أظهرت نتائج مفصلة لتجربة علمية نشرت أمس السبت أن تناول الفيتامين “ب3″ بجرعات كبيرة لا يعطي أي منافع علاجية للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب، حتى إنه قد يكون مضرا لهم.
يذكر أن فيتامين ب3 يساهم في رفع مستوى الكوليستيرول الجيد وتقليص مستوى الكوليستيرول السيئ.
وكانت شركة ميرك الأمريكية المتخصصة في صناعة الأدوية والتي طورت العقار “تريدابتيف” المكون من الفيتامين “ب3″ ومادة “لأروبيبرانت”، قد أشارت في ديسمبر الماضي إلى أن النتائج الأولية للدراسة جاءت مخيبة للآمال، حتى إنها سحبت الطلب الذي تقدمت به في السابق إلى “إدارة الغذاء والدواء” الأمريكية لتسجيل هذا العقار.
وتمت الموافقة على تسويق الـ”تريدابتيف” في 70 بلداً لا تشمل الولايات المتحدة، وبات موجودا في أسواق 40 من هذه البلدان.
وأجريت التجربة السريرية على 25673 مريضا يواجهون خطر الإصابة بتجلط في القلب أو مشكلة وعائية دماغية، وقد تناول نصفهم مركب الـ”تريدابتيف” والنصف الآخر تناولوا دواء لا يحتوي على أية عناصر فعالة. كما أعطي جميع الذين شملتهم التجربة عقارا مضادا لارتفاع الكوليستيرول يسمى “ستاتين”.
ولم يلاحظ المشرفون على التجربة أي فارق لناحية تقليص خطر الإصابة بمشاكل كبيرة في القلب والأوعية الدموية كخطر الإصابة بأزمة قلبية مميتة أو جلطة دماغية أو الحاجة لإجراء عملية قسطرة أو مجازة تاجية.
وضمن مجموعة المرضى الذين تناولوا الـ”تريدابتيف”، 13,2% من المشاركين تعرضوا لمشاكل في القلب والأوعية الدموية أو اضطروا للخضوع لعملية جراحية مقابل 13,7% لدى أفراد المجموعة الأخرى.
وقالت الدكتور جاين ارميتاج الأستاذة في جامعة أوكسفورد البريطانية والمشرفة الرئيسية على الدراسة: “نشعر بالخيبة إزاء هذه النتائج التي لم تظهر أي منافع لدى مرضانا”.
كما وجد الباحثون أن عددا من المجموعة التي تناولت الـ”تريدابتيف” أصيبوا بمرضى نزف دموي (2,5% مقابل 1,9% في المجموعة الثانية) إضافة إلى التهابات (8% مقابل 6,6%).
كما أظهر عدد كبير من المشاركين في الدراسة ضمن المجموعة التي تناولت الـ”تريدابتيف” وجود مضاعفات جانبية حادة مثل السكري (9,1% مقابل 7,3% في المجموعة الثانية ومشاكل معوية (4,8% مقابل 3,8%).
وأضافت أرميتاج: “يتم استخدام فيتامين ب3 منذ سنوات طويلة للاعتقاد بأن هذه المادة تساعد على الوقاية من الازمات القلبية أو الجلطات الدماغية، إلا أننا بتنا نعلم أن آثارها الجانبية أكبر بكثير من منافعها”.
وكالة أنباء التضامن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق