تحدث
دبلوماسي امريكي سابق في ليبيا عن الهجوم الذي استهدف القنصلية الأمريكية
في بنغازي العام الماضي وأسفر عن مقتل السفير الأمريكي وقال لأعضاء في
الكونغرس إنه كان من الممكن بذل جهد أكبر لمنع الهجوم.
وأبدى الدبلوماسي جريجوري هيكس الذي كان ثاني أكبر مسؤول في
السفارة الأمريكية في ليبيا في ذلك الوقت إحباطه خلال جلسة عقدها الكونغرس
امس الأربعاء وقال إنه لم يتم إرسال طائرة عسكرية امريكية أو قوات خاصة
لتقديم المساعدة في بنغازي.وقال هيكس عن أربعة من
أفراد العمليات الخاصة في العاصمة الليبية طرابلس كانوا يريدون التوجه
لبنغازي لكن طلب منهم ألا يفعلوا ذلك "كانوا غاضبين أشد الغضب."
وهيكس أول مسؤول أمريكي يدلي بشهادته في الواقعة من بين المسؤولين
الذين كانوا بليبيا وقت الهجوم. وسرد خلال جلسة الكونغرس تفاصيل سلسلة من
الاتصالات الهاتفية المكثفة مع واشنطن وبين طرابلس وبنغازي ليلة الهجوم في
11 سبتمبر أيلول 2012.وانقطع اتصال من السفير الأمريكي كريستوفر ستيفنز بعد أن قال "جريج.. نحن نتعرض لهجوم."
وقتل ستيفنز وثلاثة امريكيين آخرين في هجوم بنغازي الذي يعتقد أن
إسلاميين مرتبطين بتنظيم القاعدة نفذوه في البعثة الدبلوماسية الأمريكية
التي لم تكن محاطة بالقدر الكافي من الحماية وفي مجمع أكثر تحصينا تابع
لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية.ومنحت شهادة
هيكس وكذلك اثنين من المسؤولين الآخرين أعضاء الحزب الجمهوري مزيدا من
الدوافع لمهاجمة إدارة الرئيس الامريكي باراك أوباما بسبب الثغرات الأمنية
في بنغازي وتضارب التصريحات حول ما حدث هناك.
وظل هجوم بنغازي شبحا يلاحق أوباما بينما كان يشن حملته
الانتخابية واتهمه الجمهوريون بالضعف في الشؤون الخارجية. لكن بعد انتقادات
دامت شهورا لم تظهر مؤشرات على أن تلك الواقعة تمثل تهديدا خطيرا لسجله أو
لنسب تأييده في استطلاعات الرأي.وخلال جلسة
الكونغرس تحدث هيكس أمام لجنة الإشراف التابعة لمجلس النواب. وامتزجت
كلماته بالمشاعر واغرورقت عيناه بالدموع وتحشرج صوته وحاول أن يستجمع قواه
باحتساء رشفات من الماء بينما كان يسرد تفاصيل تلك الليلة لحظة بلحظة.علم هيكس بمقتل ستيفنز الساعة الثالثة صباحا خلال مكالمة من رئيس الوزراء الليبي.
وقال "أعتقد أنها أسوأ مكالمة تلقيتها في حياتي على الإطلاق."وقال
هيكس إنه لو كان قد تم إرسال طائرة عسكرية أمريكية إلى بنغازي عندما بدأ
الهجوم على المنشآت الدبلوماسية لربما ردع ذلك المهاجمين.
وسئل عن رده عندما علم أنه لن يتم إرسال موارد إضافية إلى بنغازي
للمساعدة فأجاب قائلا "كان ردي هو.. حسنا.. سوف نتصرف نحن. علينا ان نحاول
التصرف مع الموقف بالموارد المتاحة."واتهم الديمقراطيون الجمهوريين خلال الجلسة بتسييس الهجمات وتوجيه اتهامات كاذبة لأعضاء إدارة أوباما.وقال
اليجا كامينجز وهو أرفع عضو ديمقراطي في اللجنة "ما رأيناه على مدى
الاسبوعين الماضيين هو حملة إعلامية شاملة لا تهدف إلى تحري حقيقة ما حدث
بطريقة مسؤولة ومحايدة بل توجيه... اتهامات بلا سند لتشويه صورة المسؤولين."ولكن
البعض أشار على سبيل المثال إلى أن تأكيد هيكس على أنه كان من الممكن
إرسال طائرة عسكرية من إيطاليا لتقديم المساعدة يتناقض مع شهادة قادة
عسكريين أمريكيين منهم الجنرال مارتن دمبسي قائد الأركان المشتركة.
وقال كامينجز "لم أر شيئا يجعلني أشكك في مدى صدق قادتنا العسكريين."وينفي
الجمهوريون أن تكون نيتهم هي الرغبة في التشكيك في مصداقية البيت الأبيض
أو وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون التي ينظر لها على أنها المرشحة
المرجحة للحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة عام 2016.
المصدر: باتريشا زنجرلي- رويترز
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق