تعد جمهورية الشيشان جزءاً من منطقة شمال القوقاز، التي تضم جمهوريات أخرى منها أوسيتيا الشمالية، وأنغوشيا وقبردينو - بلقاريا، وقد سادت النزاعات منطقة شمال القوقاز على مدى عقدين متتاليين، مما أدى إلى مقتل عشرات آلاف الشيشانيين ورحيل مئات الآلاف من البلاد، إذ بدأ الثوار الشيشان بمحاربة الروس للمطالبة باستقلال جمهورية الشيشان عن موسكو في تسعينات القرن العشرين، لكن تغيرت أهداف القتال في الآونة الأخيرة لفرض حكم إسلامي في المنطقة.
وقد خفت وطأة الهجمات المتبادلة بين الطرفين بعد محاصرة القوات الروسية للعاصمة الشيشانية، غروزني، عام 2000، ومقتل زعيم الميلشيات الاسلامية شامل باساييف في يوليو/تموز عام 2006، في جمهورية أنغوشيا المجاورة.
ويبلغ عدد سكان جمهورية الشيشان مليون نسمة، مع أغلبية مسلمة سنية، ويتميز سكانها عن روسيا بطباع لغوية وتراثية مغايرة للطباع الروسية الأرثوذكسية، ويطغى الفقر والبطالة على المناطق الواقعة جنوب غرب القوقاز، بالمقارنة مع معظم المناطق الروسية الأخرى، بالإضافة إلى بنية تحتية ضعيفة ونسب عالية لموت الأطفال الرضع.
وقد عرفت الجماعات الاسلامية الشيشانية المنفصلة بعدة عمليات في روسيا وشمال القوقاز، لكن لم يسبق وأن بادرت هذه الجماعات بشن هجوم على الولايات المتحدة الأمريكية، ومن الهجمات التي نفذتها الميليشات الشيشانية، احتجاز 700 رهينة في أحد مسارح العاصمة الروسية موسكو عام 2002، ومحاصرة رهائن في مدرسة بيسان في أوسيتيا الشمالية، بالإضافة إلى إسقاط طائرتين روسيتين عام 2004، بالإضافة إلى التفجيرات المميتة في محطة قطارات الأنفاق الرئيسية في موسكو في مارس/آذار عام 2010.
وفي حالة الشابين المشتبه بتورطهما في تنفيذ انفجاري بوسطن، الاثنين، فإن آراء الأقرباء والعائلة تعارضت مع أقوال المسؤولين، إذ أصر عم الشابين، بأن ما قاما به لا يمت بصلة للدين أو الإسلام، بينما أشار "مركز العلاقات الخارجية" للأبحاث إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد مراراً على أن المقاتلين الشيشان "حاربوا جنباً إلى جنب مع إرهابيين عالميين ومع مؤيدين لرئيس تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن،" في خطوة رأى الخبراء استعطافاً لوقوف روسيا ضد الشيشان وكسب التعاطف الدولي معها.
لكن المتحدث السابق باسم البيت الأبيض، بي جي كراولي، أشار في تغريدة له إلى "أن الأصل الشيشاني للشابين سيكشف عاجلاً أم آجلاً ارتباطهما بأحد التنظيمات، رغم تصريحات صادرة عن المسؤولين الشيشان بأن الشابين لم يكبرا في الشيشان، ولا علاقة لهما بالجمهورية، خاصة وأنهما يملكان جوازات سفر من قرغيستان حيث كبرا وانتقلا إلى الولايات المتحدة الأمريكية قبل عدة سنوات.
جاء هذا التصريح في الوقت الذي أشار فيه والد الشابين، أنزو تسارناييف، وعمتهما ماريت تسارنييف، إلى أنه تم الإيقاع بهما من قبل جهات معينة، لتحقيق أهداف معينة."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق