كتب
: كامل عبدالله - مقتل أبو يحيى الليبى، الرجل الثانى بعد أيمن الظواهرى
فى تنظيم القاعدة فى باكستان العام الماضى، بطائرة دون طيار كان رسالة
أمريكية إلى تنظيم القاعدة فى ليبيا، عندما تغلغلت فى مفاصل الدولة الليبية بعد القذافى، هذه الرسالة حسب محللين استدعت ردا.
وجاء مقتل السفير الأمريكى فى بنغازى منذ أشهر مع ثلاثة من موظفى السفارة الأمريكية ليزيد الأمور غموضا بين الطرفين، فإذا كانت واشنطن عاجزة عن إثبات صلة تنظيم القاعدة بليبيا بهذه العملية ردا على مقتل أبو يحيى، فإنها شنت هجوما حادا على التنظيمات المتشددة فى الشمال الإفريقى أثناء الحرب على مالى.
والرئيس الأمريكى باراك أوباما اعترف بأن أمريكا لها 100 جندى أمريكى يساعدون القوات الفرنسية والغربية فى الحرب على مالى، متهما مخازن جيش القذافى بأنها كانت كنز السلاح لهؤلاء المتشددين بعد سقوط النظام الليبى، ووصل الأمر إلى حد اعتراف وسائل الإعلام الغربية بأن من قاتل فى مالى هو تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب العربى، وفى القلب منه تنظيم القاعدة والجماعة الليبية المقاتلة، حكومة ليبيا وعلى لسان رئيسها على زيدان ردت على هذه المزاعم بأنها أغلقت الحدود بينها وبين جيرانها لمنع تدفق المقاتلين بعد معركة مالى.
من جانب آخر صرح مسئول عسكري ليبي لجريدة «قورينا الليبية» بأن أكثر من عشرين طائرة بدون طيار اخترقت المجال الجوى الليبى فى شرق البلاد بعد مقتل السفير الأمريكى، مطالبا الحكومة بمنع انتهاك السيادة الليبية حتى لو كانت من أصدقاء ساعدوهم فى التخلص من القذافى، أو بسبب وجود اتفاق مع هذه الدول الصديقة لحماية الحدود. هذا الاعتراف استدعى الرد من رئيس الحكومة على زيدان الذى نفى تدفق تنظيم القاعدة إلى بلاده بعد الحرب على مالى، وفى نفس الوقت نفى أن تكون طائرات أمريكية دون طيار تخترق الأجواء الليبية.
«الأهرام العربى» تفتح هذا الملف الشائك، وتكشف عن وجود 14 قائدا كبيرا من تنظيم القاعدة فى ليبيا، بعضهم أصبح فى مواقع مهمة بالدولة الليبية الجديدة، وهى بدورها مرتبطة بسياسات الحلفاء الذين ساعدوها فى التخلص من القذافى، وعلى رأس هؤلاء الحلفاء الولايات المتحدة الأمريكية والتى تواصل حربها على تنظيم القاعدة بطائرات بدون طيار فى أفغانستان وباكستان واليمن، فهل يمكن أن تستهدف رجال التنظيم فى ليبيا وهم متغلغلون فى مفاصل الدولة، بعد نهاية الحرب على مالى ووجود قواعد لها فى النيجر؟ وماذا سيكون موقف الحكومة الليبية؟
زاد أخيرا في ليبيا نفوذ الإسلاميين المتشددين الذين كانوا ينتمون إلى الجماعة الليبية المقاتلة ومنهم من كان يقاتل ضمن صفوف القاعدة في أفغانستان وغيرها، حيث وصلوا وتحكموا في أهم أدوات وأجهزة الدولة الليبية بعد سقوط نظام القذافي وخصوصا الأجهزة الأمنية، المتمثلة في وزارة الداخلية واللجنة الأمنية العليا والمجالس العسكرية للمدن ومجالس الشورى، وبسطوا سيطرتهم على المنافذ والمطارات والوزارات والمباني المهمة في ليبيا، كما أن لهم من يمثلهم داخل أروقة المؤتمر الوطني العام.
وعلى الرغم من أن حكام ليبيا الجدد يواجهون صعوبات كبيرة في فرض سلطتهم على عدد كبير من الميليشيات المسلحة التي شاركت في الإطاحة بالقذافي في 2011 والتي لم تتخل عن حمل السلاح إلى الآن برغم مرور أكثر من عام على سقوط نظام معمر القذافي. فإنهم ـ قادة ليبيا الجدد ـ يعتمدون على هؤلاء في بسط الأمن وسيطرة الدولة. وتتكون غالبية هذه الجماعات من تيارات متباينة يغلب عليها التيار الديني المتشدد، ويحظون في ليبيا الجديدة بدور مهم ورئيسي في الحكم القائم، كما أن غالبية هؤلاء أصبح الآن في مواقع قيادية وأمنية حساسة في ليبيا الجديدة. ويشرف هؤلاء أيضا على السجون التي يعتقل فيها رموز النظام السابق، وخصوصا من يتم ترحيلهم من الدول التي تسلمهم إلى ليبيا. حيث يتم اعتقالهم في سجن الهضبة (الكلية) بطرابلس، وهم من يقوم بالتحقيق والاعتقال وجميع الإجراءات الأمنية، وهؤلاء نسبت إليهم أخيرا تهم تتعلق بانتهكات حقوقية خطيرة ووصفتها منظمات ليبية حقوقية بأنهم غير مؤهلين للعمل الأمني خاصة المعتقلات.. «الأهرام العربي» تنشر تقريرا مهما عن هؤلاء القياديين.
1 - مفتاح الدوادي –من صبراته - ليبيا – وكيل وزارة رعاية الشهداء والجرحى والمفقودين. ورئيس المجلس العسكري لصبراتة - كان سجينا سياسيا في سجن أبو سليم قضيته أمير معسكر الأنصار في أفغانستان وهو مؤسس هذا المعسكر وهو أمير هذه الجماعة ويمتد تنظيمه لتنظيم المدعو عوض محمد الزواوي والذي مات في سجن أبو سليم من سنة 1996 – ثم هرب الدوادي لأفغانستان، حيث أسس معسكر الأنصار هذا بتوجيهات بن لادن، شهرة الدوادي بين أفراد تنظيمه في أفغانستان هو أبو عبد الغفار.
2 - صلاح البركي- واسمه الحقيقي صالح عمران البركي والآن هو رئيس المجلس العسكري لمنطقة أبو سليم وضواحيها –من مدينة طرابلس وهو الآمر الفعلي لأغلب كتائب – ميليشيات –طرابلس حتى المدعو غنيوة الككلى، يتلقى التوجيهات من صلاح البركي أحد أعضاء الجماعة الإسلامية المقاتلة، وكان سجينا في معتقل أبو سليم – وكان يتجول بفكره هذا من أيام أفغانستان ومعروف هناك باسم القعنبي - وله أخ قد مات في سجن أبو سليم سنة 1996 – اسمه عبد الحكيم البركي كان في أفغانستان هو أيضا وكنيته هناك أبو أيوب وتم اعتقاله حال عودته إلى ليبيا قادما من أفغانستان في سنة 1989.
3 - إسماعيل الصلابي وأخوه أسامة الصلابي من منطقة شرق ليبيا يقيمان في مدينة بنغازي وهما أمراء لأكبر الكتائب في المنطقة الشرقية واسم الكتائب – شهداء 17 فبراير – وسرايا راف الله السحاتي وأنصار الشريعة، بمنطقة الهواري في مدينة بنغازي ولهم محل أدوات منزلية في بنغازي.
4 - ناصر طيلمون عضو من أعضاء الحرس الوطني وأحد أبرز قادة سجن الهضبة وهو السجن الذي تسلم له كل رموز نظام معمر القذافي – كرئيس الوزراء السابق البغدادي المحمودي – ورئيس الاستخبارات الليبي عبد الله السنوسي- ورئيس الأمن الخارجي –أبو زيد دوردة –وآمر الجيش الليبي – الردع – اللواء مصباح العروسي وغيرهم ناصر طيلمون من منطقة سوق الجمعة من مدينة طرابلس كان سجينا في سجن أبو سليم – حكم عليه بالإعدام – ثم خرج في عفو المصالحة التي سعى فيه سيف ابن معمر القذافي – وهو من مجموعة تنظيم القاعدة الذي سلمته لليبيا دولة الأردن، عندما نزل بها هو ومجموعة ليبيين من أفغانستان إلى الأردن وسلم لليبيا، وكان سائق أسامة بن لادن في أفغانستان سجن بالهضبة هو أحد السجون التي تتبع الحرس الوطني والمدير الأعلى للحرس الوطني هو خالد الشريف - المذكور بالدسكة المرفقة – وسجن الهضبة هذا تحت سيطرة تنظيم القاعدة فأغلب قادة هذا السجن يتبعون هذا التنظيم – آمر السجن العقيد محمد قويدر وهذا الأخير كان سجينا في أبو سليم لمدة 12 سنة في قضية تنظيم عوض الزواوي الذي ذكرناه زعيم تنظيم الدوادي رقم ا.
5 - حسن الحمر – أسس جهاز الحماية الوطني وقد تم إلغاء هذا الجهاز بعد أن انتشرت أخباره بأنه جهاز جماعة التكفير والهجرة، واشتهر هذا الجهاز بذبح جميع من يصلون إليه من الجيش الليبي الذي كانوا يتبعون النظام السابق وهو من مدينة درنة المنطقة الشرقية وكان سجينا في أبو سليم لمدة 12 سنة.
6 - عبد الوهاب القائدي –هو من جنوب ليبيا ويقطن في مدينة طرابلس وكان في أفغانستان وقد كان الذراع اليمن لأسامة بن لادن وهذا الأخير هو أخو أبو يحيى الليبي نائب أسامة بن لادن وعبد الوهاب هو أمير الجماعات في ليبيا الآن، وقد رشحته الجماعة لأن يكون عضوا في المؤتمر الوطني وهو الآن عضو المؤتمر الوطني في ليبيا لكي يسهل كل العقبات السياسية لتنظيم القاعدة في ليبيا وخارجها. وذكر أن عبد الوهاب حسن قايد هو شقيق أبو بكر حسن قايد الملقب والمعروف بأبو يحيى، وهو الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، وأن عبد الوهاب قايد هو وكيل وزارة الداخلية، وآمر قوات حرس الحدود والمنشآت الحيوية والإستراتيجية الليبية.
7 - سفيان بن قمو أمير كتيبة أنصار الشريعة في درنة شرق ليبيا، والذي كان سائقا لأسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة السابق، وهو مطلوب دوليا.
8 - سالم البراني دربي وهو ناشط في تنظيم القاعدة، وقد تمت ملاحقته من طرف النظام الليبي السابق، وكان مختفيا في الجبال منذ عام 1996، والآن خرج ليقود كتيبة الشهداء في بنغازي، وأن هناك شريط فيديو يروي فيه البراني قصة ملاحقة النظام السابق له.
9 - محمد الدربوكي هو محمد سليمان الدربوكى مواليد 1971، خرج من بيته وهو فى العشرين من عمره، منضماً للجماعة الإسلامية المقاتلة فى ليبيا، لجأ للجبال مع باقى عناصر الجماعة بعد كشف مخططهم لاغتيال الزعيم الليبي معمر القذافى، ليدخلوا بعد ذلك فى مواجهات مباشرة مع أجهزة الأمن دامت سنين عدة، أسفرت فى النهاية على مقتل عدد كبير من عناصر الجماعة، ويبقى الدربوكى واثنان آخران فى الجبال تبحث عنهم أجهزة الأمن فى كل شبر قرابة ست سنوات، لتصل معهم فى نهاية الأمر إلى مفاوضات ليعودوا من جديد لحياة المدينة فى عام 2006. وخلال الثورة كان الدربوكي أحد القادة الميدانيين للثوار على الجبهة الشرقية.
10 - عبد الباسط عزوز هو من أشرس أعضاء تنظيم القاعدة، وأكثرهم دهاء وخداعا، وهو المستشار الأول لأيمن الظواهري، والقائد الميداني للتنظيم في ليبيا، وهو موجود في مدينة درنة ومسئول عن إدخال مجموعات مقاتلة من أفغانستان إلى ليبيا.
11- عبد الحكيم بلحاج هو عبد الحكيم الخويل دي بالحاج خريج الهندسة المدنية وبعد تخرجه مباشرة سافر إلى أفغانستان للجهاد عام 1988م مشاركا في الجهاد الأفغاني آنذاك وبقي هناك عدة أعوام التحق بـالجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة منذ بداية تأسيسها (أي من مؤسسيها) في بداية التسعينيات، ولكن بعد فتح كابل ترك أفغانستان وسافر إلى اثنتين وعشرين دولة من أبرزها أو بالأحرى أكثرها إقامة: أفغانستان، باكستان، تركيا، السودان. عاد إلى ليبيا عام 1994 وبدأ إعادة ترتيب الجماعة وتدريبها بالجبل الأخضر للتجهيز للجهاد ضد النظام، ولكن النظام استبق الجماعة بضرب مراكز التدريب عام 1995م وقتل أميرها عبد الرحمن حطاب واستطاع عبد الحكيم بلحاج مغادرة ليبيا والعودة إلى أفغانستان, اشتُهر عبد الحكيم بلحاج طوال نشاطه الجهادي باسم (عبد الله الصادق). تم اختيار عبد الحكيم بلحاج (عبد الله الصادق) أميراً للجماعة الليبية المقاتلة في فترة إعادة ترتيب صفوف الجماعة في أفغانستان، واختير أبو حازم نائباً له، وأبو المنذر الساعدي كمسئول شرعي، خالد الشريف كمسئول أمني. تم اعتقاله في ماليزيا شهر 2 لعام 2004م عن طريق مكتب الجوازات والهجرة بتدخل من المخابرات الأمريكية ثم ترحيله إلى بانكوك للتحقيق معه من قبل وكالة المخابرات الأمريكية CIA ثم ترحيله إلى ليبيا بتاريخ 2004/8/3. الآن بلحاج يشغل دورا كبيرا في ليبيا الجديدة قيادة المجلس العسكري في طرابلس وهو يسيطر بالكامل على مطار معيتيقة، حيث يتم عن طريقه استيراد وتصدير الأسلحة ودخول مجموعة كبيرة من أعضاء القاعدة والقياديين من زملائه في أفغانستان.
12- عبد الحكيم الحصادي وهو عضو في الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة، وهو من مدينة درنة أيضا، وقد غادر ليبيا سنة 1995 ليستقر به المقام في أفغانستان، قبل أن يعود للاستقرار في ليبيا، الحصادي قائد كتيبة «شهداء أبو سليم»، الكتيبة الأكبر في درنة شرقي البلاد، وكان ينظر إليه كأحد أبرز القيادات الميدانية. وبرغم خلفيته الجهادية ومطالبته الدائمة بـ «تحكيم الشريعة» يخطو الحصادي بحذر نحو العمل السياسي ويتقرّب من محمود جبريل أحد رموز التيار الليبرالي في البلاد. كما أن القيادي السابق في الجماعة الليبية يستنكر الهجوم على السفارة الأمريكية، ويقول إن «السفير الأمريكي ساعدنا أثناء الثورة وبعدها، ومن فعل هذه الفعلة لابد أن يعاقب».
13 - مصطفى خليفة الساعدي، وهو حاصل على ماجستير في الدراسات الإسلامية من باكستان عام 1999 وعضو هيئة علماء ليبيا، ومتعاون وعضو في دار الإفتاء وخطيب في عدة مساجد في طرابلس ويقوم بإلقاء العديد من الندوات التحريضية والدروس، ومتهم بالتورط مع تنظيم القاعدة، وأن هذا الأخير سجن في أبوسليم من 2004 إلى2010، حتى أفرج عنه يوم 20 أغسطس 2011، ليتولى الآن منصب وزير ما يسمى رعاية أسر الشهداء والمفقودين.
14- الصديق الغيثي كان أحد كوادر القاعدة في أفغانستان ومن المقربين من بن لادن وصديق لعبد الحكيم بلحاج وكلف من قبل الحكومة بمهام تأمين الحدود وتم إعطاؤه مبالغ كبيرة لينفقها لتأسيس جيشه الخاص، وذلك خارج نطاق رئاسة الأركان وخارج ميزانية وزراة الدفاع وخارج سيطرة وزارتي الدفاع والداخلية، واتهم من قبل وزير الدفاع بمحاولة اغتيال الوزير على خلفية أن الوزير أصدر قرارا بإقالته من منصبه.
يقول بعض الليبيين القاطنين فى المناطق الشرقية إن الأفكار التشددية تنتشر فى الحقيقة على نطاق أوسع من أن نحصره فقط بين الجماعات الإسلامية المتشددة، معتبرين إياها حقيقة فشلت الولايات المتحدة فى إدراكها غداة هجوم بنغازى في سبتمر الماضى، مؤكدين عدم انتماء جميع المتطرفين إلى جماعات بعينها، مما قد يخلق فرصة مناسبة لتجنيدهم.
في 15 فبراير الماضي أكد الدكتور عوض البرعصي نائب رئيس الوزراء أنه بعد تعيين وزيرٍ للأوقاف ستعملُ الحكومة على فتح باب حوارٍ مع المتشددين في ليبيا عن طريق علماءِ الدين والأئمة داخل و خارجَ البلاد فلا سبيل للحل إلا الطرق السلمية والحوار.
_______________________________________
الجمهورية الليبية _المصدر : بوابة الاهرام العربى
وجاء مقتل السفير الأمريكى فى بنغازى منذ أشهر مع ثلاثة من موظفى السفارة الأمريكية ليزيد الأمور غموضا بين الطرفين، فإذا كانت واشنطن عاجزة عن إثبات صلة تنظيم القاعدة بليبيا بهذه العملية ردا على مقتل أبو يحيى، فإنها شنت هجوما حادا على التنظيمات المتشددة فى الشمال الإفريقى أثناء الحرب على مالى.
والرئيس الأمريكى باراك أوباما اعترف بأن أمريكا لها 100 جندى أمريكى يساعدون القوات الفرنسية والغربية فى الحرب على مالى، متهما مخازن جيش القذافى بأنها كانت كنز السلاح لهؤلاء المتشددين بعد سقوط النظام الليبى، ووصل الأمر إلى حد اعتراف وسائل الإعلام الغربية بأن من قاتل فى مالى هو تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب العربى، وفى القلب منه تنظيم القاعدة والجماعة الليبية المقاتلة، حكومة ليبيا وعلى لسان رئيسها على زيدان ردت على هذه المزاعم بأنها أغلقت الحدود بينها وبين جيرانها لمنع تدفق المقاتلين بعد معركة مالى.
من جانب آخر صرح مسئول عسكري ليبي لجريدة «قورينا الليبية» بأن أكثر من عشرين طائرة بدون طيار اخترقت المجال الجوى الليبى فى شرق البلاد بعد مقتل السفير الأمريكى، مطالبا الحكومة بمنع انتهاك السيادة الليبية حتى لو كانت من أصدقاء ساعدوهم فى التخلص من القذافى، أو بسبب وجود اتفاق مع هذه الدول الصديقة لحماية الحدود. هذا الاعتراف استدعى الرد من رئيس الحكومة على زيدان الذى نفى تدفق تنظيم القاعدة إلى بلاده بعد الحرب على مالى، وفى نفس الوقت نفى أن تكون طائرات أمريكية دون طيار تخترق الأجواء الليبية.
«الأهرام العربى» تفتح هذا الملف الشائك، وتكشف عن وجود 14 قائدا كبيرا من تنظيم القاعدة فى ليبيا، بعضهم أصبح فى مواقع مهمة بالدولة الليبية الجديدة، وهى بدورها مرتبطة بسياسات الحلفاء الذين ساعدوها فى التخلص من القذافى، وعلى رأس هؤلاء الحلفاء الولايات المتحدة الأمريكية والتى تواصل حربها على تنظيم القاعدة بطائرات بدون طيار فى أفغانستان وباكستان واليمن، فهل يمكن أن تستهدف رجال التنظيم فى ليبيا وهم متغلغلون فى مفاصل الدولة، بعد نهاية الحرب على مالى ووجود قواعد لها فى النيجر؟ وماذا سيكون موقف الحكومة الليبية؟
زاد أخيرا في ليبيا نفوذ الإسلاميين المتشددين الذين كانوا ينتمون إلى الجماعة الليبية المقاتلة ومنهم من كان يقاتل ضمن صفوف القاعدة في أفغانستان وغيرها، حيث وصلوا وتحكموا في أهم أدوات وأجهزة الدولة الليبية بعد سقوط نظام القذافي وخصوصا الأجهزة الأمنية، المتمثلة في وزارة الداخلية واللجنة الأمنية العليا والمجالس العسكرية للمدن ومجالس الشورى، وبسطوا سيطرتهم على المنافذ والمطارات والوزارات والمباني المهمة في ليبيا، كما أن لهم من يمثلهم داخل أروقة المؤتمر الوطني العام.
وعلى الرغم من أن حكام ليبيا الجدد يواجهون صعوبات كبيرة في فرض سلطتهم على عدد كبير من الميليشيات المسلحة التي شاركت في الإطاحة بالقذافي في 2011 والتي لم تتخل عن حمل السلاح إلى الآن برغم مرور أكثر من عام على سقوط نظام معمر القذافي. فإنهم ـ قادة ليبيا الجدد ـ يعتمدون على هؤلاء في بسط الأمن وسيطرة الدولة. وتتكون غالبية هذه الجماعات من تيارات متباينة يغلب عليها التيار الديني المتشدد، ويحظون في ليبيا الجديدة بدور مهم ورئيسي في الحكم القائم، كما أن غالبية هؤلاء أصبح الآن في مواقع قيادية وأمنية حساسة في ليبيا الجديدة. ويشرف هؤلاء أيضا على السجون التي يعتقل فيها رموز النظام السابق، وخصوصا من يتم ترحيلهم من الدول التي تسلمهم إلى ليبيا. حيث يتم اعتقالهم في سجن الهضبة (الكلية) بطرابلس، وهم من يقوم بالتحقيق والاعتقال وجميع الإجراءات الأمنية، وهؤلاء نسبت إليهم أخيرا تهم تتعلق بانتهكات حقوقية خطيرة ووصفتها منظمات ليبية حقوقية بأنهم غير مؤهلين للعمل الأمني خاصة المعتقلات.. «الأهرام العربي» تنشر تقريرا مهما عن هؤلاء القياديين.
1 - مفتاح الدوادي –من صبراته - ليبيا – وكيل وزارة رعاية الشهداء والجرحى والمفقودين. ورئيس المجلس العسكري لصبراتة - كان سجينا سياسيا في سجن أبو سليم قضيته أمير معسكر الأنصار في أفغانستان وهو مؤسس هذا المعسكر وهو أمير هذه الجماعة ويمتد تنظيمه لتنظيم المدعو عوض محمد الزواوي والذي مات في سجن أبو سليم من سنة 1996 – ثم هرب الدوادي لأفغانستان، حيث أسس معسكر الأنصار هذا بتوجيهات بن لادن، شهرة الدوادي بين أفراد تنظيمه في أفغانستان هو أبو عبد الغفار.
2 - صلاح البركي- واسمه الحقيقي صالح عمران البركي والآن هو رئيس المجلس العسكري لمنطقة أبو سليم وضواحيها –من مدينة طرابلس وهو الآمر الفعلي لأغلب كتائب – ميليشيات –طرابلس حتى المدعو غنيوة الككلى، يتلقى التوجيهات من صلاح البركي أحد أعضاء الجماعة الإسلامية المقاتلة، وكان سجينا في معتقل أبو سليم – وكان يتجول بفكره هذا من أيام أفغانستان ومعروف هناك باسم القعنبي - وله أخ قد مات في سجن أبو سليم سنة 1996 – اسمه عبد الحكيم البركي كان في أفغانستان هو أيضا وكنيته هناك أبو أيوب وتم اعتقاله حال عودته إلى ليبيا قادما من أفغانستان في سنة 1989.
3 - إسماعيل الصلابي وأخوه أسامة الصلابي من منطقة شرق ليبيا يقيمان في مدينة بنغازي وهما أمراء لأكبر الكتائب في المنطقة الشرقية واسم الكتائب – شهداء 17 فبراير – وسرايا راف الله السحاتي وأنصار الشريعة، بمنطقة الهواري في مدينة بنغازي ولهم محل أدوات منزلية في بنغازي.
4 - ناصر طيلمون عضو من أعضاء الحرس الوطني وأحد أبرز قادة سجن الهضبة وهو السجن الذي تسلم له كل رموز نظام معمر القذافي – كرئيس الوزراء السابق البغدادي المحمودي – ورئيس الاستخبارات الليبي عبد الله السنوسي- ورئيس الأمن الخارجي –أبو زيد دوردة –وآمر الجيش الليبي – الردع – اللواء مصباح العروسي وغيرهم ناصر طيلمون من منطقة سوق الجمعة من مدينة طرابلس كان سجينا في سجن أبو سليم – حكم عليه بالإعدام – ثم خرج في عفو المصالحة التي سعى فيه سيف ابن معمر القذافي – وهو من مجموعة تنظيم القاعدة الذي سلمته لليبيا دولة الأردن، عندما نزل بها هو ومجموعة ليبيين من أفغانستان إلى الأردن وسلم لليبيا، وكان سائق أسامة بن لادن في أفغانستان سجن بالهضبة هو أحد السجون التي تتبع الحرس الوطني والمدير الأعلى للحرس الوطني هو خالد الشريف - المذكور بالدسكة المرفقة – وسجن الهضبة هذا تحت سيطرة تنظيم القاعدة فأغلب قادة هذا السجن يتبعون هذا التنظيم – آمر السجن العقيد محمد قويدر وهذا الأخير كان سجينا في أبو سليم لمدة 12 سنة في قضية تنظيم عوض الزواوي الذي ذكرناه زعيم تنظيم الدوادي رقم ا.
5 - حسن الحمر – أسس جهاز الحماية الوطني وقد تم إلغاء هذا الجهاز بعد أن انتشرت أخباره بأنه جهاز جماعة التكفير والهجرة، واشتهر هذا الجهاز بذبح جميع من يصلون إليه من الجيش الليبي الذي كانوا يتبعون النظام السابق وهو من مدينة درنة المنطقة الشرقية وكان سجينا في أبو سليم لمدة 12 سنة.
6 - عبد الوهاب القائدي –هو من جنوب ليبيا ويقطن في مدينة طرابلس وكان في أفغانستان وقد كان الذراع اليمن لأسامة بن لادن وهذا الأخير هو أخو أبو يحيى الليبي نائب أسامة بن لادن وعبد الوهاب هو أمير الجماعات في ليبيا الآن، وقد رشحته الجماعة لأن يكون عضوا في المؤتمر الوطني وهو الآن عضو المؤتمر الوطني في ليبيا لكي يسهل كل العقبات السياسية لتنظيم القاعدة في ليبيا وخارجها. وذكر أن عبد الوهاب حسن قايد هو شقيق أبو بكر حسن قايد الملقب والمعروف بأبو يحيى، وهو الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، وأن عبد الوهاب قايد هو وكيل وزارة الداخلية، وآمر قوات حرس الحدود والمنشآت الحيوية والإستراتيجية الليبية.
7 - سفيان بن قمو أمير كتيبة أنصار الشريعة في درنة شرق ليبيا، والذي كان سائقا لأسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة السابق، وهو مطلوب دوليا.
8 - سالم البراني دربي وهو ناشط في تنظيم القاعدة، وقد تمت ملاحقته من طرف النظام الليبي السابق، وكان مختفيا في الجبال منذ عام 1996، والآن خرج ليقود كتيبة الشهداء في بنغازي، وأن هناك شريط فيديو يروي فيه البراني قصة ملاحقة النظام السابق له.
9 - محمد الدربوكي هو محمد سليمان الدربوكى مواليد 1971، خرج من بيته وهو فى العشرين من عمره، منضماً للجماعة الإسلامية المقاتلة فى ليبيا، لجأ للجبال مع باقى عناصر الجماعة بعد كشف مخططهم لاغتيال الزعيم الليبي معمر القذافى، ليدخلوا بعد ذلك فى مواجهات مباشرة مع أجهزة الأمن دامت سنين عدة، أسفرت فى النهاية على مقتل عدد كبير من عناصر الجماعة، ويبقى الدربوكى واثنان آخران فى الجبال تبحث عنهم أجهزة الأمن فى كل شبر قرابة ست سنوات، لتصل معهم فى نهاية الأمر إلى مفاوضات ليعودوا من جديد لحياة المدينة فى عام 2006. وخلال الثورة كان الدربوكي أحد القادة الميدانيين للثوار على الجبهة الشرقية.
10 - عبد الباسط عزوز هو من أشرس أعضاء تنظيم القاعدة، وأكثرهم دهاء وخداعا، وهو المستشار الأول لأيمن الظواهري، والقائد الميداني للتنظيم في ليبيا، وهو موجود في مدينة درنة ومسئول عن إدخال مجموعات مقاتلة من أفغانستان إلى ليبيا.
11- عبد الحكيم بلحاج هو عبد الحكيم الخويل دي بالحاج خريج الهندسة المدنية وبعد تخرجه مباشرة سافر إلى أفغانستان للجهاد عام 1988م مشاركا في الجهاد الأفغاني آنذاك وبقي هناك عدة أعوام التحق بـالجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة منذ بداية تأسيسها (أي من مؤسسيها) في بداية التسعينيات، ولكن بعد فتح كابل ترك أفغانستان وسافر إلى اثنتين وعشرين دولة من أبرزها أو بالأحرى أكثرها إقامة: أفغانستان، باكستان، تركيا، السودان. عاد إلى ليبيا عام 1994 وبدأ إعادة ترتيب الجماعة وتدريبها بالجبل الأخضر للتجهيز للجهاد ضد النظام، ولكن النظام استبق الجماعة بضرب مراكز التدريب عام 1995م وقتل أميرها عبد الرحمن حطاب واستطاع عبد الحكيم بلحاج مغادرة ليبيا والعودة إلى أفغانستان, اشتُهر عبد الحكيم بلحاج طوال نشاطه الجهادي باسم (عبد الله الصادق). تم اختيار عبد الحكيم بلحاج (عبد الله الصادق) أميراً للجماعة الليبية المقاتلة في فترة إعادة ترتيب صفوف الجماعة في أفغانستان، واختير أبو حازم نائباً له، وأبو المنذر الساعدي كمسئول شرعي، خالد الشريف كمسئول أمني. تم اعتقاله في ماليزيا شهر 2 لعام 2004م عن طريق مكتب الجوازات والهجرة بتدخل من المخابرات الأمريكية ثم ترحيله إلى بانكوك للتحقيق معه من قبل وكالة المخابرات الأمريكية CIA ثم ترحيله إلى ليبيا بتاريخ 2004/8/3. الآن بلحاج يشغل دورا كبيرا في ليبيا الجديدة قيادة المجلس العسكري في طرابلس وهو يسيطر بالكامل على مطار معيتيقة، حيث يتم عن طريقه استيراد وتصدير الأسلحة ودخول مجموعة كبيرة من أعضاء القاعدة والقياديين من زملائه في أفغانستان.
12- عبد الحكيم الحصادي وهو عضو في الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة، وهو من مدينة درنة أيضا، وقد غادر ليبيا سنة 1995 ليستقر به المقام في أفغانستان، قبل أن يعود للاستقرار في ليبيا، الحصادي قائد كتيبة «شهداء أبو سليم»، الكتيبة الأكبر في درنة شرقي البلاد، وكان ينظر إليه كأحد أبرز القيادات الميدانية. وبرغم خلفيته الجهادية ومطالبته الدائمة بـ «تحكيم الشريعة» يخطو الحصادي بحذر نحو العمل السياسي ويتقرّب من محمود جبريل أحد رموز التيار الليبرالي في البلاد. كما أن القيادي السابق في الجماعة الليبية يستنكر الهجوم على السفارة الأمريكية، ويقول إن «السفير الأمريكي ساعدنا أثناء الثورة وبعدها، ومن فعل هذه الفعلة لابد أن يعاقب».
13 - مصطفى خليفة الساعدي، وهو حاصل على ماجستير في الدراسات الإسلامية من باكستان عام 1999 وعضو هيئة علماء ليبيا، ومتعاون وعضو في دار الإفتاء وخطيب في عدة مساجد في طرابلس ويقوم بإلقاء العديد من الندوات التحريضية والدروس، ومتهم بالتورط مع تنظيم القاعدة، وأن هذا الأخير سجن في أبوسليم من 2004 إلى2010، حتى أفرج عنه يوم 20 أغسطس 2011، ليتولى الآن منصب وزير ما يسمى رعاية أسر الشهداء والمفقودين.
14- الصديق الغيثي كان أحد كوادر القاعدة في أفغانستان ومن المقربين من بن لادن وصديق لعبد الحكيم بلحاج وكلف من قبل الحكومة بمهام تأمين الحدود وتم إعطاؤه مبالغ كبيرة لينفقها لتأسيس جيشه الخاص، وذلك خارج نطاق رئاسة الأركان وخارج ميزانية وزراة الدفاع وخارج سيطرة وزارتي الدفاع والداخلية، واتهم من قبل وزير الدفاع بمحاولة اغتيال الوزير على خلفية أن الوزير أصدر قرارا بإقالته من منصبه.
يقول بعض الليبيين القاطنين فى المناطق الشرقية إن الأفكار التشددية تنتشر فى الحقيقة على نطاق أوسع من أن نحصره فقط بين الجماعات الإسلامية المتشددة، معتبرين إياها حقيقة فشلت الولايات المتحدة فى إدراكها غداة هجوم بنغازى في سبتمر الماضى، مؤكدين عدم انتماء جميع المتطرفين إلى جماعات بعينها، مما قد يخلق فرصة مناسبة لتجنيدهم.
في 15 فبراير الماضي أكد الدكتور عوض البرعصي نائب رئيس الوزراء أنه بعد تعيين وزيرٍ للأوقاف ستعملُ الحكومة على فتح باب حوارٍ مع المتشددين في ليبيا عن طريق علماءِ الدين والأئمة داخل و خارجَ البلاد فلا سبيل للحل إلا الطرق السلمية والحوار.
_______________________________________
الجمهورية الليبية _المصدر : بوابة الاهرام العربى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق