السؤال المحير: ما هي الدوافع التي دفعت رئيس الوزراء في قدف قرارت
لجنة النزاهة عرض الحائط بشأن ارجاع بعض السفراء ومن بينهم سفيرنا في
ايطاليا عضو التحالف، والذي ثم تكليفه اخيرا بالمسئولية المالية على ملف
الجرحى وبصفة شخصية.
وكذلك ما زلنا ننتظر معرفة السبب الحقيقي وراء اقالة الدكتور دريجة رئيس
صندوق الاستثمار السيادي، والذي استلم عمله منذ ستة اشهر فقط. والسؤال
الكبير: لماذا لم يهتم بقرار المؤتمر الوطني العام بخصوص عودة كل السفراء
السابقين الى ليبيا، ولماذا هذه التصريحات غير المسئولة بشأن جلب “مرتزقة”
لحماية امن ليبيا.
نحن في حاجة ماسة لمعرفة حقيقية ما يجرى، وعليه ان يوضح كل ذلك للشعب
وبكل شفافية، وان يتراجع عن هذه المواقف المتغطرسة، وخاصة تجاه الثوار بعد
عودته من امريكا، والذي يرجع لهم الفضل في وجوده ووجود امثاله على كرسي
الرئاسة. هؤلاء الابطال هم قلب ورئة الشعب الليبي، وامتداد حقيقي لاؤليك
الابطال الذين استشهدوا من اجل ان تبقى ليبيا واحدة موحدة، وخاصة مدن الصف
الاول في مصراته وجبل نفوسة والزاوية واجدابيا وبنغازي، الشعب الليبي يريد
ان يعرف حقيقة الاجتماعات المشبوهة التي عقدت بروما في الاسابيع الماضية
بحضور جبريل- قدور- شلغم ومندوب عن المخابرات الايطالية. وهؤلاء هم انفسهم
الذين عملوا على تنصيب سيف رئيس لليبيا في مؤتمر روما قبل التحرير.
هناك طبخة ما على نار ملتهبة بداءت تظهر نتائجها في مؤتمر التحالف
الاخير، وستظهر بصورة واضحة خلال الاسابيع القادمة، بابعاد الثوار
الحقيقيين واحلال محلهم بقايا لواء 32 المعزز وكتيبة امحمد الذين اخفوا
اسلحتهم بعد اقتحام الثوار لمدينة طرابلس وبمعونة بعض قادة المشهد الحزبي
في ليبيا، وثانيها يتعلق بتمكين بعض بقايا النظام السابق بمفاصل الدولة
وبمباركة زيدان، والغريب في الامر ان عددا من اعضاء المؤتمر العام وهو
الهيئة الشرعية الوحيدة في ليبيا يعرفون هذه الحقائق لا يخرجون للرأي العام
الليبي لتوضيحها، هم وحدهم القادرون على تصحيح ما يجري في ليبيا بمسائلة
رئيس الوزراء وعزله أذا لزم الامر، وتكليف شاب من الثوار من غير المنتمين
للاحزاب حتى يبداء بسرعة في بناء ليبيا الجديدة.
اكد جازما بان المدن الليبية، وخاصة التي اكتوت بنار الكتائب لن ولم
تسمح برموز النظام السابق التحكم في مفاصل ليبيا الجديدة، خاصة دعاة ليبيا
الغد، الذين يحاولون تصدر المشهد السياسي من جديد، لان ذلك وهم على حق
يشكلون خطرا على مستقبلهم ومستقبل ثوارهم الذين اسقطوا القذافي ولم يسقطوا
نظامه حتى الان. هؤلاء الثوار وحدهم الذين جابوا الاعتراف بفضل صدورهم
العارية في مواجهة كتائب النظام السابق، وليس دموع فلان او دكاء علان.
الغربيون لا يبنون تدخلاتهم العسكرية على ردود الافعال وبطريقة مفاجئة،
وانما وفق استراتيجيات ومخطاطات مدروسة، فليبيا بالنسبة للغرب الحديقة
الخلفية حسب تعبير وزير خارجية المانيا اثناء اندلاع الثورة، وهنا يجب ان
نشير بكل ثقة على دور الجامعة العربية وخاصة قطر والامارت في دعم الثورة
الليبية بعد ان عرفوا ودون مجال للشك ان تصميم ثوار ليبيا على تغيير
النظام، والاعترافات الدولية جاءت بفضل الثوار الحقيقيين، وليس ثوار اغسطس
او اكتوبر، الذين شكلوا كتائب لحماية شخصيات النظام السابق، وكذلك ظهر
دورهم غير الاخلاقي خلال اليومين الماضيين بزرع الفتنة بين الثوار لخلق
الدرائع وتسويقها للرأي العام لغرض التحريض والحشد والاستقطاب الجهوي
والمناطقي، الامر الذي سيؤدي الى الانقسامات.
والحكومة وحدها تتحمل المسؤولية حول ما يحدث في بلادنا من انقسامات بسبب
تصريحات رئيسها غير المدروسة وقرارتها الارتجالية التي يصدرها والتي
تدكرنا بقرارات المجلس الانتقالي اثناء التحرير، وفي الختام يمكننا القول
الان قد يلجاء الثوار الحقيقيين الى تنظيم انفسهم من جديد بعد ان شعروا بان
الثورة تسرق منهم وهذا قد يؤدي الى تصحيح مسار اهذاف زمبادي ثورة فبراير،
فبقاء الامور بما هي عليه لا يمكن قبوله باي شكل من الاشكال، ولا بد من
الحسم لصالح اهذاف الثورة ومبادي ثورة فبراير.
وهذا ليس بغريب على الثورات الكبرى في العالم، والثورة الليبية تصنف في مصاف الثورات الكبرى كالثورة الفرنسية والثورة الامريكية.
وللحديث بقية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق