توصل علماء وباحثون فى مجال الطب إلى ابتكار قلب صناعى قادر على إعادة
الأموات إلى الحياة فى تطور علمى هائل هو الأول من نوعه فى تاريخ البشرية
حيث يمكن للقلب الصناعى أن يعمل بفعالية إذا ما تم تركيبه فى جسد المتوفى
خلال مدة لا تزيد على سبع ساعات من لحظة توقف قلبه الطبيعى.
ونقلت صحيفة “صنداى تايمز” قولها إن القلب الآلى الذى تمكّن العلماء من
ابتكاره يمكن تركيبه خلال دقائق فى جسد المريض أو المتوفى مشيرين إلى أنه
من المفترض أن يتم تزويد المستشفيات وحتى سيارات الإسعاف به لإنقاذ المرضى
الذين تتوقف قلوبهم عن العمل.
وعادة ما ينظر الأطباء إلى توقف القلب عن العمل على أنه أهم علامات
وإشارات الوفاة، حيث تظل محاولات إنقاذ المريض جارية ما دام قلبه مستمراً
بالخفقان، وفى حال توقف القلب عن العمل يكون الأطباء قد فقدوا الأمل فى
إنقاذ المريض، إلا أن الابتكار العلمى الجديد يبدو أنه قادرعلى تغيير هذه
القاعدة الطبية.
ويطلق على القلب الصناعى اسم (Ecmo Machines)، وهو نظام بديل لعمل القلب
يتم تركيبه خلال دقائق فقط من توقف قلب المريض عن العمل، وهو مستخدم
حالياً فى إنقاذ ضحايا السكتات القلبية فى كل من اليابان وكوريا الجنوبية،
الذين يتم إحياؤهم بعد أن يكون قد بدت عليهم أعراض الوفاة.
لكن التطور العلمى الجديد الذى تم إدخاله على هذا النظام يجعل من هذا
القلب الصناعى أصغر حجماً، وأكثر فعالية، ويتضمن نظاماً أعلى وأفضل من حيث
الدقة والقدرة على إنقاذ المريض أو إعادة الميت إلى الحياة ولو بعد فترة
أطول تصل إلى سبعة ساعات.
ويقوم الجهاز بعمليات ضخ وتدوير الدم فى جسم الإنسان كبديل للقلب كما
يقوم بعمليات تنفس صناعى تتضمن تزويد الجسم بالأوكسجين اللازم، وتتضمن
عمليات شهيق وزفير معتادة.
وبحسب الباحث فى مجال الإنعاش الدكتور سام بارنيا فإن بريطانيا لديها
حذر شديد تجاه اعتماد التكنولوجيا الجديدة، وهو ما يعنى أن الكثير من الذين
يمكن إنقاذهم الآن لا زالوا يموتون.
وأشار الطبيب بارنيا إلى أنه من بين 60 ألف حالة سكتة قلبية يتم تسجيلها
سنوياً فى بريطانيا فإن 10 آلاف فقط يتم إنقاذهم ويصلون المستشفى وهم على
قيد الحياة، ومن بين هؤلاء العشرة آلاف فإن ثلاثة آلاف فقط يظلون على قيد
الحياة ويغادرون المستشفى.
ويعتقد الدكتور بارنيا أنه فى حال تم توسيع استخدام القلب الصناعى
(Ecmo) مع تدريب الكوادر الطبية على استخدامه والتعامل معه بفعالية وكفاءة،
وبالتكنولوجيا الجديدة التى تم إدخالها عليه وتزويد سيارات الإسعاف به،
فهذا يعنى أنه سيكون هناك طفرة كبيرة فى أعداد الذين سيتمكن الأطباء فى
بريطانيا من الحفاظ على حياتهم.
ويكشف بارنيا، أنه بفضل هذا الجهاز المستخدم بفعالية فى جنوب شرق آسيا
فإن الأطباء هناك ينجحون فى إعادة تشغيل القلب بنسبة تتراوح بين 70% و90%،
بينما تنخفض هذه النسبة فى أمريكا وأوروبا إلى ما بين 20% و25%.
وكالة أنباء التضامن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق