يخيم الهدوء على مدينة بورسعيد بعد يوم من الاشتباكات
التي قتل فيها خمسة أشخاص وأصيب أكثر من مئتين، بعضهم جراحه خطيرة، ومن بين
المصابين جنود من الجيش والشرطة، بحسب مديرية الصحة في المحافظة.
وفي ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء اشتعلت النيران
في مبنى الأمن الوطني في المدينة، ليكون بذلك ثالث المباني الحكومية التي
تتعرض للاحتراق، في غمرة الاشتباكات المستعرة بين قوات الأمن ومتظاهرين
أغضبهم نقل سجناء من سجن بورسعيد إلى خارج المحافظة.
وقال شهود عيان إن قوات الجيش كانت قد تدخلت لإبعاد المحتجين عن مبنى
الأمن الوطني، وأطلقت النار في الهواء، ودفعت بمدرعة عند بوابته.
وكانت قوات الجيش قد التزمت الحياد خلال الاشتباكات التي دارت رحاها في المدينة، بالرغم من إصابة عدد من الجنود.
وقال مصدر طبي إن قوات الشرطة العسكرية تدخلت
الاثنين لنقل ضابط شرطة من أكبر المستشفيات الحكومية في المدينة بعد أن
تجمع عليه عدد من الأهالي متهمين إياه باستهداف المتظاهرين
ويقول علي جمال الدين، مراسل بي بي سي في بورسعيد، إن الشعارات التي
يرفعها أهالي المدينة تؤكد دائما تقديرهم لضباط الجيش وجنوده. وكانت القوات
المسلحة قد أكدت على لسان متحدثها الرسمي أن تأمين المدينة يعد من أهم
واجباتها، "مهما كانت التضحيات".
وتترقب المدينة المطلة على المدخل الشمالي لقناة
السويس الحكم النهائي في قضية مباراة أقيمت في ملعب النادي المصري قبل أكثر
من عام، بين فريقي النادي المصري والنادي الأهلي، وأعقبها اشتباكات أودت
بحياة عدد كبير من مشجعي النادي الأهلي.
وكان رئيس المحكمة المكلفة بنظر القضية قد أحال أوراق متهمين من مشجعي
النادي المصري إلى المفتي، وهو إجراء متبع قبل اتخاذ المحكمة قرارا
بالإعدام.
الانتخابات البرلمانية
وألقت التطورات الدامية في بورسعيد بظلالها على
العملية السياسية في البلاد. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن رئيس
الوزراء المصري هشام قنديل قوله إن هذه الأنباء "غير طيبة خاصة ونحن نقترب
من استحقاق كبير في العملية الانتقالية يتمثل في فتح باب الترشيح
للانتخابات البرلمانية".
وألمح قنديل إلى أنه عادة ما يحدث قبيل كل استحقاق
كبير في مصر بعض القلاقل خلال المرحلة الانتقالية كالانتخابات أو
الاستفتاءات تهدف إلى إعاقة هذا الاستحقاق".
BBC
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق