وافق
المؤتمر الوطني الليبي العام الشهر الماضي على خطة لتدريب وتأهيل 30,000
من المواطنين الشباب في تخصصات مختلفة. وأكد المتحدث باسم المؤتمر الوطني
العام هذا القرار الذي صدر يوم 16 أبريل، مضيفا أن الهيئة التشريعية تعمل
في الوقت الحاضر على تخصيص موازنة منفصلة لهذا المشروع.
وبالإضافة إلى الخطوات التي تم إقرارها في خطة الحكومة، ينص البرنامج على
بعث 18,000 من الشباب إلى الخارج بمعدل 5000 فرد كل عام لتلقي التعليم في
مختلف التخصصات ضمن هذا المشروع الوطني الطموح.
من جهته قال رئيس الوزراء المؤقت علي زيدان في المؤتمر الصحفي
الذي عقده يوم 17 أبريل إن قضية استيعاب الثوار ودعمهم تعتبر من أولويات
الحكومة. وقال إن الدعم سيتم من خلال التعليم والتأهيل
الذي يحقق لهم مستقبلا أكثر إشراقا، مضيفا "إذا لم نستوعب الشباب سنكون
خاسرين على جميع المستويات". بدوره أوضح رئيس هيئة شؤون
المحاربين مصطفى الساقزلي أنه تم إعداد مقاربة مكونة من ثلاثة محاور ليتم
تأهيل الشباب وتوفير فرص عمل لهم.
يتركز المحور الأول علي التعليم بشقيه العالي والمهني. وستقوم
وزارة العمل وإعادة التأهيل بإدارة هذا البرنامج. وأوضح الساقزلي أن أنه لا
يزال هناك شباب لا يعرف الكتابة والقراءة. يركز المجال
الثاني على التمكين الاقتصادي من خلال إنشاء مشاريع ذات الحجم الصغير
والمتوسط بالتعاون مع وزارة الاقتصاد حيث أن هناك 42% من الشباب يسعون إلى
هذه الفرص. ويتعلق المجال الثالث بالقطاع الأمني والعسكري
لكل من يرغب من الثوار السابقين في الانضمام إلى هاتين المؤسستين ومن
تنطبق عليه الشروط والمعايير. وأكد الساقزلي أن الهيئة
تقوم على تنفيذ عدد من برامج التأهيل والتدريب، حيث قامت بإيفاد 100 قائد
ميداني من الثوار إلى جمهورية كوسوفو للاطلاع على تجربتها في بناء مؤسساتها
الأمنية والعسكرية وعلى طرق الإدماج وبناء مؤسسات الدولة. وهناك مشروع أخر
لتدريب 300 من الشباب الثوار في كلية دبي للإدارة الحكومية، علما أنه تم
إرسال 60 منهم كخطوة أولى.
من جانبه أوضح وزير الداخلية عاشور شوايل أن عملية دمج الثوار
السابقين في أجهزة وزارة الداخلية تسير بوتيرة سريعة. وقد تم دمج الثوار
بالكامل في بعض المدن منها المدن الشرقية مثل مدينة القبة والبيضاء وشحات
والمرج وأجدابيا. ووفقا للوزارة فقد تجاوز عدد الثوار الذين قدموا ملفاتهم 50,000 فرد.
وكشف رئيس الوزراء علي زيدان أن الحكومة الليبية بصدد إنشاء جهاز للحرس
الوطني لدعم الجيش والشرطة. ويتكون الحرس الوطني من الثوار الذين سينظمون
إليه فرادى ويتبع وزارة الدفاع ورئاسة الأركان العامة للجيش الليبي.
وأوضح زيدان أن هذا الجهاز لا يمثل أي فكر سياسي أو أيدلوجي أو ديني وسيتم
تأسيسه لاستيعاب جميع الثوار الذين حملوا السلاح خلال حرب تحرير ليبيا
ويرغبون في التحول من الحياة المدنية إلى الحياة العسكرية.
وقال رئيس الحكومة "سيكون هذا الجهاز مفتوحا للجميع شريطة الانضمام إليه
بشكل فردي بعد إجراء كافة الفحوصات الطبية". وأوضح أن من مهام الحرس الوطني
حماية الغابات والطرق والمنشآت النفطية والمشاريع الخدمية الموجودة في
الصحراء والمرافق الحيوية الواقعة خارج المدن. وقال سالم
الهادي الموظف بهيئة المحاربين بالعاصمة طرابلس إنه لم يتم تحديد أي تاريخ
حتى الآن لإرسال المحاربين إلى الخارج. وقال أيضا "نقوم حاليا بالنظر في
برامج الدراسة في الخارج والأولوية ستكون للجرحى والمبتورين. وسيتم ضم أربع
كتائب بالنسبة المتقدمين من العاصمة". وأوضح أن الالتحاق
ببرامج الهيئة يتم بعد المقابلة الشخصية. وسيتم تنظيم دورة تدريبية لمدة 4
أيام في شكل محاضرات يومية دينية وسياسية بالإضافة الى تحديد مستوى إجادة
اللغة الانجليزية. وبالنسبة لأولئك الذين يرغبون في الدراسة في الخارج فإن الأولوية ستكون للمقاتلين الذين خدموا في الجبهة خلال حرب تحرير ليبيا. وأضاف قائلا "نحن الآن على العتبة المؤدية إلى بناء الدولة".
المصدر: مغاربية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق