ذكرت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية أن الذكرى السنوية
الثانية لتدخل حلف شمال الأطلسي ” الناتو ” لدعم الليبيين ضد نظام القذافي
مرت مرور الكرام على الحكومات الغربية التي بالكاد أحيتها، وكذلك وسائل
الإعلام التي عبّرت في عام 2011 عن قلق بالغ حيال الوضعين الأمني والإنساني
للشعب الليبي.
ورأت الصحيفة البريطانية – في مقال تحليلي أوردته على موقعها
الإلكتروني _ أن هذا الأمر لا يبدو غريبا اليوم، في الوقت الذي تشهد فيه
ليبيا انهيارا كدولة، وفيما يقبع الشعب تحت رحمة رجال الميليشيات الذين
يتصيدون شعبا زعموا ذات يوم أنهم سيتولون حمايته.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن الوضع حافل بالمؤشرات
الدالة على أنه يزداد سوءا بدلا من التحسن؛ حيث اجتمع البرلمان الليبي في
5مارس الماضي، لمناقشة وجوب منع الموظفين الحكوميين في عهد القذافي الذي
دام 42 عاما من العودة إلى العمل في الدوائر الرسمية.
وتابعت الصحيفة قولها «وفي خارج طرابلس تقع السلطة في يد
مسلحين، الأمر الذي لا يقع في نطاق اهتمام الغرب سوى في حالة حدوث خرق أمني
كبير، كما حدث في مدينة بنغازي الليبية وقت اغتيال السفير الأمريكي (كريس
ستيفنز) في سبتمبر الماضي» ونقلت الصحيفة عن تقرير لمنظمة «هيومن رايتس
ووتش» ومقرها نيويورك، عن عمليات التطهير العرقي لمنطقة الطوارق في ليبيا،
حيث أجبر 40 ألف شخص على مغادرة منازلهم وقراهم.
وأكدت الصحيفة أن هذا النقص في الاهتمام والتغطية يبدو
مناقضا بصورة كبيرة لما حدث وقت اندلاع الربيع العربي في ليبيا 2011. وخلصت
صحيفة «الإندبندنت» البريطانية -ختاما- إلى ضرورة أن يكون تحديد مصير
الدولة في قلب أي نظام جديد؛ إلا أن المشكلة بالنسبة لثورات الربيع العربي
تكمن في أن جميعها اعتمد اعتمادا كبيرا على الدعم الخارجي، والذي سعى
لتحقيق مصلحته الذاتية قبل أي شيء،داعية الثوار لإنهاء اعتمادهم على القوى
الخارجية، وبدء بناء قاعدة قوية تحترم قانون الدولة، لأنه إذا لم يفعلوا
ذلك،فهم في انتظار موجة جديدة من الحكام المستبدين.
ليبيا الجديدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق