ليبيا المستقبل: تدين منظمة "مراسلون بلا حدود" بشدة الانتهاكات
الأخيرة المرتكبة ضد عدد من وسائل الإعلام الليبية وتعرب عن قلقها البالغ
من تدهور شروط سلامة الصحافيين. إن المنظمة تحث الحكومة الانتقالية الليبية
على بذل ما في وسعها لضمان سلامة الإعلاميين الليبيين والدوليين أثناء
أداء مهامهم.
يوم الأحد التاسع والعشرين من شهر أبريل/نيسان، تعرض مراسل قناة
العربية، محفوظ الفرجاني، للاختطاف من قِبَل ميليشيات مسلحة داخل مقر
القناة السعودية ذاتها، الواقع قبالة مقر وزارة الخارجية. كان حينها يغطي
تظاهرة نظمتها الميليشيات، تطالب بتطبيق القانون المثير للجدل المتعلق
بالعزل السياسي لجميع المسؤولين الذين شغلوا مناصب في عهد نظام الديكتاتور
المخلوع معمر القذافي. تم احتجاز الصحافي قرابة سبع ساعات تعرّض خلالها عدة
مرات للضرب والتهديد بالقتل. وقد تلقى محمود الفرجاني قبل هذه الحادثة عدة
تهديدات على علاقة بمهنته.
في تلك الأثناء نفذت مجموعة مسلحة أخرى عملية اختطاف ضد صحافي
عراقي وفني تركي يعملان لصالح وكالة الأنباء التركية إخلاص، وقد أطلق
سراحهما بعد ساعات دون أن يتعرضوا لسوء معاملة. في نفس اليوم احتلت ميليشيات مسلحة مقر قناة الوطنية لعدة ساعات. في
الثاني والعشرين من شهر أبريل/نيسان الجاري، اختطفت ميليشيا مسلحة الصحافي
السابق والمتحدث باسم مصلحة الحالة المدنية في بنغازي، يوسف قرقوم، بعد
تدخله في برنامج إذاعي في راديو المنار، حيث استنكر مخالفات واضحة في سجلات
بنغازي. احتُجِز يوسف ثلاثة أيام، تعرّض خلالها للتعذيب والضرب الشديد
والكي بالكهرباء، حسب ما يرويه في شهادة أدلى بها للصحافية مبروكة
المسماري. أطلق سراحه يوم 25 أبريل/نيسان ونُقل مباشرة إلى المستشفى
للعلاج. وقد فضل مغادرة المستشفى بسرعة خوفا على حياته داخل فضاء لا تتوفر
فيه كل شروط الحماية.
إن منظمة "مراسلون بلا حدود" تشدد على أهمية دور الإعلاميين في كل
المجتمعات الديمقراطية، وتذكر أن الحق في الإعلام يبقى شرطا أساسيا لإقامة
دولة ليبية حديثة، شفافة وتعددية. لقد ذكَّرت لجنة حقوق
الإنسان التابعة للأمم المتحدة، في تعليقها العام رقم 34 أن "حرية الرأي
وحرية التعبير شرطان لا غنى عنهما لتحقيق النمو الكامل للفرد، وهما عنصران
أساسيان من عناصر أي مجتمع. ويشكلان حجر الزاوية لكل مجتمع تسوده الحرية
والديمقراطية. وترتبط حرية الرأي ارتباطاً وثيقاً بحرية التعبير التي تعتبر
أداةً لتبادل الآراء وتطويرها".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق