الثلاثاء، 19 مارس 2013

#بنغازي تحيي ذكرى التصدي #للقذافي

الجزيرة نت- خالد المهير-بنغازي- لم تنم مدينة بنغازي (شرقي ليبيا) ليلة البارحة، وهي تتزين للاحتفال بذكرى التصدي لأرتال قوات العقيد الليبي الراحل معمر القذافي في مثل هذا اليوم قبل عامين. وعجّت ميادين المدينة بالنصب التذكارية وصور ضحايا المعركة وشعارات الثورة، وحلقت الطائرات الحربية على ارتفاع منخفض تحية للطيارين الذين شاركوا في تدمير قوات القذافي عند المدخل الغربي.
غير أن عبارات قليلة أدلى بها شاب تطوع لتنظيف الطريق بالقرب من جسر "حماة الشرق" غربي بنغازي للجزيرة نت اختزلت المشهد برمته، حيث قال أحمد مسعود الأمين إن مرحلة القتال والسلاح انتهت، وحان الآن موعد القلم والبناء، في إشارة صريحة إلى بداية عهد جديد.
وقد استعدت بنغازي النظام السابق مبكرا، ودخلت في عدة مواجهات قبيل اندلاع الثورة في 15 فبراير/شباط 2011، وفق رواية عدد من الثوار. واعتبرها العقيد الليبي الراحل معمر القذافي -طوال فترة حكمه- "متمردة".
واحتضنت المدينة الثورة وصارت وجهة للثوار، وكان لافتا أنها شهدت بعد انتهاء حرب التحرير اغتيالات وتفجيرات واسعة شملت عناصر أمن النظام السابق.

وقتكم يا رجال
ولا يزال وقع نداءات الإذاعي خالد علي بصوت جهوري يدوي في أرجاء المدينة ليلة 18 مارس/آذار عام 2011 "على جميع الضباط وضباط الصف من جنود وأفراد متطوعين التوجه فورا بأسلحتهم إلى منطقة المقرون، وذلك تحسبا ودفاعا عن المدخل الغربي لبنغازي، والتصدي لقوات القذافي. يطلب التوجه حالا على وجه السرعة، فاللحظات الآن لا تقبل أي تباطؤ أو تخاذل (..) بنغازي أمانة في أعناقكم، والآن وقتكم يا رجال".
ويقول علي في حديث للجزيرة نت إن نداءاته لم تذهب هدرا، فقد استجاب لها طيارون بواسل أمثال فخري الصلابي وحسين الورفلي ومحمد أمبارك العقيلي الذين هاجموا القوات المهاجمة بمجرد بزوغ شمس ذلك اليوم.
ويروي علي أنه خاطب لحظتها الرجولة وتوجه بنداءاته إلى الشعب، مؤكدا أنه كان يريد إيصال رسالة بأنه ليس هناك وقت للنوم أو التخاذل فالمدينة قد تستباح بعد ساعات.
وتابع "يحز في نفسي بعد قوافل الشهداء، أن تتغلغل المصالح الشخصية والخصومات السياسية والعنصرية في الوقت الحالي"، مضيفا أنه يتمنى بقاء مثل هذه الأخطار في سبيل أن يصبح كافة أفراد الشعب على قلب رجل واحد.

ملحمة تاريخية
وفي حديث للجزيرة نت بالمناسبة يقول المحامي فتحي تربل الذي اعتقله أمن القذافي قبل يومين على موعد الثورة في 17 فبراير/شباط عام 2011، وكان سببا في اندلاع شرارة الثورة، إن يوم 19 مارس/آذار 2011 لم يكن يوما عاديا.
وتربل هو شقيق لمعتقلين قتلوا في يونيو/حزيران عام 1996 داخل سجن بوسليم، وأخذ على عاتقه مهمة الناطق الرسمي باسم أهالي الضحايا.
ويقول إنه شاهد بأم عينه في بنغازي "ملحمة تاريخية اختلطت فيها مشاعر الوطنية والقتال وروح الثورة يومها"، مؤكدا أن التاريخ سوف يكتب عن مدينة استثنائية تمكنت بالعزيمة والإصرار من دحر القوة الغاشمة.
ويعتبر تربل يوم مقاومة كتائب القذافي من "أيام الله" التي انتصر فيها المظلوم على الظالم. ويتذكر يومها أنه كان على اتصال مع قائد أركان جيش التحرير اللواء عبد الفتاح يونس الذي أخبره بأنه يعول على المدينة الثائرة في التصدي للقوات الكبيرة التي أرسلها القذافي. ومن بين ما يتذكره إصرار رئيس المجلس الانتقالي السابق مصطفى عبد الجليل على الحضور إلى بنغازي وإدارة أمور البلاد، رغم تحذيرات فريقه المصاحب من الرجوع مع اقتراب القوات من بنغازي وتوقع اغتياله أو اعتقاله.
كما يعتبر المصور الفوتوغرافي طارق الهوني ذلك اليوم "مفصليا" في تاريخ الثورة الليبية، ويقول للجزيرة نت إنه تجول مع زميله الشهيد محمد نبوس الذي اغتالته قوات القذافي يومها، ورصد صورا لتجهيز شوارع المدينة لحرب عصابات طويلة الأمد.
ومن بين ما كتبه محمد المفتي عن ذلك اليوم في كتابه "ذاكرة النار" أو "يوميات ثورة فبراير" أن "بنغازي اليوم مطمئنة إلى حد كبير بعد أن هزمت جند القذافي وقام العالم باقتلاع مخالبه ونزع أنيابه وكبح دمويته، وتركته يوجه الخطابات المهووسة والتي أمست تنتمي الآن لعالم الهذيان والجنون لأنها لا تعترف بالواقع".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق