أحيا أهالي مدينة الزنتان ، اليوم الثلاثاء ، الذكرى الثانية لمعركة "
الكشاف " نسبة إلى مكان تمركز اللواء التاسع في غابة الكشافة والمرشدات
الواقعة على الطريق الرئيس شرقي المدينة ، ولعظم حجم المواجهة التي دارت
رحاها دفاعا عن الحرية والكرامة بين االثوار العزل ، وكتائب الطاغية
المجحفلة آنذاك. وحضر الاحتفال رئيس ديوان المؤتمر الوطني العام " عمر
الناكوع " ووكيل وزارة الدفاع " خالد الشريف " وعدد من رؤساء المجالس
المحلية والعسكرية بالمدن والمناطق الغربية والشرقية والوسطى ، إلى جانب
رؤساء مجالس الحكماء والشورى في عدد من المناطق . كما شارك في هذه
المناسبة عدد من مدراء مكاتب الوزارات بالمدن والمناطق ، وممثلين عن
البعثات الدبلوماسية لدى ليبيا ، إضافة إلى أسر الشهداء من صبراته
ورقدالين الذين شاركوا في هذه المعركة ، ولفيف من الضيوف المدعوين من تونس .
وأكدت الكلمات التي ألقيت في هذه الذكرى على حجم المواجهة مع كتائب
الطاغية مع طول الفترة ، وعدم التكافؤ من الناحية العسكرية ، وسجل خلالها
الشهداء والأبطال من ثوار الزنتان وبعض المناطق المجاورة للمدينة موقفا
تاريخيا عظيما بوحدة الصف بين الليبيين . ودعت الكلمات إلى التآخي
والتآزر في هذه المرحلة ، حتى يتمكن المؤتمر الوطني والحكومة المؤقتة من
تلبية الطموحات والاستحقاقات التي ضحى من أجلها الشهداء ، ونبذ الفتنة
والعنف والدعوة إلى المصالحة والحوار . وتخلل الاحتفال تقديم فقرات من
الشعر لعدد من الشعراء الشعبين من ليبيا وتونس تشيد بتضحيات شهداء معركة
الكشاف ، والتي سميت " بـ "أم المعارك" وعرض مسرحي قدمه طلاب المدارس مثل
صور صرخات الأطفال على وقع القصف من قبل كتائب النظام السابق . كما قدم
خلال الاحتفال عرض رياضي لقوة المشاة التابعة لوزارة الدفاع يجسد القدرة
القتالية والكفاءة العالية لصد ومراوغة الخصم . وافتتح على هامش الاحتفال
متحف لتخليد المعركة يضم صور الشهداء ، والمنازل والمقار العامة المتضررة
من القصف ، بالإضافة إلى مركبات ومدرعات وآليات عسكرية
وقذائف وشظايا صواريخ متفجرة كان نظام الطاغية يستخدمها في هجومه على
المدينة . ووزعت في ختام هذه المناسبة شهائد شكر وعرفان ووفاء من قبل
المجلس المحلي سوسة ومكتب الثقافة والمجتمع المدني بدرنة لأهالي الزنتان ،
إضافة إلى دروع تخلد الذكرى والمعركة التي خاضها ثوار الزنتان ضد كتائب
النظام السابق . يشار إلى أن معركة " الكشاف " الدامية بين الثوار
العزل ، وكتائب الطاغية المجحفلة ، دارت رحاها في مسافة طويلة تقدر بـ 30
كلم في اليوم الأول ، وفي أماكن متعددة على طول خط المواجهة ، وراح ضحيتها
ثمانية شهداء من الزنتان وشهيدان من صبراته ورقدالين ، إلى حين استقرار
القوات المتبقية منها في غابة الكشاف ، واستمرت المحاصرة والمواجهة داخل
الغابة على مدار ثلاثة أيام ، ولم تتمكن الكتائب من دخول المدينة أبدا
شبكة الاخبار الليبية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق