصراع السياسي".
بدوره تحسر صابر الفيتوري رئيس تحرير الميدان، على الأزمة التي تواجه وسائل الإعلام الليبية. وقال الفيتوري "بعد أربعة عقود من الدكتاتورية يبدو أن السمة الغالبة على الليبيين هي عدم القبول بالاختلاف، وكأن الرأي المخالف أو الآخر لابد من مواجهته وبالقوة إذا لم يرق". ويرى أحمد عبد اللطيف الطالب بكلية العلوم السياسية، أن المحطة التي تعرضت للهجوم "كسبت الناس وجمعتهم على شاشتها". وقال إن ليبيا الحرة كانت مستهدفة "لإسكات هذا الصوت".