وعقب اعلان المقريف استقالته، تولي نائبه جمعه عتيقه
مؤقتا رئاسة المؤتمر، بيد ان عتيقه نفسه يواجه احتمال العزل السياسي بسبب
علاقته السابقة مع جمعية حقوق الانسان التابعة لمؤسسة القذافي، التي كان
يديرها نجله الثاني سيف الاسلام القذافي المعتقل حاليا. وقال جمعه السائح
في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من العاصمة الليبية طرابلس، ان
«ليبيا قادري على ان تجد من يشغل المنصب باقتدار في أقرب وقت ممكن»، مشيرا
الي ان «عمليه اختيار خليفه المقريف لن تستغرق اكثر من اسبوعين علي اقصي
تقدير». وأضاف: «سنبدأ التحاور داخل المؤتمر الوطني اعتبارا من يوم الاحد
المقبل لبحث فتح باب الترشح»، مشددا علي ان «ليبيا لن تواجه اي مشكله او
معضله نتيجة لتخلي المقريف عن منصبه".
وكشف السائح النقاب عن وجود ثلاثة احتمالات يدرسها حاليا اعضاء
المؤتمر عقب استقالة المقريف، هي: «فتح باب الترشح لمنصب رئيس المؤتمر فقط،
او الرئيس ونائبيه، او الادارة بكاملها»، والاقرب كما قال السائح «هو
الادارة، اي رئاسة المؤتمر بالكامل، وفقا لاتجاه اغلب الاعضاء». ولفت
السائح الي ان «هناك ما وصفه بتجاذبات سياسية بين مختلف الاحزاب والتكتلات
السياسية داخل المؤتمر علي هويه المرشح الذي سيخلف المقريف في رئاسة
المؤتمر الوطني»، لكنه اكد في المقابل انه «لا بد من حدوث توافق وطني بين
الجميع لتجاوز هذه المرحلة الصعبة والحساسة»، علي حد تعبيره.
وقال اعضاء في المؤتمر الوطني لـ«الشرق الاوسط» ان عشره اعضاء في
المؤتمر قد يتنافسون علي رئاسته، ابرزهم جمعه السائح، ونوري ابو سهمين،
مقرر المؤتمر، بالإضافة إلى موسي فرج ومحمد العماري عضوي المؤتمر. وعلى
الرغم من ان حزب العدالة والتنمية، الذارع السياسية لجماعة الإخوان
المسلمين، اعلن انه لن يتقدم رسميا بمرشح لخلافه المقريف، الا ان اعضاء
بالمؤتمر قالوا ان حزب الاخوان قد يدفع بأحد المحسوبين عليهم من الاعضاء
المستقلين لتولي هذا المنصب.
من جهة اخرى، اعلنت السلطات الليبية مقتل عنصرين من رجال الامن
اثر هجوم نفذته مجموعه مسلحة علي افراد الحراسة الامنية بجزيره «حي السلام»
بمدينه بنغازي شرق البلاد مساء اول من امس. ونقلت وكالة الأنباء المحلية
عن العقيد علي الشيخي، الناطق الرسمي باسم رئاسة الاركان العامة للجيش
الليبي قوله، ان «مجموعة مسلحة كانت تقود سيارة مسرعة قامت بإلقاء قنبلة
يدوية على افراد الحراسة التابعين للغرفة الامنية المشتركة، مما اسفر عن
استشهاد عنصرين واصابه عدد اخر منهم بجراح»، مشيرا الي ان «الاجهزة المعنية
شرعت بإجراء التحقيقات الاولية في هذا الاعتداء لكشف هذه المجموعة
وتقديمها للعدالة".
في غضون ذلك، أعلن الدكتور علي زيدان، رئيس الحكومة الانتقالية،
اجراء الحكومة لاتصالات عاجله مع عدد من الدول، من بينها ايطاليا وفرنسا
وتركيا وتونس، لإرسال طائرات للمساعدة في اخماد الحريق الذي اندلع اول من
امس مجددا في مناطق الجبل الأخضر، مشيرا في مؤتمر صحافي عقده امس إلى ان
رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان خصص طائره الا انها لم تتحصل بعد علي
الاذن لعبور الاجواء اليونانية. وقال زيدان: «اذا كانت هذه النيران بفعل
فاعل، فذلك تحدٍ لنا كشعب وكدوله.. ينبغي للناس ان تنتبه الي ان ليبيا
تواجه تحديات. واذا كان غير متعمد، فهذا قدر الله ينبغي ان نتقبله ونحاول
تلافيه بما نستطيع». وكشف عن أن اجتماع الحكومة أمس تطرق أيضا إلى الوضع
الامني في الجنوب، حيث تم تكليف حاكم الجنوب السابق بمهمه أخرى داخل الجيش
الليبي ليحل محله حاكم عسكري جديد، وخصصت عهده ماليه لهذا الحاكم حتي يقوم
بمهامه وستسيل بأسرع وقت ممكن.
المصدر: الشرق الأوسط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق