صرمان 28 أبريل 2013 ( وال) - أعلن أمس بمدينة صرمان ، عن تأسيس "تجمع الربيع
العربي للحوار الوطني" ، كتجمع شعبي وطني مفتوح لجميع شرائح وأطياف المجتمع الليبي
مهمته توعية الناس بهويتهم الوطنية ذات العمق العربي الإسلامي ، وتجذير روح التسامح
والمصالحة بين كل الليبيين ، إضافة إلى إشراك الشعب في بلورة دستور وطني قادر على
تلبية كل متطلبات المجتمع وتنظيم العلاقة بين الدولة والمواطن والحفاظ حقوق
المواطنين.
وأصدر المشاركون - في هذا الملتقى الذي عقد تحت شعار " الإسلام ديننا .. العربية
لغتنا .. ليبيا وطننا " وضم وفودا من مختلف مناطق ليبيا شرقها وغربها شمالها
وجنوبها - بيانا تأسيسيا شدّد على وحدة ليبيا وهويتها العربية الإسلامية واحترام
خصوصيات كل الأطياف الليبية وحمايتها قانونيا.
وثمّن التجمع عالياً ، جهود المخلصين من أبناء الوطن الذين يسعون بكل جهد إلى
إقامة الدولة الليبية وتعزيز وجودها على النطاقين المحلي والدولي ، ومباركة ما تم
اتخاذه من خطوات وإنجازات في هذا الاتجاه ، مؤكدا اعتماده للحوار منهجا ووسيلة
ومدخلا للتواصل والتفاهم بين الليبيين ، واحترامه للخيار الديموقراطي واللجوء إلى
صناديق التصويت والاقتراع للوصول إلى القرارات الملائمة.
وأكد التجمع في بيانه ، على ضرورة احترام السيادة الوطنية لليبيا وترسيخها على أرض
الواقع، والتأكيد على مختلف الدول والأطراف بالكف عن التدخل في الشأن الليبي
الداخلي واحترام السيادة الوطنية .. داعيا في هذا الصدد الدول الشقيقة والصديقة
المجاورة إلى ضرورة ضبط حدودها مع ليبيا ومنع التسلل البشري الحاصل حالياً والهجرة
عبر الحدود اللذين يهددان بالتغيير الممنهج للتركيبة السكانية لليبيا وعلى الأخص
بمناطق الجنوب والكفرة والمناطق الحدودية .
كما دعا التجمع ، المؤتمر الوطني العام والحكومة المؤقتة ، إلى ضرورة وضع ملف
التجنيس والجنسية الليبية تحت رقابة صارمة ومراجعة فنية وقانونية لكل السنوات
السابقة للتأكد من كل شهادات الجنسية الليبية التي منحت، ومتابعة هذا الملف
باعتباره جزءا من الأمن القومي الليبي ، ودعوة كل من : وزارتي الخارجية والداخلية
وجهاز المخابرات العامة والأجهزة الأمنية والرقابية المختصة ، إلى منع تحرك
الدبلوماسيين والبعثات والوفود الأجنبية والعاملين تحت غطاء المنظمات الدولية أو
الإقليمية أو منظمات المجتمع المدني بأغراضها ونشاطاتها المختلفة داخل المناطق
الليبية إلا بعد الحصول على إذن مسبق ومحدد وفي أضيق نطاق من الجهات المختصة ،
مؤكدا على أن وزارة الخارجية الليبية هي قناة الاتصال الوحيدة مع دول العالم .
ودعا التجمع ، وزارة الدفاع ورئاسة الأركان العامة إلى ضرورة حماية الحدود الوطنية
، واستخدام القوة المسلحة لحماية حدود الوطن وسيادته ومنع التهريب والاستهداف
الخطير للشباب الليبي بالمخدرات وأقراص الهلوسة والخمور والرذيلة وغيرها .. وشدد
التجمع ، على ضرورة عمل المؤتمر الوطني العام ورئاسة الوزراء على تأكيد هيبة الدولة
على مؤسساتها، ومنع رفع أية رايات أو شعارات أو عبارات غير رسمية على مقار وممتلكات
الدولة الرسمية كافة ، وعلى الأخص المنافذ والبوابات والمقار الحكومية ووسائل
المواصلات كما يدعو الدولة إلى محاربة الفساد المالي والإداري والظواهر السلبية
بجميع أنواعها.
ودعا التجمع في بيانه ، وزارة التربية والتعليم إلى ضرورة تنظيم ومراجعة المناهج
التعليمية وضمان توافقها مع الثوابت الدينية والوطنية ، وعدم السماح بتدريس أية
مقررات أو مناهج دراسية خارج إعداد ورقابة وزارة التربية والتعليم .
وناشد وزارة العدل ، للعمل على توفير بيئة آمنة وسليمة لتفعيل عمل المحاكم
والنيابات وحماية الهيئات والكوادر القضائية ، وكذلك حماية المتهمين والموقوفين
والمساجين في السجون وأثناء نقلهم وعرضهم على الهيئات القضائية.
وأدان التجمع ، الممارسات السلبية والعبثية وانتهاك القوانين والأعراف والتعدي على
مؤسسات الدولة .. منبها إلى ضرورة المجاهرة بالأمن وبسط الشرطة لسيطرتها الأمنية
وتفعيل عمل مراكز الشرطة بالشكل السليم ، وإدانة التعدي والإجرام واستخدام العنف
والإرهاب وسيلة لفرض الواقع وتحقيق المكاسب ، وضرورة تفكيك السجون غير الشرعية
والتصدي لظاهرة الاختطاف والإخفاء القسري والمظاهر المسلحة بالشارع الليبي ، وتفعيل
قانون تنظيم التظاهر والاعتصام ، وضرورة تفكيك الكتائب المسلحة المشكلة على أسس
قبلية أو جهوية أو دينية .
وطالب التجمع ، بضرورة الإسراع في تكوين وبناء الجيش الليبي والتأكيد على أن شرعية
كتائب الجيش الليبي يجب أن تنبع من عقيدة الولاء لله ثم للوطن وعلى أسس ومعايير
علمية ومهنية سليمة ، وإلزام وسائل الإعلام بانتهاج سياسة إعلامية واعية ومنع
التحريض والإثارة الإعلامية التي تستهدف الفوضى وتهييج الشارع .. مؤكدا على ضرورة
تعاون جميع المواطنين ومؤسسات الدولة والمجتمع المدني في سبيل تحقيق الوئام الوطني
ودعم وحدة وتماسك النسيج الاجتماعي الليبي وإتمام المصالحة الوطنية والعمل على عودة
النازحين بالداخل والخارج وتأكيد قيام الدولة بكل مايتطلبه ذلك من جهود وتوفير
مايستلزم من إمكانيات.
وأكد التجمع ، على أن الإسلام الوسطي واللغة العربية هما المكونان الرئيسيان
للهوية الليبية ، وأن الدستور الليبي يجب أن ينص صراحة على أن الإسلام هو دين
الدولة وأن اللغة العربية هي لغتها الرسمية الوحيدة كما وردت بالدستور الليبي
الصادر سنة 1951 والمعدل سنة 1963 ، كما أن العلم الليبي هو علم الاستقلال بألوانه
الثلاثة يتوسطه النجمة والهلال كرمز للإسلام والمسلمين.
كما أكد التجمع ، على ضرورة تطبيق النظام الإداري اللامركزي باعتباره النظام الذي
يمكن من إتمام أعمال التنمية المكانية وتقريب الخدمات الى المواطنين ، وعلى أن عمق
ليبيا الاستراتيجي والتاريخي والثقافي هو العمق العربي الإسلامي ورفض كل المشاريع
الإقليمية التي تتعارض مع ذلك ، وأن القضية الفلسطينية هي قضية الأمة العربية
والإسلامية قاطبة، و يجب دعمها بكل الطرق المشروعة في سبيل استرداد حقوق الأمة
المغتصبة وتحرير الأقصى.
واختتم "تجمع الربيع العربي للحوار الوطني" بيانه ، بالترحيب بمشاركة ودعم كل
القوى السياسية ومؤسسات المجتمع المدني ، حفاظا على أمن ليبيا ووحدة ترابها
وسيادتها ، وبأنه سيضل مفتوحا لكل جهد في هذا الاتجاه.
(وال) وكالة الأنباء الليبية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق